هيئة الإعلام والاتصالات تصوّت على النطاق العريض والإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت

خطوات شجاعة نحو إدارة ناجحة للإنترنت في العراق
هيئة الإعلام والاتصالات تصوّت على النطاق العريض والإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت
انفوبلس/..
في خطوة جديدة نحو تحديث قطاع الاتصالات والإنترنت في العراق، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات التصويت على لائحة تنظيم عمل المشاهير وأصحاب المحتوى الرقمي، إلى جانب قرارات استراتيجية أخرى، أبرزها الموافقة على منح ترخيص النطاق العريض (LTE) والمصادقة على الانتقال إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)، الذي يمثل قفزة نوعية في قطاع الإنترنت والبنى التحتية الرقمية.
قرارات مهمة في جلسة مجلس المفوضين
وعقد مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات جلسته الدورية برئاسة محمود الربيعي، حيث ناقش عدداً من الملفات التنظيمية والتطويرية لقطاع الاتصالات والإعلام في العراق.
*تصويت على منح تراخيص النطاق العريض والشركات المشغلة
شهدت الجلسة التصويت على منح ترخيص النطاق العريض (LTE)، وهو ما يمثل تطورًا مهمًا في تحسين خدمات الإنترنت وزيادة سرعة الاتصال في العراق. كما تمت الموافقة على منح فترة انتقالية لشركة عراق سيل للاتصالات لمدة عام واحد، تبدأ من تاريخ انتهاء آخر تمديد لعقد الشركة، إلى جانب تمديد رخصة عمل مؤقتة لشركة الكفيل أُمنية.
*تعديلات على تراخيص البث الإذاعي والتلفزيوني
ناقش المجلس تعديلات مهمة تتعلق بقطاع الإعلام، حيث تم التصويت على تعديل اللائحة التنظيمية الخاصة بمنح تراخيص البث الإذاعي الرقمي (الإصدار الأول)، إضافة إلى مناقشة اللائحة التنظيمية الخاصة بمنح تراخيص البث التلفزيوني الرقمي الأرضي (الإصدار الثاني)، مما يهدف إلى تنظيم وتحسين خدمات البث في البلاد. كما شمل الاجتماع، التصويت على لائحة تنظيم البنى التحتية لشركات الهاتف النقال، لضمان تطوير القطاع بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية العالمية.
*إقرار لائحة تنظيم عمل المشاهير وأصحاب المحتوى الرقمي
شهد الاجتماع أيضًا التصويت على لائحة تنظيم عمل المشاهير وأصحاب المحتوى الرقمي، في خطوة تهدف إلى ضبط وتنظيم المحتوى الذي يُنشر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الخطوة استجابةً للتحديات التي فرضها الانتشار الواسع لظاهرة المؤثرين وصنّاع المحتوى، حيث تسعى الهيئة إلى وضع ضوابط تحكم هذا النشاط بما يضمن التزامه بالمعايير المهنية والأخلاقية.
*الانتقال إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت(IPv6)
كان من بين أبرز القرارات المصادقة على استراتيجية التحول إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت(IPv6) في العراق، وهو بروتوكول حديث يُعتمد عالميًا لمعالجة مشكلة استنفاد عناوين الإنترنت في الإصدار السابق (IPv4).
*أهمية الانتقال إلى (IPv6) للعراق
يتيح الإصدار السادس فضاءً أوسع لعناوين الإنترنت، مما يساهم في توسيع نطاق الخدمات الرقمية وتحسين أمن الشبكات. كما يُعد خطوة أساسية في تطوير البنية التحتية الرقمية للعراق، خصوصًا مع التوجه نحو التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية وإنترنت الأشياء.
وكان رئيس هيئة الإعلام والاتصالات، علي المؤيد، قد أعلن في مايو 2023، خلال القمة الإقليمية للإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت المنعقدة في تونس، أن العراق يستعد لاعتماد هذا البروتوكول، مشيرًا إلى أن الهيئة عقدت عدة ورش متخصصة بالتعاون مع المنظمة الأوروبية لتنسيق بروتوكول الإنترنت (RIPE NCC)، بهدف الانتقال إلى الإصدار الأحدث.
وقال المؤيد خلال كلمة له في الدورة الثانية من القمة الإقليمية للإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت(IPv6 Summit) المنعقدة بتونس، إن “الهيئة عقدت عدة ورش تخصصية بالتعاون مع المنظمة الأوربية لتنسيق بروتوكول الإنترنت RIPE NCC بهدف الانتقال إلى الإصدار الأحدث من بروتوكول الإنترنت”.
وأضاف، إنه “بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات يجري العمل على إنهاء مسودة الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل للانتقال إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت في العراق وتهيئة البنى التحتية لتطبيق رؤية الحكومة العراقية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ وصولاً إلى بناء (عراق رقمي)".
ما هو الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)؟
الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (Internet Protocol Version 6 اختصاراً IPv6) هو بروتوكول تشبيك يعمل في طبقة الشبكة حسبَ نموذج الربط البيني للأنظمة المفتوحة، يُستعمل هذا البروتوكول في شبكات البيانات ويقدم خدمات العنونة والتقطيع وإدارة حركة البيانات. طُوِّر الإصدار السادس في عام 1995م على يد مجموعة مهندسي الإنترنت بصفته حلاً نهائياً لمشكلة استنفاد فضاء عناوين الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت.
يُعرِّف البروتوكول ترويسة ثابتة الطول: 40 بايتًا، تضاف إلى جميع رزم البيانات التي يُنشئها، وتوجد أيضًا مجموعة من ترويسات التوسعة التي يمكن استخدامها بشكل اختياري حسب الحاجة عند أداء وظائف معينة مثل التقطيع والتوجيه. يمكن أن تحتوي رزمة بيانات الإصدار السادس على أكثر من ترويسة توسعة تلي ترويسة البروتوكول.
يُعرِّف البروتوكول فضاءً من العناوين يضم قرابة 3.4x1038 عنوانًا طول كل منها 128 بتًّا. يُقسَّم الفضاء رياضيًّا إلى فضاء البث فريد الوجهة وإلى فضاء البث المجموعاتي، وتدير هيئة العناوين المُخصصة كلا الفضاءَين. يدعم البروتوكول ثلاثة أنماط من العنونة هي العنونة فريدة الوجهة وعنونة البث نحو الأقرب وعنونة البث المجموعاتي، ولا يدعم البث العام.
تصف مُحددات البروتوكول آليةً لتقطيع رزم البيانات في مصادرها فقط، وذلك لأن البروتوكول يدعم أيضًا آليةً لاكتشاف حجم وحدة النقل العظمى لمسار رزمة بيانات ما قبل إرسالها، فيختار طول رزمة متوافقًا معه، ولا حاجة لإجراء التقطيع في عقد الشبكة الموجودة على المسار كما هو الحال في الإصدار الرابع من البروتوكول. في الوجهة النهائية، تحصل عملية إعادة التجميع، وفيها يعاد تشكيل الرزمة الأصلية انطلاقًا من القطع المُستقبلة.
يدعم الإصدار السادس أيضًا آليتين لإدارة حركة البيانات في الشبكة. الآلية الأولى هي تعريف تدفقات لرزم البيانات، وهي طريقة لتحديد مجموعة من الرزم المرسلة من مصدر محدد إلى وجهة محددة، ويُستعمل لأجل ذلك حقل مخصص في ترويسة البروتوكول. أما الآلية الثانية فهي دعم مستويات متعددة لجودة الخدمة في الشبكة، ثم تحديد المستوى المطلوب لكل رزمة باستعمال حقل مُخصص لذلك في ترويسة البروتوكول. في كلتا الآليتين، لا يحدد البروتوكول كيفية معالجة الرزم بشكل تفضيلي، ولكنه يشرح كيفية تمييزها في المرحلة التي تسبق معالجتها.
ينشأ عن استعمال الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت مجموعة من الثغرات الأمنية التي قد تكون منطلقًا لمجموعة من الهجمات، بعضها مرتبط بالتقطيع مثل هجوم القطعة الصغيرة أو هجوم القطع المتراكبة،[ar2] وبعضها مرتبط بإدارة حركة رزم البيانات مثل هجوم سرقة الخدمة.
تحديث قطاع الاتصالات بعد الانتقال إلى (IPv6) في العراق
رغم الفوائد الكبيرة لهذا التحول، يواجه العراق تحديات تتعلق بتحديث البنية التحتية، وتهيئة مزودي خدمة الإنترنت، وتدريب الكوادر الفنية على التعامل مع البروتوكول الجديد. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تُعد أساسية لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
ويأتي تصويت هيئة الإعلام والاتصالات على هذه القرارات في سياق جهود الحكومة العراقية لتحديث قطاع الاتصالات والإنترنت، وتعزيز البنية التحتية الرقمية. ومع دخول العراق عصر (IPv6) ومنح تراخيص جديدة لتحسين خدمة الإنترنت، تتجه البلاد نحو مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي، ستساهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتحسين جودة الاتصالات والخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين.