وفاة كاظم الكناني "أبو جواد" يُدخل النعمانية بحالة حزن شديدة.. سيرته أصبحت مضرباً للأمثال
رفض راتب من الدولة واعتمد على حماره
وفاة كاظم الكناني "أبو جواد" يُدخل النعمانية بحالة حزن شديدة.. سيرته أصبحت مضرباً للأمثال
انفوبلس/ تقرير
يعيش أهالي قضاء النعمانية في محافظة واسط، حالة حزن "شديدة" على رحيل المواطن كاظم بديوي الكناني (أبو جواد)، والذي توفي في العاصمة بغداد لدى أقاربه متأثراً بأمراض الشيخوخة، بعدما عُرف بعزة نفسه ومواصلته العمل حتى آخر سنوات عمره رغم محولات تقديم المساعدات الكثيرة.
يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على قصة كاظم بديوي الكناني (أبو جواد) الذي أصبحت سيرته مضرباً للأمثال في قضاء النعمانية.
نَعَت الأوساط الشعبية والاجتماعية في قضاء النعمانية، غربي محافظة واسط، أمس الأحد 2 حزيران/ يونيو 2024، رحيل كاظم بديوي الكناني (أبو جواد) وهو من أبناء النعمانية القدماء وصاحب "النفس العزيزة" كما يصفه أهالي القضاء.
وقال محافظ واسط محمد جميل المياحي في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، "رحل أبو جواد الى جوار ربه، أحد عيال الله المُتعبين الذين قَسَت عليهم الحياة، رحمك الله برحمته الواسعة وإن لم يكن لك أهل ولا أولاد يترحمون عليك فكلنا أهلك وأبناؤك".
أما النائب عن محافظة واسط يوسف الكلابي فقد كتب في تدوينة تابعتها شبكة "انفوبلس"، ملح النعمانية وطهرها وطهورها جوادها وناسكها وزاهدها العم الطيب حبيب أهالي النعمانية جميعاً أبو جواد في ذمة الله تعالى.
كما وصف مواطنون من قضاء النعمانية "أبو جواد" بالقول، "كاظم الكناني في ذمة الله صاحب القلب الطيب وعزة النفس العظيمة التي أَبَت أن تطلب يد العون من أحد على الرغم من مرارة السنين والأيام الصعبة ولطالما ركضت مئات الناس في إذلالها من أجل الدنيا وأموالها رمز في عفة النفس في مدينة النعمانية إلى جنات الخلد".
وكتب الناشط علي البكري في الفيسبوك، ينعى أهالي مدينة النعمانية الكرام الإنسان الكبير في خلقه وصبره وإحسانه رغم عمله البسيط على دابة وعربة استطاع هذا الإنسان أن يبقى متماسكا لم يتغير ولم يستسلم للظروف القاسية التي عاشها ويعيشها فهو معروف لكل أهالي المدينة يحبهم ويحبونه والجميع يسلّم عليه وهو يرد على الجميع (هلا بويه) عاش وحيدا لم يتزوج لم يتوسل أحدا لم يجامل على حساب قوته اليومي عندما يأتي المناسبات يأتي بوقار وملابس تُليق بالمناسبة وعندما يخرج صباحا مع عربته يلبس ملابس العمل التي في الصورة كنت أنظر لعينيه أرى فيها المرارة والألم لكنه لم يشكِ يوما لم يتذمر بل كان قويا تعلوه كبرياء الفرسان.
وأضاف، اذهب أبو جواد إلى جنات الخلد لم نرَ منك إلا المحبة والابتسامة برغم تعبك وأنت تحمل أثقالنا لروحك السلام والرحمة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
والكناني عُرف بعزة نفسه ومواصلته العمل حتى آخر سنوات عمره، وتوفي في العاصمة بغداد لدى أقاربه متأثراً بأمراض الشيخوخة.
بينما عباس علي – مواطن من النعمانية، ذكر أن أبو جواد من مواليد الأربعينيات وقد عاش وحيداً فهو لم يتزوج ولم ينجب، كما أنه قضى فترات طويلة مستأجراً في محلة السراي بالقصبة القديمة للنعمانية.
يعمل أبو جواد على عربة يجرّها حمار، يوصل فيها ما يحتاجه الناس في السوق، وقد بقي يمارس مهنته حتى فترة قريبة حين داهمته الأمراض وأخذه أبناء شقيقته إلى بغداد لرعايته حيث توفي هناك، وفقا لعلي.
وتابع علي، إن النعمانية تشعر بالحزن لرحيل الكناني الذي كان أيقونة في عزة النفس والتقوى والطيبة، الكل هنا يعرف قصته حين رفض راتب الرعاية الاجتماعية ومساعدات الميسورين والمسؤولين وسلات المنظمات المدنية، وكان يرد في كل مرة "أن هناك من يستحق أكثر منه".
كما كتب المدون كرار كاظم، إن هذا الشخص من أهالي النعمانية، اسمه (كاظم بديوي) ويُكنى أبو جواد، يعمل على عربة يسحبها حمار، ينقل بها حاجات الناس ويحصل على أجرته التي يعيش بها، ولكن هذا الشخص يحظى بمحبة واحترام من أهالي النعمانية، إذ لديه إباء نفس مدهش وقناعة عجيبة، فلا يتقبّل صدقةً من أحدٍ كائنا من كان، ويأنف منها، ولا يقبل حتى بزيادة على أجرته المعتادة، ولا تشعر أنّك أمام شخص فقير الحال بل تشعر أنه غنيّ بمعنى الكلمة؛ لأنّ الغنى الحقيقي غنى النفس.
وأضاف، إن بعض الإخوة حاولوا ترتيب راتب رعاية له، فطلبوا منه المستمسكات، لكنه رفض وقال لا حاجة لي به، (يومية گرصتين خبز كافية، وحده إلي ووحده للمطي)، قِس هذا المنطق بأسماء رنّانة أكلت الأخضر واليابس بالحرام ولمّا تزل لا تشبع! وكان مشغولاً بنفسه عن الناس، وسهمهم منه الراحة، وعلى الرغم من بساطته في كل شيء لكنّه كان درساً بأخلاقه.
أما ضياء أبو جعفر (من أهالي النعمانية)، فكتب، رحل أبو جواد إلى جوار ربه، (أبو جواد) هكذا يسمونه أهل النعمانية ولعل القليل يعرف أن اسمه كاظم فقط وبعض القدماء من أبناء النعمانية يعرفون اسمه (كاظم بديوي)، وأبو جواد عاش وحيدا ليس له زوجة ولا أولاد لا يملك من حطام هذا الدنيا سوى حماره وعربته يأكل من كدّ يمينه ورفض شموله براتب الرعاية الاجتماعية وقال كلمته المشهورة ما مضمونها (آني ما محتاج بويه كرصتين خبز باليوم كافية وحده إلي وحده للمطي شوفوا غيري)، واليوم رحل أبو جواد إلى جوار ربه وأصبح ترند في الصفحات النعمانية وربما تعدّاها.
ويُقيم أهالي النعمانية اليوم الاثنين 3 حزيران/ يونيو مجلس عزاء على روح المرحوم أبو جواد في حسينية الكناني وفاءً لسيرة هذا الرجل التي أصبحت مضرباً للأمثال.