edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بيوت بلا أصوات وحياة بلا مودة.. الطلاق الصامت يتمدد في العراق ويحول الزواج إلى إقامة إجبارية...

بيوت بلا أصوات وحياة بلا مودة.. الطلاق الصامت يتمدد في العراق ويحول الزواج إلى إقامة إجبارية يدفع ثمنها الأطفال

  • اليوم
بيوت بلا أصوات وحياة بلا مودة.. الطلاق الصامت يتمدد في العراق ويحول الزواج إلى إقامة إجبارية يدفع ثمنها الأطفال

انفوبلس/..

لم يعد الطلاق في العراق مرهونًا بورقة رسمية أو حكم قضائي، فثمة نوع أخطر وأشد قسوة يتسلل بهدوء إلى البيوت، بلا ضجيج ولا انفصال معلن، يُعرف بـ“الطلاق الصامت” أو “الصمت الزوجي”، حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد، لكن بلا حوار، بلا مودة، وبلا حياة مشتركة حقيقية.

هذه الظاهرة، التي تتسع رقعتها عامًا بعد آخر، تحوّلت إلى أزمة اجتماعية ونفسية تهدد استقرار العائلة العراقية، وتترك آثارًا عميقة لا تظهر سريعًا، لكنها تنخر في العلاقة الزوجية، وتدفع الأطفال إلى دفع ثمن صراعات لم يختاروها.

بيت واحد.. عالمان منفصلان

في أحد أحياء بغداد، يعيش أحمد رشيد (42 عامًا) قصة تتكرر بصيغ مختلفة في آلاف البيوت. مضى على زواجه 15 عامًا، أنجب خلالها ثلاث بنات، لكنه يؤكد أن زواجه انتهى فعليًا منذ عامين، دون أن ينطق أحد بكلمة “طلاق”.

يقول أحمد: “نعيش كغرباء، لا حديث بيننا إلا في الأمور الضرورية، لا شجار ولا ود، فقط صمت ثقيل. بناتي هن السبب الوحيد الذي يجعلني أستمر، أخاف أن يؤذي الطلاق نفسيتهن”.

زواج أحمد كان تقليديًا، جاء استجابة لرغبة العائلة، ومع مرور الوقت اكتشف أن التفاهم غائب، لكن الاكتشاف جاء متأخرًا، بعد إنجاب الأطفال. بالنسبة له، الطلاق الرسمي خيار مؤلم، لكنه يرى أن الطلاق الصامت أقل ضررًا، رغم اعترافه بأن الحياة تحولت إلى روتين خالٍ من أي معنى.

لماذا يختار الأزواج الصمت؟

تتقاطع عدة أسباب تدفع الأزواج في العراق إلى اختيار الطلاق الصامت بدل الانفصال الرسمي. في مقدمتها الضغط المجتمعي، إذ لا يزال الطلاق، خصوصًا بالنسبة للمرأة، مرتبطًا بنظرة سلبية وأحكام قاسية، ما يدفع كثيرين إلى الحفاظ على “صورة الزواج” أمام الناس، ولو كان خاويًا من الداخل.
 
العامل الاقتصادي يلعب دورًا حاسمًا أيضًا. فتكاليف المعيشة، وغلاء السكن، وصعوبة إعالة الأطفال بعد الطلاق، تجعل القرار مؤجلًا إلى أجل غير مسمى. وفي حالات أخرى، يعيش الأزواج على أمل أن يكون هذا الصمت مرحلة مؤقتة تسبق عودة العلاقة إلى مسارها الطبيعي. لكن الواقع غالبًا ما يكون مختلفًا.

امرأة تهدر عمرها

مريم المشهداني (38 عامًا) تصف حياتها الزوجية بأنها “مأساة صامتة”. بقيت مع زوجها لأجل أبنائهما، لكنها تشعر أن السنوات تمر دون حياة حقيقية.

تقول مريم: “بقينا معًا لأننا نخاف على الأولاد، لكن البيت مليء بالتوتر. لم أعد قادرة على التواصل معهم كما يجب. أشعر أنني أهدر عمري”.

وتضيف بأسى: “أحيانًا أقول لنفسي إن الطلاق كان سيكون أرحم، لكن الخوف من المستقبل والوحدة يمنعني من اتخاذ القرار”.

قصة مريم تعكس حال كثير من النساء اللواتي يجدن أنفسهن عالقات بين خيارين كلاهما مؤلم: الطلاق وما يحمله من تبعات اجتماعية واقتصادية، أو البقاء في زواج بلا روح.

“زوجان مثاليان” أمام الناس

نرمين قادر عاشت ما يقارب عشر سنوات في زواج عنوانه المشاكل. اليوم، اختار زوجها نمط حياة غريب؛ يعود إلى المنزل ليلًا لينام فقط، ثم يغادر صباحًا إلى عمله.

تقول نرمين: “من الخارج، نحن عائلة مثالية. زوج يعمل ويؤمّن احتياجات البيت، وأنا أربي الأطفال. الجيران يثنون علينا، ولا أحد يعلم أننا لا نتحدث ولا نعيش كزوجين”.

وتتابع: “قلت له تزوج إن أردت، افعل ما تشاء، لكن لا تطلقني. اكتفيت بأن أكون زوجة على الورق”.

هذا “التواطؤ الصامت” بين الزوجين، بحسب مختصين، يُعد من أخطر أشكال الانفصال، لأنه يخدع المجتمع، لكنه يدمّر الداخل ببطء.

صمت يدمّر الصحة النفسية

الاختصاصي في الطب النفسي فارس موفق يؤكد أن الطلاق الصامت بات ظاهرة شائعة في العراق، مشيرًا إلى أنه تعامل مع حالات اكتئاب حادة كانت نتيجة مباشرة لهذا النمط من العلاقات.

ويقول: “أحيانًا يكون الطلاق الصامت مرحلة انتقالية مؤقتة لإعطاء فرصة لإعادة بناء العلاقة، لكن في أغلب الحالات يتحول إلى وضع دائم، تتراكم فيه الخيبات، وقد يؤدي إلى خيانات واضطرابات نفسية خطيرة”.

ويضيف أن الضغوط الاقتصادية، واختلاف القيم والسلوكيات، وعدم النضج العاطفي، تقف خلف معظم هذه الحالات.

الأطفال.. الضحايا الخفيون

الطبيب النفسي حسن الشمري يحذر من التقليل من آثار الطلاق الصامت، مؤكدًا أن الضرر الأكبر يقع على الأطفال.

ويقول: “وجود الأب والأم في المنزل جسديًا لا يعني وجود أسرة مستقرة. الأطفال يشعرون بغياب الحنان، ويعيشون في بيئة مشحونة بالصمت والتوتر”.

ويضيف أن كثيرًا من الأطفال الذين عالجهم عانوا من اضطرابات سلوكية ونفسية بسبب انفصال والديهم عاطفيًا، رغم بقائهما معًا شكليًا.

الشمري يشدد على أن الطلاق الصامت ليس حلًا، بل غالبًا ما يكون مقدمة لطلاق رسمي بعد سنوات من الاستنزاف النفسي.

أرقام مقلقة

تزامن تصاعد ظاهرة الطلاق الصامت مع ارتفاع معدلات الطلاق الرسمي في العراق.

فبحسب الإحصاءات، سُجل خلال العام الماضي 72 ألفًا و842 حالة طلاق، مقابل 320 ألفًا و459 حالة زواج، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه مؤسسة الزواج.

ويرى مختصون أن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع بالكامل، لأن الطلاق الصامت غير موثق رسميًا، لكنه موجود في آلاف البيوت، بصمت.

بين الخوف والوهم

كثير من الأزواج يعتقدون أن الطلاق الصامت يحمي الأطفال، ويحفظ السمعة، ويجنّب العائلة صدمة الانفصال. لكن خبراء علم النفس والاجتماع يؤكدون أن هذا الاعتقاد وهمي.

فالأسرة التي تخلو من الحوار والمودة، تتحول إلى مساحة باردة، يفقد فيها الأطفال الإحساس بالأمان، ويتعلمون أن العلاقات قائمة على التجاهل لا على التفاهم.

أزمة تحتاج مواجهة

ظاهرة الطلاق الصامت تطرح أسئلة عميقة حول مفهوم الزواج في المجتمع العراقي، وحدود التضحية، ودور الدولة والمؤسسات المعنية في دعم الأسرة، نفسيًا واقتصاديًا.

ويرى مختصون أن مواجهة هذه الأزمة تبدأ بنشر الوعي، وتوفير خدمات الإرشاد الأسري، وتشجيع الحوار قبل الوصول إلى مرحلة الصمت القاتل، إضافة إلى تخفيف الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطلاق، خصوصًا للنساء.

صمت لا ينقذ أحدًا

في النهاية، يبقى الطلاق الصامت حالة معلّقة بين البقاء والرحيل، لا تمنح الأمان، ولا تحل المشكلة. هو زواج بلا حياة، وأسرة بلا دفء، وقرار مؤجل يدفع ثمنه الجميع، خاصة الأطفال.

أخبار مشابهة

جميع
الإنذار البيئي يعلو: 96 مليون دونم على حافة الضياع.. أين وصل ملف التصحر في العراق؟

الإنذار البيئي يعلو: 96 مليون دونم على حافة الضياع.. أين وصل ملف التصحر في العراق؟

  • اليوم
استفتاء انفوبلس.. ذائقة العراقيين تحسم المنافسة في مشهد المطاعم لعام 2025

استفتاء انفوبلس.. ذائقة العراقيين تحسم المنافسة في مشهد المطاعم لعام 2025

  • 22 كانون الأول
فائض أطباء الأسنان في العراق بين فوضى القبول الجامعي وغياب التخطيط الصحي

فائض أطباء الأسنان في العراق بين فوضى القبول الجامعي وغياب التخطيط الصحي

  • 22 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة