نحو تريليون دينار تتبخر في الانبار.. نسبة فساد مشاريع إعادة الإعمار تتجاوز الـ80% وحزب الحلبوسي بدائرة الاتهام
انفوبلس/ تقارير
بعد انتهاء عمليات التحرير وانطلاق الإعمار، انهالت على محافظة الانبار الأموال من كل حدب وصوب، فخُصص لها مبالغ طائلة، ومساعدات دولية كثيرة وكبيرة، لكن المحافظة لم تستفد من حجم تلك الأموال على أتم وجه، كون الفساد أنهكها وسيطر عليها الحزب الحاكم وتوالت الصفقات والفضائح والتي كان آخرها ما كُشف يوم أمس عن "تبخر" قرابة التريليون دينار مخصص لإعمار المحافظة!، فإين ذهبت تلك الأموال؟ وكيف ابتلع "دواعش السياسة" مبالغ إعادة الإعمار بعد أن عمّروا الطرق الرئيسية فقط؟
آخر فضيحة.. 800 مليار تتبخر
وبالحديث عن آخر فضيحة مدوية هزت الانبار، كشف مصدر مسؤول في المحافظة، أمس الجمعة، عن استحواذ حزب تقدم على مبالغ مالية تقدر بأكثر من 800 مليار دينار منذ استلامه إدارة شؤون محافظة الانبار .
وقال المصدر، إن "معلومات تم تسريبها من قبل مسؤولين كبار في حكومة الانبار المحلية واستنادا الى وثائق تم إتلافها من قبل حزب تقدم الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي تفيد بسرقة نحو 800 مليار دينار خلال أربع سنوات فقط وبالتحديد من عام 2018 الى 2022 وذلك بعد استغلال عدم وجود رقابة مالية على آلية صرف الأموال على مشاريع الإعمار".
وأضاف، إن "خزينة الانبار تعاني من الإفلاس والمديونية بسبب نفاد خزينها المالي الكبير وتعرضها لسرقة كبيرة من قبل الحلبوسي الذي سخّر كافة إمكانيات المحافظة لتحقيق مكاسب مالية كبيرة أُضيفت الى حسابه الشخصي ولم يتم كشف هذه السرقات لدواع سياسية".
وأشار إلى أن "الحلبوسي تمكن ومن خلال علاقاته بمنظمة الـ UNDP التابعة للأمم المتحدة بحملة الإعمار حيث أنجزت نحو 700 مشروع متنوع ، مشيرا الى أن " قيام المنظمة المعنية بعمليات الإعمار مهد للحزب سرقة هذه الاموال".
أرقام مخيفة لنسب الفساد
بعد الكشف أعلاه، سلّطت انفوبلس الضوء على نسب الفساد في المحافظة والخاصة بمشاريع إعادة الإعمار، وتوصلت إلى أنها تجاوزت الـ80% وبرهن ذلك الامين العام لأحرار الفرات عبدالله الجغيفي، عندما أكد أن نسبة الفساد في دوائر الدولة ومشاريع إعادة إعمار البنى التحتية المتضررة جراء العمليات الارهابية في الانبار وصلت الى أرقام مخيفة خلال الفترة الحالية .
وقال الجغيفي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "نسبة الفساد المالي والاداري في دوائر الدولة ومشاريع إعادة إعمار البنى التحتية المتضررة جراء العمليات الارهابية في عموم مدن الانبار تجاوزت الـ 80% بسبب تسلط أحد الاحزاب الحاكمة – في إشارة إلى حزب تقدم".
هدر كبير
إلى ذلك، كشفت النائب عن كتلة الصادقون محمد البلداوي، تفاصيل ملفات الفساد في المناطق المحررة وخاصة محافظة الانبار، فيما أكد وجود فساد كبير وهدر للمال العام في تنفيذ المشاريع الخدمية.
وقال البلداوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "ملف إعمار المناطق المحررة وقع بيد مجموعة من الفاسدين والشخصيات السياسية المتنفذة التي حالت دون تطبيق البرنامج على ارض الواقع"، مشيرا الى أن "السِّمة البارزة للمناطق المحررة أصبحت (ملفات الفساد) التي أخذت تنكشف خلال الفترة الحالية واحدة تلوى الأخرى".
وأضاف، إن "هنالك فساداً كبيراً وهدراً للمال العام في تنفيذ المشاريع الخدمية للمناطق المحررة وملف إعادة النازحين"، لافتا الى أن "استمرار الحكومة الحالية في فتح ملفات فساد المحافظات المحررة أنتج عوائق سياسية عديدة في الخطوات التي تسير بها".
نهب أموال مشاريع الإعمار
بدوره، كشف تحالف الانبار الموحد، آلية تنفيذ المشاريع في الانبار، وفيما أكد هدر ونهب أكثر الأموال المخصصة لها، أشار الى ملفات فساد تخص بعض المشاريع.
وقال القيادي في التحالف ضاري الدليمي، إن "الأموال التي دخلت لمحافظة الانبار منذ 2016 الى الأن، لو وُظفت باتجاه العمران بالشكل الصحيح بعيداً عن شبهات الفساد، لكانت الآن تضاهي أربيل".
وأضاف، إن "أكثر الأموال هُدرت ونُهبت وُسرق جزء كبير منها عن طريق المحسوبية والمنسوبية والتأثير والهيمنة والتسلط على مقدرات الانبار وتقريب أطراف اقتصادية منتفعة من الحزب المسيطر على المحافظة، الذي تسبب بهدر الكثير من الأموال".
وأشار الدليمي إلى، أن "الأمور وصلت الى وجود مشاريع على الورق فقط ولم تنفذ، أحدها الذي ضبطته هيئة النزاهة الاتحادية في عام 2019، بالإضافة الى هناك مشاريع تُباع بـ15%، والذي يؤثر على أسعار المشاريع الأخرى".
الدليمي: فريق الحلبوسي يلمّع الطرق الرئيسية فقط
إلى ذلك، قال محمد الدليمي وهو أحد شيوخ ووجهاء منطقة العنكور بمحافظة الانبار، إن ثورة إعمار الحلبوسي في الأنبار أعادت الأهالي الى العصور المظلمة".
وذكر الدليمي في حديث له، إن "حديث الحلبوسي عن الاعمار لم ينقذ انهيار الواقع الخدمي في تلك المنطقة المنكوبة، حيث يقوم فريق الحلبوسي بتلميع واجهات الطرق الرئيسية والفرعية امام الزائرين اما الاحياء السكنية فإنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة والعنكور نموذجا".
وأشار إلى، أن "ثورة إعمار الحلبوسي أعادتنا الى العصور المظلمة بعد أن فوجئنا بقيام الحكومة المحلية في الانبار بمشروع حفر بئرين في تلك المنطقة لتوفير مياه الشرب بعد أن عجز مسؤولوها بنصب مضخات لتغذية الاحياء السكنية، ناهيك من حلول خجولة وغير مدروسة تمثلت بإرسال عجلات حوضية لنقل المياه الى تلك المنطقة وهي لا تكفي لسد حاجة 5% من سكانها".