edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. منوعات
  4. الأسرار التي لم تُكتب.. بين جدران المدرسة وأزقة الحي.. كيف صنعت ألعاب الطفولة جيلاً من المبدعين...

الأسرار التي لم تُكتب.. بين جدران المدرسة وأزقة الحي.. كيف صنعت ألعاب الطفولة جيلاً من المبدعين في بغداد؟

  • 29 أيار
الأسرار التي لم تُكتب.. بين جدران المدرسة وأزقة الحي.. كيف صنعت ألعاب الطفولة جيلاً من المبدعين في بغداد؟

انفوبلس/..

في قلب المدن الشعبية، بين أزقتها الترابية وأحلامها المتربصة على الأرصفة، وُلدت فلسفة اللعب. ليس مجرد لهوٍ عابر أو وقتٍ ضائع بين الدروس والواجبات، بل كان اللعب مصدراً للحياة، مختبراً للقوة، ومنصةً للتفاوض على الهوية والوجود.

 

حين كنا أطفالاً، كان اللعب صرخة انعتاق من سطوة الكبار، مدرسةً لا منهج لها إلا اكتشاف الذات والآخر. في “مدينة الثورة” شرق بغداد، لم تكن الألعاب مستوردة من واجهات المحلات اللامعة، بل نُحتت من الطين والتراب، ومن بقايا صناديق الخشب والبلاستيك، من الإطارات المهترئة وأسلاك “السيم” الملتوية.

 

حين بلغنا سنّ السادسة، اختطفتنا خيالات المدرسة من خيالات العائلة. هناك، خلقنا الوحش، طاردناه، أمسكنا به ووضعناه في سجن متخيّل. “لا وحش في المدرسة”، كما قالت المعلمة أمينة عبد الله: “كنا نضحك على خيالاتكم الجامحة، لكنها في الواقع كانت لحظة تعلم كبيرة لكم جميعاً، كنتم تتعلمون الشجاعة وتخلقون عالمكم الخاص.

 

*اللعب كان تمريناً على البقاء.

في الساحات، التي صارت ميادين اختبارٍ قاسية، تعلم الأطفال أن الخيال أقوى من الحقيقة. من لعبة “بيت البيوت” و”الدعابل” و”الجروخ”، وحتى تلك الألعاب المعقدة مثل “سبع سيفونات” و”102”، كانت كلها ليست مجرد تسلية، بل رسائل تربوية مشفّرة، تحمل في طياتها مهارات الحساب، وتقدير المخاطر، واتخاذ القرار، والقدرة على التفاوض.

 

*اللعب هنا لم يكن ترفاً، بل ضرورة

حين كتب يوهان هويتسينغا في كتابه “ديناميكية اللعب في الحضارات”، لم يكن يتحدث عن الرياضات العالمية أو ألعاب الفيديو الحديثة، بل عن تلك اللحظات الأصيلة التي يقف فيها الإنسان –والطفل تحديداً– عند حدود ذاته، ليقرر: هل يركض وراء كرة؟ هل يتحدى رفاقه في لعبة “الجعاب”؟ هل يرسم المدن الوهمية في الطين؟

 

هويتسينغا أكد أن اللعب سابق للحضارة. فالإنسان، الذي تعلم اللعب من الحيوانات، عاد وأقحم الحيوانات في ألعابه حين استطاع السيطرة عليها. لكنه، وهو يطوّر اللعب إلى رياضة محترفة وإلى صناعة اقتصادية عملاقة، نسي أحياناً أن اللعب ليس مجرد أرقام وصفقات، بل جوهر الحياة نفسها.

 

وتقول المدربة الرياضية آلاء حمودي: “حتى في أجواء الأحياء الشعبية، كنت أرى الأطفال يخترعون قوانينهم الخاصة. الرياضة واللعب ليست ترفاً بل جزء من بناء الشخصية، وخاصة للأطفال الذين يفتقدون المرافق الرياضية المنظمة.”

 

يشير الكاتب حسام علاء: “كرة القدم ليست مجرد لعبة في الأحياء الشعبية، بل هي شكل من أشكال الانتماء، وإعلان عن الوجود في مجتمع قاسٍ لا يمنحك الكثير.”

 

أما عن ألعاب مثل “الجعاب” و”الدعابل” فتحدث العم أبو شاكر، وهو أحد كبار السن في مدينة الثورة: “كنا نلعب الجعاب تحت ضوء القمر، حين كان الشارع بلا كهرباء. اليوم، يضحكون على ألعابنا القديمة، لكننا تعلمنا منها الصبر والتكتيك والحيلة.”

 

ويختم عالم النفس د. نجم الزبيدي قائلاً: “اللعب هو الحياة بحد ذاتها، لا مجرد وسيلة للمتعة، فالإنسان كائن يلعب حتى في عز ألمه. حتى في الموت، كان هؤلاء الأطفال يعدّون الحضور، يعدّون الصحون. إنها الحيلة النفسية لمواجهة الألم عبر اللعب.

 

اللعب، في جوهره، ليس محاولة لإثبات القوة فقط، بل محاولة لاكتساب الكرامة، ورفض الخضوع لقوانينٍ ظالمة، سواء كانت هذه القوانين مفروضة من احتلال أو من سلطة أو حتى من نظام عائلي صارم.

 

حين كان الأطفال في الصف الثاني يتخيلون أن الوحش سرق أقلامهم، أو أن زوجة الوحش تطبخ الممحاة، كانوا في الواقع يمارسون أولى تجاربهم في الإبداع، وفي تحدي السلطة: سلطة المعلم، وسلطة النظام المدرسي، وسلطة الحقيقة.

 

في عالم الكبار، ربما ننظر إلى اللعب كترفٍ زائد أو وسيلة لهوٍ في أوقات الفراغ، لكن الحقيقة أن الكبار أنفسهم لا يكفون عن اللعب، ولو بأشكال مختلفة. فمن السياسة إلى الاقتصاد، من الحروب إلى الإعلام، نمارس جميعاً ألعاباً بأقنعةٍ متعددة.

 

اللعب، حتى في صيغته البدائية، ليس بريئاً تماماً. هو يحمل في طياته بذور السيطرة والرغبة في الفوز، والرغبة في خلق النظام وسط الفوضى. لكنه أيضاً تمرين على التخلي، على أن تتعلم كيف تخسر، وكيف تنهض لتلعب من جديد.

 

*في المدن الشعبية، كان اللعب مدرسةً حقيقية

لم يكن الهدف من لعبة “بيت البيوت” مجرد بناء بيوت وهمية، بل كان تعلماً مبكراً لمهارات التنظيم والتعاون، ولمعرفة حدود الآخر. ولم يكن الجري خلف الكرة مجرد تسلية، بل درساً في الصبر، والتحمل، والقدرة على التفاوض مع الجسد والإرادة.

 

ولأن اللعب مرتبط بالمواسم، تعلمنا من الطبيعة درساً عميقاً: أن لكل شيء وقته. ففي الربيع نصطاد الفراشات، وفي الصيف نلعب بالتصاوير والدعابل، وفي الشتاء نحتمي ببيوتنا وألعابنا الورقية.

 

*اللعب علّمنا أن الحياة نفسها ليست إلا لعبة

ربما هذا ما يجعل الكاتب إدواردو غاليانو يكتب في كتابه “كرة القدم في الظل والشمس” عن أن اللعب قد يكون مسألة حياة أو موت. فحين يدخل الطفل في لعبة، يدخلها بكامل روحه، بكامل جسده، كأن العالم كله يتوقف عند تلك اللحظة.

اللعب –كما رأيناه في طفولتنا– هو الفعل الأصيل الذي لا يحتاج إلى إذن من أحد.

حتى حين أصبحنا كباراً، حتى حين دخلت الرياضة عالم الاحتراف، وحتى حين أصبحت الألعاب الإلكترونية صناعة تدر المليارات، لم يفقد اللعب جوهره. فكل لعبة، سواء كانت في ملعب ترابي أو على شاشة بلايستيشن، تعيد الإنسان إلى لحظاته الأولى: لحظة اكتشاف الذات عبر الآخر.

اللعب في المدن الشعبية ليس مجرد ذكرى، بل هو ذاكرة جماعية تشكل وعي الأجيال.

حين نسينا كيف نلعب، فقدنا جزءاً من قدرتنا على الحلم. وحين خضع اللعب للقوانين التجارية والاحترافية الصارمة، فقدنا براءته.

ومع ذلك، يبقى اللعب –في جوهره– مساحةً حرة لا تقيدها قوانين. مساحةً للخيال، للانعتاق، وللحياة.

ربما نكبر، لكننا نظل في أعماقنا نلعب. وربما كانت الحياة كلها، كما في طفولتنا، مجرد لعبة لا فائز فيها ولا خاسر.

 

أخبار مشابهة

جميع
الأسرار التي لم تُكتب.. بين جدران المدرسة وأزقة الحي.. كيف صنعت ألعاب الطفولة جيلاً من المبدعين في بغداد؟

الأسرار التي لم تُكتب.. بين جدران المدرسة وأزقة الحي.. كيف صنعت ألعاب الطفولة جيلاً من...

  • 29 أيار
الذكاء الاصطناعي وإساءة استخدامه في العراق.. نصب واحتيال ولا نصوص قانونية لتجريم طرق استغلاله

الذكاء الاصطناعي وإساءة استخدامه في العراق.. نصب واحتيال ولا نصوص قانونية لتجريم طرق...

  • 27 أيار
ترند جديد يجعل حياة الملايين بخطر.. تحذيرات طبية عاجلة قبل وقوع "الكارثة"

ترند جديد يجعل حياة الملايين بخطر.. تحذيرات طبية عاجلة قبل وقوع "الكارثة"

  • 22 أيار

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة