مؤشر جاهزية الدول للـAI.. العراق يتقدم 26 مرتبة خلال عام واحد.. تعرف على جهود البلاد بمجال الذكاء الاصطناعي

انفوبلس..
ونحن نعيش أولى فترات عصر هيمنة الذكاء الاصطناعي، تسعى الدول وحكوماتها إلى حجز مكانها في هذا الركب لمواكبة التطور ومغادرة منطقة الدول المتخلفة تكنولوجياً، فما هي محاولات العراق للمواكبة؟ وما موقعه بين الدول العربية ودول العالم؟
أحدث التقارير
بحسب تقرير أعدته مؤسسة "أوكسفورد إنسايتس"، احتل العراق المرتبة الـ 12 عربيا والـ 107 عالميًا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي من بين 188 دولة في العام 2024.
ووفق التقرير فان "الذكاء الاصطناعي يتناول 40 مؤشرًا عبر ثلاثة ركائز: هي الحكومة، وقطاع التكنولوجيا، والبيانات والبنية الأساسية"، مبينا ان "المؤشر يسلط الضوء على التقدم، ويحدد الثغرات، ويقدم رؤى عملية لصناع السياسات الذين يعملون على دمج الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات".
واشار الى ان "العراق احتل المرتبة الـ 12 عربيًا والمرتبة الـ 107 عالميا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي بحصوله على 40.91 نقطة من أصل 100 نقطة"، مشيرا إلى أن "مؤشر الحكومة حصل على 32 نقطة ومؤشر التكنولوجيا على 35.87 نقطة، ومؤشر البيانات والبنية التحتية على 54.25 نقطة".
وأضاف التقرير ان "الإمارات احتلت المرتبة الاولى عربيا بحصولها على 75.66 نقطة تليها السعودية ثانيا بحصولها على 72 نقطة، ومن ثم قطر ثالثا بحصولها على 68 نقطة، وجاءت عمان رابعا بحصولها على 62 نقطة، والأردن خامسا بـ61 نقطة".
وتابعت المؤسسة في تقريرها، أن "مصر جاءت سادسا بحصولها على 59 نقطة، وجاء البحرين سابعا بحصوله على 54 نقطة، والكويت ثامنا بـ 51 نقطة، ولبنان تاسعا 46 نقطة، وتونس عاشرا بـ 43 نقطة، والمغرب بالمرتبة 11 بـ41 نقطة، فيما تذيلت اليمن وسوريا الدول العربية بـ 14 نقطة و بـ 16 نقطة على التوالي".
عالميا جاءت "الولايات المتحدة على رأس دول العالم في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي بـ 87 نقطة، تليها سنغافورة بـ 84 نقطة، وجاءت فرنسا ثالث بــ79 نقطة"، وفقا للتقرير.
إحصائيات 2023
وحصد العراق المراتب الأخيرة عربياً على مستوى جهوزية "الذكاء الاصطناعي الحكومي" لسنة 2023، بحسب بيانات مؤسسة "أكسفورد إنسايتس".
وتصدرت الإمارات، قائمة الدول العربية على مؤشر جهوزية نظامها الحكومي للذكاء الاصطناعي في عام 2023، وجاءت في المرتبة الـ 18 عالمياً، واحتلت السعودية المرتبة الثانية عربياً والـ29 عالمياً، تلتها قطر في المركز الثالث عربياً و الـ 34 على مستوى العالم.
وجاءت عمان في المركز الرابع عربياً و الـ 50 عالمياً، تلتها الأردن في المركز الخامس عربياً والـ55 عالمياً، تلتها البحرين في المرتبة السادسة عربياً، ثم مصر في المركز السابع عربياً والـ62 عالمياً، والكويت الثامن عربياً والـ69 عالمياً، ولبنان التاسع عربياً والـ 76 عالمياً.
وحلت تونس في المرتبة العاشرة عربياً والـ81 عالمياً، تليها المغرب في المرتبة الحادية عشر عربياً والـ88 عالمياً، والجزائر في المرتبة الثانية عشر عربياً والـ120 عالمياً.
وشغل المراتب الأخيرة، كل من العراق في المرتبة الـ13 عربياً والـ133 عالمياً، ثم فلسطين الـ14 عربياً والـ134 عالمياً، بينما حلت جيبوتي الـ15 عربياً والـ 155 عالمياً.
أرقام وتصنيفات أخرى
في تشرين الثاني الماضي، حددت اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي، 8 إجراءات تعزز موقع العراق، ليكون في مصاف دول العالم والمنطقة في الجانب التكنولوجي. وذلك بعد موافقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على إطلاق مبادرة تستهدف استقطاب الكفاءات من الخارج لتدريب 100 "قائد رقمي" كمرحلة أولى.
وقال مقرر اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي عمار حسين إن "تصنيف العراق وصل إلى المرتبة 77 خلال هذا العام في مؤشر الذكاء الاصطناعي Global AI Index بين دول العالم، والتاسع بين الدول العربية"، عاداً "هذا المركز إنجازاً مقارنة بالتجربة العراقية الفتية بين دول المنطقة والعالم، فهي تحققت بعد تضافر جهود كثيرة، والنهوض بمجال التحول الرقمي الذي أسهم برفع مرتبة العراق إلى هذا المستوى".
وأضاف أن "هناك عوامل يمكن أن تحسن تصنيف العراق الدولي خلال السنوات المقبلة؛ منها التركيز على عملية الأتمتة، ودخول التحول الرقمي الذي يعد ضرورة شاملة وحاسمة في هذا الوقت، وجمع البيانات في مكان واحد، وهو مركز البيانات الوطني، وطلبنا من الوزارات التعاون من أجل أن يكون هناك مكان لتخزين جميع البيانات للإفادة منها، وإنشاء هيئات متخصصة بهذا المجال".
وأكد حسين "ضرورة أن تكون هناك تشريعات تسمح للشركات الدولية المتخصصة بدخول سوق العمل العراقية والعمل بكل أريحية، وأن توجد مبادرات بين القطاعين العام والخاص لدعم الابتكار والريادة في الأعمال الرقمية، والتأكيد على بعض الإجراءات التي تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وضوابط تسهم في ضبط إيقاع استخدامه في العمل".
وأشار إلى "ضرورة وجود مشاريع حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، ما استدعى استضافة وزراء الموارد المائية والزراعة والتخطيط في الاجتماع الخاص الذي ترأسه رئيس الوزراء، لوجود مشاريع في الإدارة الذكية في هذه المجالات".
ونبه حسين، إلى أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يقع على عاتقها جزء كبير من هذا التحول، إذ يجب أن تكون هناك براءات اختراع تتعلق بالذكاء الاصطناعي واستخدامه ومحاكاته للواقع العراقي، فضلاً عن الاهتمام بموضوع النشر والاستفادة من تجارب العراقيين في الخارج، وبصورة أدق، من المتخصصين بالذكاء الاصطناعي وتطبيقها في العراق".
وزاد مقرر اللجنة بالقول: إن "رئيس الوزراء وخلال اجتماعه الأخير باللجنة المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، أكد على الجميع ضرورة بذل المزيد من الجهود بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدوائر الحكومية، فضلاً عن إعطاء موافقات لفتح كليات وأقسام خاصة بذلك من قبل وزارة التخطيط من أجل الاستفادة منها في تخريج جيل يحمل الخبرة والكفاءة في هذا المجال".
وأشار إلى أن "وزير التربية وجه بإدخال مادة الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وأن تكون هناك شاشة ذكية وإنترنت ومختبر للذكاء الاصطناعي في كل مدرسة ورصد التخصيصات لذلك".
من جانبه، أشاد النائب الثاني لرئيس لجنة التعليم العالي في مجلس النواب ياسين حسن طاهر، بخطوات الحكومة تجاه تعزيز الذكاء الاصطناعي في المشاريع الحكومية وخلق جيل ناشئ في هذا الموضوع.
وقال طاهر إن "هذه الخطوة جاءت لوضع العراق على المسار الصحيح في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواكبة دول العالم في هذا المجال".
وبين أن "رئيس الوزراء أكد في جميع الاجتماعات الخاصة بلجنة الذكاء الاصطناعي؛ أن العراق سائر بهذا الاتجاه وتطويره والنهوض به، ثم تعميمه ليشمل المشاريع الحكومية والمدارس والجامعات".
وتابع طاهر، أن "مجال الذكاء الاصطناعي هو مجال جديد في العالم، وأن العراق يستطيع اللحاق بهذا الركب، خصوصاً بعد انفتاحه على دول العالم ووصول التقنيات أولا بأول إليه، بعد أن كان منقطعاً عن ذلك قبل العام 2003".
جهود حكومية
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ترأس عدة اجتماعات للجنة العليا للذكاء الاصطناعي، واستمع إلى الخطط الحكومية المتعلقة بتطوير الجوانب الخاصة بالذكاء الاصطناعي للموظفين والقطاعات التعليمية والتربوية وقطاع الزراعة والموارد المائية، بجانب الاطلاع على السياسة التشريعية؛ من أجل إعداد مسوّدة قانون ينظم عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما اطلع رئيس الوزراء على التفاصيل والمقترحات المتعلقة بإدخال مادة الحاسوب والذكاء الاصطناعي ضمن مناهج وزارة التربية في العام الدراسي المقبل، ووافق السوداني على إطلاق مبادرة تستهدف استقطاب الكفاءات من الخارج في القطاعين الحكومي والخاص، من قيادات وموظفين، من خلال تدريب 100 قائد رقمي كمرحلة أولى، واطلاعهم على أحدث التجارب في هذا المجال، بإشراف خبراء دوليين، وذلك من أجل صناعة السياسات وتنفيذها في سبيل رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
ويعتزم مكتب مستشار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، رسم خطة استراتيجية تعنى ببناء المعرفة وترسيخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي، وفقا لما تم اعلانه في مطلع شهر تموز/يوليو من العام 2024.
وقال مقرر اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي عمار حسين، إن هذه الخطة ستعد من خلال عقد الشراكات التعاونية مع جميع قطاعات الدولة لرسم خطة استراتيجية تُعنى ببناء المعرفة وترسيخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المجتمع ضمن رؤية "الذكاء الاصطناعي للجميع" من أجل ضمان الاستفادة منه للجمهور وفي دعم التطور التقني والتكنولوجي والعلمي لغرض مواكبة آخر التطورات والتي من شأنها تحسين البنية الاقتصادية والعلمية والثقافية للحكومة.
وأضاف في حينها ان كل هذا يتوافق مع خطة رئيس مجلس الوزراء في تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية، وعلى هذا الاساس انشأت اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي برئاسة السوداني وتضم كلا من وزارات: التخطيط، والمالية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتربية، والاتصالات، وهيئة الاعلام والاتصالات، والمستشارين المتمثلة لمكتب مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون العلمية والأكاديمية والذكاء الاصطناعي.
خارطة طريق
تعد تقنية الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات الحديثة التي تشهد تطورًا مستمرًا، وقد أصبحت تحولًا ضروريًا لتحسين الأداء وزيادة الكفاءة في مختلف القطاعات.
ويرى المدون والخبير في مجال الأمن السيبراني، على الشمري أنه يمكن للعراق أن يحقق نجاحًا ملموسًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويصبح قوة رائدة في هذا المجال.. وتحقيق هذا الهدف يتطلب تكامل الجهود، والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسّسات الأكاديمية والبحثية، إذ يجب على جميع الأطراف المعنية أن تعمل معًا بروح الابتكار والتفاني لتحقيق تحول إيجابي في مستقبل العراق، وتعزيز دوره في مجال الذكاء الاصطناعي.
العراق بإمكانه أن يستفيد من هذه الفرص لبناء مستقبل مزدهر يعتمد على التقنيات الحديثة والابتكار.. إن تحويل العراق إلى قوة في مجال الذكاء الاصطناعي يعتبر خطوة حاسمة نحو بناء مجتمع أقوى وازدهار أكبر، خاصة أن أكثر من 70℅ من سكان العراق من فئة الشباب.
وبحسب الشمري، فلتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي الحيوي ينبغي:
أولًا: يتطلب النهوض بالعراق في مجال الذكاء الاصطناعي تحليلًا دقيقًا للوضع الحالي، وتحديد النواقص، والفرص المتاحة لتطوير هذا القطاع.
ثانيًا: تحديد أهداف واضحة تسعى إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية في جميع المراحل التعليمية، لتأهيل جيل جديد من الخبراء.
ثالثًا: تطوير البنية التحتية التقنية، والاهتمام الواسع بالأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات السيبرانية؛ لضمان سلامة البيانات والمعلومات، وتوفير البيئة الملائمة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بكفاءة.
رابعًا: التعاون والشراكات، ما يعني الاستفادة من التعاون الدولي والشراكات مع الشركات والمؤسسات العالمية لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.
خامسًا: تعزيز قدرات الكوادر البشرية، وتوفير التدريب والتأهيل في مجال الذكاء الاصطناعي.
سادسًا: دعم البحث العلمي والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الشباب على المشاركة والابتكار.
سابعًا: تحديد المشاكل التي يمكن حلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومنها تحديد المشاكل التي تواجه العراق، والتي يمكن معالجتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: الزراعة والطاقة والصحة ومشكلة الازدحامات.
ثامنًا: يجب أن تكون الخطة مرنة وقابلة للتكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة، ويجب أن تكون مدعومة بإرادة سياسية قوية وتعاون بين جميع الجهات المعنية.
تحقيق التحول الإيجابي في قطاع الذكاء الاصطناعي يتطلب الالتزام بالتطوير المستمرّ والابتكار، واستخدام التكنولوجيا بشكل إستراتيجي لنجعل من العراق قوة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق النجاح والازدهار للشعب والوطن.