رقم غير مسبوق متوقع لزوار الأربعين.. والعراق يبدأ تنسيقاً دولياً لتسهيل الدخول

انفوبلس.. 

في إطار التحضيرات الإقليمية المبكرة لموسم زيارة الأربعين، وصل وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، يوم الاثنين 15 تموز/يوليو 2025، إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في الاجتماع الثلاثي لوزراء داخلية العراق وإيران وباكستان.

ويأتي هذا اللقاء بدعوة رسمية من الجانب الإيراني، لبحث تنسيق الجهود الأمنية والخدمية المشتركة لتسهيل عبور ملايين الزائرين المتوقع دخولهم إلى العراق عبر المنافذ الحدودية.

وقد ناقش الاجتماع آليات تنظيم حركة الزائرين، ومكافحة المخدرات، وقضايا الإقامة، بحضور كبار القادة الأمنيين وسفراء الدول المشاركة.

ومن طهران، توجه الشمري إلى مشهد، حيث بحث مع محافظ خراسان الرضوية سبل التعاون لضمان سلاسة مرور الزائرين، مؤكداً استعداد العراق لاستقبال أكثر من 5 ملايين زائر أجنبي هذا العام.

آليات تسهيل الدخول 

وفي سياق التحضيرات اللوجستية والأمنية المشتركة لموسم الأربعين، شهدت العاصمة الإيرانية طهران اجتماعاً ثلاثياً رفيع المستوى جمع وزراء داخلية العراق وإيران وباكستان، بحضور مسؤولين أمنيين وخدميين وسفراء الدول المشاركة.

وقد تركزت أعمال الاجتماع على بحث آليات تسهيل دخول ملايين الزوار المتوقعين إلى العراق عبر المنافذ الحدودية، وتنظيم حركة الحشود بما يضمن انسيابيتها وأمنها.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية العراقي، فقد جرى خلال الاجتماع بحث شامل لجميع الجوانب المرتبطة بالزيارة، من بينها تنظيم المنافذ الحدودية، وتبسيط إجراءات الدخول، وتوفير الخدمات الضرورية على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات الأمن المشترك، ومكافحة المخدرات، وتنظيم الإقامة للزوار الأجانب.

وحضر الاجتماع عدد من كبار القادة الأمنيين من الوزارات المعنية، من بينهم محافظ كربلاء المقدسة وأعضاء اللجنتين الأمنية والخدمية، إلى جانب سفراء باكستان والعراق وإيران، وعدد من الشخصيات الحكومية الأخرى من طهران وإسلام آباد.

كما تميز اللقاء بتأكيد مشترك على ضرورة توسيع التنسيق الإقليمي بما يخدم نجاح الزيارة الأربعينية، التي تُعد واحدة من أضخم المناسبات الدينية في العالم.

وأعرب وزير الداخلية الإيراني، خلال استقباله نظيريه العراقي والباكستاني في مطار مهرآباد الدولي، عن شكره لحكومة العراق وشعبه على استضافة الزوار، مشيداً بالجهود العراقية في تأمين المسارات.

من جهته، أكد الوزير عبد الأمير الشمري على أهمية هذه الزيارة الدينية بوصفها رابطاً روحياً وإنسانياً بين شعوب المنطقة، مشدداً على ضرورة التكامل بين الدول الثلاث لضمان نجاحها.

تنسيق إقليمي لخدمة الزائرين 

وفي إطار جولته الإقليمية المتعلقة بالتحضيرات لزيارة الأربعين، واصل وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري لقاءاته الرسمية في إيران، حيث انتقل إلى مدينة مشهد والتقى عدداً من المسؤولين المحليين، لبحث سبل تعزيز التعاون في إدارة ملف الزائرين القادمين من دول الجوار.

وأكد الشمري، خلال اللقاءات، أن العراق في ذروة استعداداته لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزوار هذا العام، مشدداً على أهمية تبادل المعلومات بين الدول المعنية لضمان انسيابية الحركة وتأمين مسارات الدخول والخروج.

وشهدت اللقاءات نقاشات حول آليات تسهيل مرور الزائرين عبر إيران، خاصة أولئك القادمين من بلدان آسيا الوسطى وأفغانستان، مروراً بالأراضي الإيرانية وصولاً إلى المنافذ العراقية، كما تم التطرق إلى أهمية تطوير إجراءات التنسيق الحدودي، وتوفير الدعم اللوجستي والخدمي للزوار في ظل توقعات بارتفاع أعدادهم مقارنة بالأعوام السابقة.

بدوره، عبّر الجانب الإيراني عن تقديره للدور العراقي في تنظيم هذه المناسبة الدينية الكبرى، مؤكداً استعداد المدن الإيرانية، لاسيما الواقعة على خطوط عبور الزوار، لتوفير التسهيلات اللازمة وضمان مرور آمن وسلس.

وأكد الجانبان على أن زيارة الأربعين أصبحت مسؤولية مشتركة تتطلب تعاوناً إقليمياً متكاملاً، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل أيضاً في الجوانب الإنسانية والخدمية، بما يعكس عمق الروابط الثقافية والدينية بين شعوب المنطقة.

توقعات أعداد الزائرين الأجانب

وفي سياق الاستعدادات الميدانية داخل العراق، أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري عن توقعات بوصول أكثر من 5 ملايين زائر أجنبي إلى البلاد خلال موسم زيارة الأربعين لهذا العام، مؤكداً على أهمية الاستعداد المبكر لمواجهة هذا الزخم البشري الكبير.

جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً أمنياً موسعاً في محافظة البصرة، بمشاركة كبار قادة وزارة الداخلية وأعضاء اللجنتين الأمنية والخدمية المعنيتين بتنظيم الزيارات المليونية، إلى جانب قادة العمليات وشرطة المحافظات الجنوبية القريبة من المنافذ الحدودية.

وتركز الاجتماع على مناقشة الخطط الأمنية والخدمية الخاصة بالزيارة، إذ شدد الشمري على ضرورة ضبط حركة السير وتفادي الحوادث المرورية، إلى جانب تكثيف الإجراءات في المنافذ الحدودية، لا سيما في منفذ الشلامجة الذي يُتوقع أن يستقبل أكثر من مليون زائر بمفرده.

كما دعا إلى تعزيز التنسيق بين الجهات الأمنية والخدمية كافة لضمان انسيابية الحركة وتوفير الأجواء المناسبة للزائرين، من خلال نشر مفارز طبية وخدمية وتأمين الطرق وتأهيلها بما يتلاءم مع طبيعة المناسبة.

وأكد الشمري أن نجاح الزيارة يعتمد على الجهد التكاملي بين مؤسسات الدولة، مشدداً على تذليل العقبات اللوجستية والإدارية، وتقديم صورة تنظيمية تليق بحجم المناسبة ومكانتها الدينية والإنسانية.

أرقام العام السابق

 هيئة المنافذ الحدودية: دخول أكثر من 3.3 مليون زائر أجنبي خلال فترة لا تتجاوز 18 يوماً، بين 6 و23 آب/أغسطس 2024، عبر 10 منافذ حدودية برية وجوية

وفي استذكارٍ لما شهدته زيارة الأربعين في العام الماضي، كشفت الإحصائيات الرسمية عن أرقام قياسية في أعداد الزائرين الذين توافدوا إلى مدينة كربلاء المقدسة من داخل العراق وخارجه، فقد غصّت المدينة بملايين المشاركين الذين أحيوها بإجلال ومشاعر إيمانية عميقة، وسط جهود استثنائية من قبل الجهات الأمنية والخدمية لتأمين هذه المناسبة الكبرى.

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية حينها عن دخول أكثر من 3.3 مليون زائر أجنبي خلال فترة لا تتجاوز 18 يوماً، بين 6 و23 آب/أغسطس 2024، عبر 10 منافذ حدودية برية وجوية رئيسية، شملت (سفوان، الشلامجة، الشيب، زرباطية، المنذرية، القائم) إضافة إلى مطاري بغداد والنجف الاشرف، ومنفذي حاج عمران وباشماغ.

هذه الأرقام عكست حجم التحديات التنظيمية التي واجهتها السلطات العراقية، لا سيما فيما يتعلق بضمان الانسيابية، والخدمات، والأمن، على امتداد مسارات الزوار من لحظة دخولهم وحتى وصولهم إلى كربلاء المقدسة.

وتُعد هذه المؤشرات دليلاً واضحاً على تنامي حجم المشاركة في الزيارة عاماً بعد آخر، ما يضاعف مسؤولية الجهات المعنية في تطوير الخطط والجاهزية، تحضيراً لموسم هذا العام الذي يُتوقع أن يشهد أعداداً تفوق سابقتها.