edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. عُمّال النار في صيف العراق الجحيمي.. أفران بلا ضمانات وقوانين لا تُطبق.. من يحمي الخباز؟

عُمّال النار في صيف العراق الجحيمي.. أفران بلا ضمانات وقوانين لا تُطبق.. من يحمي الخباز؟

  • 6 اب
عُمّال النار في صيف العراق الجحيمي.. أفران بلا ضمانات وقوانين لا تُطبق.. من يحمي الخباز؟

انفوبلس/..

مع حلول الظهيرة في مدن العراق، وخصوصًا في شهور الصيف القائظة، تخفت حركة الشوارع شيئًا فشيئًا، وتخلو الأرصفة من المارة، وتبدو السيارات كأنها توقفت عن التنفّس. درجات الحرارة تلامس الخمسين وتكاد تلتهم كل شيء. الإدارات الرسمية تغلق أبوابها مبكرًا، والعطلات المحلية تُعلن تباعًا كلما اشتد اللهيب، فيما يختبئ الناس خلف الجدران وتحت ظلال المكيفات، طلبًا لنجاة مؤقتة من جحيم النهار.

لكن هناك فئة واحدة لا تعرف العطلات، ولا تتوقف عن العمل، ولا تجد فسحة للهرب من هذا الجحيم. إنها فئة “عمّال النار”، أولئك الذين يعملون أمام التنور، أو في فرن الصمون، أو في المطاعم والمعامل والورش التي لا تبرد حرارتها حتى في عزّ الليل. وعلى رأس هؤلاء يأتي الخبّاز، رجل يواجه النار كل يوم، لا بصفته مجرد موظف، بل كعامل بلا تأمين صحي، ولا ضمان اجتماعي، ولا حتى أجور تكفي لشراء دواء الحروق والطفح الجلدي الذي يلازمه مثل ظله.

*من العمارة إلى الموصل.. الخبّازون يحترقون في صمت

في محافظة ميسان، كما في البصرة، والناصرية، وبغداد، والنجف، والحلة، والموصل، لا يختلف المشهد كثيرًا. آلاف الأفران الشعبية التقليدية، التي ما زالت تعتمد التنور الطيني أو الحديدي، تعمل دون توقف. وفي حين باتت الأفران الحديثة تعتمد الكهرباء أو الغاز أو الحجر الصناعي، لا تزال شريحة كبيرة من الخبازين متمسكة بالتنور التقليدي، ليس حبًا فيه، بل لغياب البدائل وضعف الموارد.

حميد، خباز من مدينة العمارة، يقول إن مهنته ليست سهلة كما يتصورها الناس. “أقف بالساعات أمام لهب التنور، أعجن وأخبز وأُخرج الأرغفة، بينما الحرارة تلامس الـ60 درجة داخل المخبز”. يؤكد أن طبيبه نصحه بترك العمل بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والتهابات جلدية مزمنة، لكنه لا يستطيع. “أنا معيل لعائلة، ولا مهنة بديلة لدي، فمن أين أعيش؟”، يتساءل بحسرة.

*المهنة التي لا تعرف الراحة

بحسب شهادات عدد من المحافظات العراقية، فإن أغلب العاملين في هذا القطاع يفتقدون لأبسط شروط السلامة. لا تهوية مناسبة، ولا وقاية جلدية، ولا أجهزة تبريد داخل المخابز. العمال يستخدمون مناشف مبللة فقط لمسح وجوههم، وبعضهم يضع قطع الثلج على رؤوسهم كي لا يغمى عليهم.

أبو أحمد، صاحب فرن صمون في محافظة الديوانية، يقول: “الخباز في فرن التنور كمن يقف وسط نار مشتعلة. نحن نعرف الخطر، لكن من أين نأتي بالأموال لنشتري معدات حديثة أو نركّب أجهزة تبريد صناعي؟”.

اللافت أن أغلب من يعملون في هذه الأفران هم من الشباب أو كبار السن، وبعضهم طلاب يستغلون العطلة الصيفية لكسب المال، رغم ما في ذلك من مخاطر صحية جسيمة.

*أجور لا تكفي لقنينة ماء

من أكبر المآسي في هذا القطاع أن أجور العاملين فيه لا تتناسب إطلاقًا مع حجم الجهد أو المخاطر. فبحسب ناشطين ومراقبين، يتقاضى العامل في المخبز التقليدي ما بين 20 إلى 30 ألف دينار في اليوم الواحد، أي ما يعادل دولارًا واحدًا في الساعة أو أقل. وهو مبلغ لا يكفي حتى لمراجعة طبيب في حالة حدوث التهاب جلدي أو إصابة حرارية.

الناشط الإنساني أنور صباح، من محافظة بابل، قال إن “أغلب الخبازين يعانون من أمراض مزمنة، خصوصًا أولئك الذين يعملون في التنور الطيني، حيث يلامسون النار بشكل مباشر، ويتنفسون الأدخنة، ويتعرقون لساعات دون تعويض كافٍ للسوائل”. ويضيف: “لا يوجد فحص دوري، ولا تأمين صحي، ولا رقابة حقيقية على ظروف العمل”.

ويشير صباح إلى أن بعض المخابز الشعبية توظف القاصرين، رغم القوانين التي تمنع تشغيل الأطفال، وهذا يعني أن الطفل لا يتعرض فقط للاستغلال، بل يُزَجّ في بيئة خطرة قد تؤثر على نموه وصحته النفسية والجسدية.

  • عُمّال النار في صيف العراق الجحيمي.. أفران بلا ضمانات وقوانين لا تُطبق.. من يحمي الخباز؟

*قوانين تُكتب ولا تُطبّق

القانون العراقي واضح في هذا الجانب. فهو يُلزم أصحاب العمل بتوفير وسائل الحماية الشخصية، مثل القفازات، والكمامات، ووسائل التبريد، فضلاً عن ساعات عمل محددة في الظروف المناخية القاسية. لكن، كما هو الحال في كثير من مجالات العمل غير الرسمي، تبقى هذه النصوص حبرًا على ورق.

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق، ستار الدنبوس، أشار في تصريحات صحفية إلى أن النقابات تتابع أوضاع العاملين في هذا القطاع، وتوجّه أصحاب الأفران لاتخاذ تدابير السلامة، لكنه أكد أنه لم تصل شكاوى رسمية من الخبازين أنفسهم.

لكن واقع الحال لا يحتاج إلى شكوى رسمية، فالأعراض المرضية التي تظهر على كثير من العاملين، من التهابات، وحروق، وضيق تنفس، وفقدان سوائل، هي دليل كافٍ على غياب أي رقابة حقيقية.

*معاناة بلا صوت.. وقطاعات موازية تتألم أيضًا

ولا تتوقف هذه المعاناة عند حدود الأفران والمخابز. هناك شرائح مهنية أخرى تعاني من الظروف ذاتها، كعمال معامل الطابوق، المطاعم الشعبية، شواء السمك، الباعة المتجولين، وعمال البناء الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة في المواقع الإنشائية دون واقيات أو فترات استراحة كافية.

وفي الوقت الذي تعلن فيه بعض المحافظات عطلات رسمية بسبب درجات الحرارة المرتفعة، فإن هذه الفئات تبقى تعمل في الخفاء، بلا توقف، لأن لقمة العيش – كما يقول كثيرون منهم – “أقسى من لهب النار”.

*ما الذي يجب فعله؟

يرى مختصون أن الحل يبدأ أولاً بالاعتراف الرسمي بأن هذه المهن تُصنَّف ضمن “الوظائف الخطرة”، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس. ويطالبون بتحديث لوائح العمل والضمان الاجتماعي لتشمل هذه الفئات، وفرض رقابة صارمة على أصحاب الأفران والمطاعم والمعامل لتطبيق شروط السلامة.

كما يجب إطلاق حملات تفتيش دورية من قبل وزارة العمل ودوائر الصحة، وتخصيص دعم مالي أو إعانات للعاملين في هذه القطاعات خلال أشهر الصيف، إلى جانب إلزام أصحاب الأفران بتوفير وسائل التبريد والحماية المناسبة.

*هل مَن يسمع صوتهم؟

في عراق اليوم، حيث تتقلب الأوضاع الاقتصادية وتتصاعد درجات الحرارة عامًا بعد عام بسبب التغير المناخي، لا يمكن تجاهل معاناة الخبازين وسائر عمّال النار. هم فئة تعمل في الخفاء، تصنع خبز الحياة للناس، بينما تحترق أجسادها بصمت.

حميد، الخباز من ميسان، يختصر الحكاية في جملة موجعة: “كل صباح أضع المرهم على الحروق، وأقول لنفسي: يوم ويمضي. لكن الأيام تمضي، ونحن نمضي معها نحو التعب بلا أمل”.

أخبار مشابهة

جميع
من هويات مزوّرة لعناصر داعش إلى مليارات بأيدي موظفين صغار.. فساد الأنبار بعد التحرير يفضح تغوّل حزب الحلبوسي

من هويات مزوّرة لعناصر داعش إلى مليارات بأيدي موظفين صغار.. فساد الأنبار بعد التحرير...

  • اليوم
عام دراسي يطرق الأبواب.. وغلاء المستلزمات المدرسية يطرق جيوب الأهالي.. فمن المنقذ؟

عام دراسي يطرق الأبواب.. وغلاء المستلزمات المدرسية يطرق جيوب الأهالي.. فمن المنقذ؟

  • 3 أيلول
70 ألف عائلة تركمانية عالقة منذ 2014.. ملف نازحي القومية الثالثة في العراق يتحول إلى جرح مفتوح وسط صمت حكومي

70 ألف عائلة تركمانية عالقة منذ 2014.. ملف نازحي القومية الثالثة في العراق يتحول إلى...

  • 3 أيلول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة