دهوك.. المحافظة المسيحية التي طمس القجقجي هويتها.. كيف تم تهجير السريان منها؟ ولماذا اغتال أتباع بارزاني شخصياتهم البارزة؟
انفوبلس/ تقارير
تهجير واضطهاد وسلسلة اغتيالات ممنهجة وحملة اعتقالات منظمة، هو أبرز ما تعرض له السريان في محافظة دهوك المسيحية والتي أنكر واستصعب ذلك القجقجي مسعود بارزاني، وأمر أتباعه باللجوء إلى العنف بغية تهجير هذه القومية من المحافظة وطمس هويتها والمجيء بمواطنين أكراد محل ساكنيها. فماذا حدث بالتحديد؟ وما أبرز الشخصيات التي أقدمت عصابة بارزاني على اغتيالها؟ إليك قائمة بالقرى السريانية التي تم تكريدها في دهوك.
*تهجير السريان من قبل أتباع القجقجي بارزاني
بعد انفراد الأكراد في السيطرة على مناطق أربيل ودهوك عقب إقامة المنطقة الآمنة عام 1991 ، تعرضت منطقة سرسنك في دهوك ذات الأغلبية السريانية لحملات تكريد قاسية، فالأكراد يتجاوزن على أراضي وأرواح وممتلكات البلدة، وقام مسعود البارزاني بجلب أكراد من المناطق الاخرى وأسكنهم في سرسنك وقال للمسيحيين إن هؤلاء الأكراد هم ضيوف عندكم قبل أن تبدأ حملات ممنهجة لتهجيرهم وتثبيت موطئ قدم الضيوف الذي تحدث عنهم بارزاني.
وفي عام 2001 قامت بلدية سرسنك ببناء حوالي 100 دار سكنية على أراضٍ زراعية يملكها السريان الآشوريين الكلدان، ولدى الأهالي مستمسكات بالملكية منذ عام 1975 وبالقرار المرقم 90 لسنة 1975، وبهدف تكريد سرسنك قامت البلدية بتوزيع الاراضي على المستوطنين الأكراد لأجل تكريد سرسنك وما زالوا فيها حتى يومنا هذا.
*القرى السريانية المسيحية في محافظة دهوك التي تم تكريدها
ـ قرية مالطة: بلغ عدد سكانها (130) نسمة حسب إحصاء عام (1957)، من القرى الآشورية القديمة والقريبة من مدينة دهوك وقد بلغ عدد الدُور فيها (30) دارا سكنتها أكثر من (70) عائلة قبل عام (1961) عندما بدأت الهجرة نتيجة للظروف السياسية التي مرت بالمنطقة، وخاصة بعد مقتل المدعو توما وولديه على يد الاكراد بحجة علاقته مع السلطة، وبدأ الاستيطان في القرية الى أن خلت القرية من سكانها الأصليين وحل محلهم الاكراد ولم يبقى الا عوائل قليلة تركتها بعد انتفاضة آذار عام 1991 نتيجة الضغوطات التي تزايدت بهدف تكريد القرية بالكامل، وهو الهدف الذي توصلوا اليه بفضل الحكومة الكردية التي وضعت مسالة التكريد في مقدمة اهتماماتها.
ـ قرية ماسيك: عدد نفوسها (105) نسمات حسب إحصاء عام (1957) تركت بعد عام 1961 نتيجة الضغوطات التي تزايدت من السلطة والمليشيا الكردية التابعة لمسعود بارزاني لموقعها الحيوي. ونتيجة لقربها من مدينة دهوك تم تحويل أراضيها الى سكنية وتوزيعها على الموظفين الاكراد بعد عام 1991.
ـ كاني ماسي: بلغ نفوسها (420) نسمة حسب إحصاء عام (1957) وتعتبر القرية من اكبر القرى الآشورية في منطقة برواري بالا باعتبارها مركز ناحية لاكثر من 32 قرية آشورية كانت تابعة لها اداريا، سكنها الآشوريون منذ القدم، هجرها اهلها خلال الحرب العالمية الأولى بصحبة القائد الآشوري آغا بطرس الى اورميا في ايران عادوا اليها بعد سبع سنوات ليستقروا فيها الى عام 1986 عندما تم ترحيلهم من قبل السلطة وهدمت القرية لشمولها بخطة السلطة لاخلاء الشريط الحدودي حيث موقعها في دهوك على الحدود التركية.
بلغ عدد الدور فيها حوالي (100) دار تسكنها أكثر من 180 عائلة، تأثرت بحركات البارزاني عام 1961 وقد هجرها الكثير من أبنائها تجنبا للمشاكل التي كانت تحصل لهم من طرف السلطة من جانب وطرف الاكراد من جانب أخر، تعيش 20 عائلة في القرية عادت اليها بعد انتفاضة اذار عام 1991 والبقية يعيشون في مناطق متفرقة من القطر، وهي من أوائل القرى التي انشأ فيها المدارس وتعلم أبناءها العلوم المختلفة وتخرج منها العشرات من المعلمين الذين ساهموا بشكل كبير في عملية التعليم في كافة انحاء البلاد وفي مجال السياسة وللقرية شخصيات مهمة عديدة في المهجر، وهناك تجاوزات على أراضيها من قبل الحكومة والاكراد المجاورين.
ـ قرية دورى :Dore / بلغ تعدادها (296) نسمة حسب إحصاء عام (1957) من القرى الآشورية القديمة والتي تقع على الحدود التركية وقد شملها ترحيل القرى من الشريط الحدودي حيث دمرت القرية عام 1978 أشترك اهلها مع القائد آغا بطرس لمدة سبع سنوات ثم عادوا اليها ليستقروا، هجرها اهلها في لمدة عام في بداية الثلاثيات بسبب المشاكل بين الحكومة التركية وامير بروار الكردي تأثرت القرية بعد عام 1961 حيث هجرها قسم من اهلها البالغ 75 عائلة يسكنون في 40 دار سكنية قبل هدمها، واليوم يعيش فيها حوالى (30) عائلة عادت اليها بعد انتفاضة اذار عام 1991 من أصل 200 عائلة تعيش 100 عائلة في المهجر والبقية موزعين في انحاء متفرقة من القطر، أشتهرت القرية بوجود كرسي أسقفية الكنيسة الشرقية لبرواري بالا فيها والذي سمي بكرسي مار يوالا، وتوجد بعض التجاوزات من قبل الاكراد المجاورين على اراضي القرية.
ـ قرية أقري :Iqri / بلغ عدد الدور قبل عام 1961 (25) دار تسكنها (40) عائلة وقد هجرت القرية عام 1978 وتم تدمير ابنيتها، وهي من القرى الآشورية القديمة ويبلغ عدد العوائل التابعة للقرية حاليا 100 عائلة يعيش معظمهم في الموصل وبغداد ودهوك وعدد قليل في المهجر، ولم يعودوا اهل القرية اليها بسبب تجاوزات الاكراد على اراضي القرية بعد عام 1991، وأن اهلها على استعداد للعودة الى قريتهم بعد رفع تلك التجاوزات.
*هجرة إجبارية
رغم نزوح اكثر من تسعة آلاف عائلة مسيحية إلى دهوك إبان حرب داعش، إلا أن المحافظة الآن شبه خاليه من المسيحيين بسبب الاضطهاد والتهميش الذي تعرضوا له على يد اتباع مسعود بارزاني.
وهاجر قرابة نصف المسيحيين في دهوك إلى خارج العراق فيما يقيم قسم منهم في أحياء ومناطق مختلفة من محافظة دهوك، وقلة قليلة منهم عادوا الى مناطقهم الأصلية.
لينوس عوديشو، عضو مجلس محافظة دهوك، وهو من المكون المسيحي، قال، إن "حوالي تسعة آلاف عائلة مسيحية نزحت الى دهوك خلال حرب داعش، معظمهم استقر في الكنائس والقرى والمناطق المسيحية، فيما سكن قسم منهم في المخيمات".
*عمليات اغتيال ممنهجة
لم يكتف بارزاني واتباعه بتكريد قرى السريان والمسيحيين في دهوك وتهجيرهم واضطهادهم، بل قادوا حملة اغتيالات واعتقالات ممنهجة طالت الشخصيات السريانية البارزة في دهوك بغية ترويع هذه القومية وجبرهم على ترك المحافظة حتى يتسنى لهم المجيء بمواطنين أكراد محلهم.
ولعل أبرز الشخصيات السريانية التي تعرضت للاغتيال في محافظة دهوك والمناطق المجاورة لها هم كل من: كبرييل بيث كومو، فرنسيس شابو، ميرزا صليوا، سمير موشي مراد، دافيد جندو، ايرموش اصفر، رئيس حركة تجمع السريان (يشوع هدايا) فضلا عن اعتقال مدير ناحية القوش السرياني الكلداني من قبل عصابة كردية تأتمر بأوامر من البارزاني.
ويؤكد ذوو الضحايا، أن الهدف من هذه الجرائم هو ترويع السريان لكي لا يرجعوا الى بلادهم ولكي تبقى الارض حصرا للاكراد.
ويضيفون، "رغم حصول عشرات الجرائم بحق السريان كردستان الا ان السلطات الكردية لم تلقي القبض ولا على متهم واحد كون الضحية مسيحي والمنفذ كردي يأتمر بأوامر مسعود بارزاني".