edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بين غرفة العمليات ومجالس العشائر: أطباء التخدير في العراق “يُخدرون” الألم ويستيقظون على...

بين غرفة العمليات ومجالس العشائر: أطباء التخدير في العراق “يُخدرون” الألم ويستيقظون على التهديدات والديّات والقتل!

  • 28 حزيران
بين غرفة العمليات ومجالس العشائر: أطباء التخدير في العراق “يُخدرون” الألم ويستيقظون على التهديدات والديّات والقتل!

انفوبلس/..

في صمت غرفة العمليات، يقف طبيب التخدير متيقظاً، يراقب كل نبضة وكل نفس، يتحكم بجرعة الحياة ويدير لحظات الخطر الحرجة. لكنه، وما إن يغادر صالة الجراحة، حتى يتحول من “حارس الأرواح” إلى هدف سهل في عيون عشائر غاضبة، وقوانين رمادية، ونظام صحي مرهق. في العراق، أصبح طب التخدير مهنة محفوفة بالمخاطر، لا فقط من ناحية طبية، بل من زاوية عشائرية وأمنية واجتماعية، ليجد الطبيب نفسه بين فكي الكفاءة الطبية والعقوبة القبلية.

*تهديد بالقتل… في مقابل مهنة إنقاذ الأرواح

عام 2021، لم يكن الطبيب المقيم في التخدير عمر صباح الدليمي يتوقع أن ينتهي به الحال مهدداً بالقتل من عشيرة مريض فارق الحياة بعد عملية معقدة. فالرجل السبعيني الذي يعاني من انسداد في الشرايين بسبب مرض السكري، نصحه الأطباء بعدم الخضوع للجراحة، لكن إصراره وإصرار ذويه غيّر المسار.

مات الرجل مثلما توقع الفريق الطبي، غير أن النتيجة كانت صادمة: وفد عشائري جاء إلى منزل الطبيب مطالبًا بـ”دية” قيمتها 200 مليون دينار عراقي، مقابل التنازل عن “الحق العشائري”، وانتهى الأمر بـ”فصل عشائري” دفع فيه ذوو الطبيب 140 مليون دينار للخلاص من التهديدات.

“الناس بدأوا يعتبرون هذه الفصول مصدر دخل”، يقول الدليمي بأسى، مشيراً إلى أن هذا المناخ القائم على التخويف والابتزاز هو ما يدفع العديد من الأطباء إلى العزوف عن تخصص التخدير، رغم أهميته.

*بطل مجهول في غرفة العمليات

في الطب، يُعد طبيب التخدير حجر الأساس في نجاح أي عملية جراحية، لكنه نادراً ما يتصدر العناوين أو يُشكر في نشرات المستشفى. فبينما الجرّاح يُمجّد في نجاح العملية، غالباً ما يُحمّل طبيب التخدير مسؤولية أي مضاعفة أو فشل.

الدكتور علاء حسين الطائي، رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء، يشرح الطريق الطويل والشاق للوصول إلى لقب “ممارس تخدير”، والذي يشمل سنوات من التدريب، امتحانات تنافسية، إشراف استشاري، وانتهاءً بشهادة البورد العراقي أو العربي. ومع ذلك، فإن هذه المسيرة تنتهي غالباً بنكران للجميل ومخاطر قانونية وأمنية مقلقة.

*لماذا يهرب الأطباء من التخدير؟

بحسب إحصائيات نقابية، لا يتجاوز عدد أطباء التخدير في العراق 800 طبيب، وهي نسبة متدنية جداً مقارنة بالحاجة السكانية.

الطبيبة شروق التكريتي، التي فضلت تخصص الأنف والأذن والحنجرة، تقول بصراحة: “ما أريد أكون بوجه المدفع”. وتشير إلى أن زملاءها نصحوها بالابتعاد عن التخدير لأنه لا يُقدَّر علمياً ويُحمَّل دائماً التبعات.

*مسؤوليات دقيقة وأخطاء مميتة

أحياناً، يكون الخطأ في الجرعة قاتلاً. وقد يستيقظ المريض أثناء العملية بسبب نقص التخدير، أو قد يتعرض لسكتة قلبية بسبب الرعب والألم. وقد يكون السبب عدم معرفة الطبيب بتحسس المريض من نوع معين من الأدوية، أو خلل في أجهزة المراقبة الحيوية. لكن، في كل الحالات، يبقى طبيب التخدير في دائرة الاتهام، حتى لو كانت المضاعفة خارجة عن إرادته.

*القانون لا يكفي لحمايتهم… والعشائر تتدخل!

في العراق، لا توجد حماية قانونية كافية للأطباء من الابتزاز العشائري. حتى وإن أثبتت التحقيقات عدم وجود خطأ طبي، فإن الضغوط الاجتماعية قد تُجبر الطبيب على دفع “دية” للعائلة.

المادة 411 من قانون العقوبات العراقي تعاقب الإهمال الطبي، لكنها لا تُفرق بوضوح بين الخطأ الطبي والمضاعفة المحتملة.

ومع أن وزارة الصحة شكّلت لجاناً للتحقيق في هذه القضايا، إلا أن التحقيق غالباً ما يُواجه بتحديات كثيرة: نقص الأدلة، ضغوط عشائرية، غياب ثقة المريض بالنظام، مما يُبقي الطبيب تحت رحمة “الفصل العشائري”، لا القانون.

*سلاح بدل السماعة

أطباء التخدير لا يُهددون فقط من العشائر، بل من نافذين أيضاً.

طبيب فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال إنه خدر مريضاً يعاني من مضاعفات السكري، ورغم نجاح العملية، طالبه ذووه بـ20 مليون دينار بسبب “تأخر شفاء الجرح”، وكأن الطبيب يمتلك عصاً سحرية ضد الأمراض المزمنة!

وفي حادثة مروعة عام 2019، خُطف طبيب التخدير محمد سالم الخفاجي، ثم وُجدت جثته في منطقة الشعلة ببغداد وعليها آثار إطلاق نار. جريمة لا تزال طي النسيان بلا عقاب حقيقي.

*انهيار المنظومة… بنقص التخدير

الآثار السلبية لهذا الواقع المأساوي تنعكس بوضوح على النظام الصحي في العراق:

• تأجيل أو إلغاء العمليات الجراحية بسبب عدم توفر طبيب تخدير.

• عمل أطباء التخدير لساعات مضاعفة قد تصل إلى 14 ساعة متواصلة.

• تدهور جودة الخدمات الجراحية.

• تراجع الاهتمام بتطوير التخصص أو تجهيزه بالمعدات الحديثة.

وبحسب اتحاد جمعيات التخدير العالمية، نسبة أطباء التخدير في العراق هي 1.9 لكل 100 ألف نسمة، وهي من بين الأدنى في العالم، مقارنة مثلاً بـ4.6 في الأردن و2.3 في سوريا.

في العراق، لا يزال طبيب التخدير يُخدّر الألم في غرفة العمليات، ثم يصحو عليه في صالونات العشائر، ومكالمات التهديد، ومذكرات التفاوض على “الديّة”.

هو الطبيب الوحيد الذي يبدأ عمله قبل الجراح، ويغادر بعده، ويبقى اسمه غائبًا من أوراق المجد، لكن حضوره طاغٍ في محاضر التحقيق.

أخبار مشابهة

جميع
حقول الموت الصامتة في الجنوب.. الألغام تحاصر البصرة وتشلّ التنمية

حقول الموت الصامتة في الجنوب.. الألغام تحاصر البصرة وتشلّ التنمية

  • 10 تموز
المجمعات الطبية في بغداد تتحول لسوق استثمارية تبتلع المال تحت قناع “الرعاية الصحية”

المجمعات الطبية في بغداد تتحول لسوق استثمارية تبتلع المال تحت قناع “الرعاية الصحية”

  • 10 تموز
الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

الحشد الشعبي يعلن عن توزيع "بطاقات المهندس" بدءًا من الجمعة

  • 10 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة