العراق يتحرك لحظر "تيك توك" رسمياً.. "انفوبلس" تستعرض 12 ملاحظة "مهمة" حول مقترح وزيرة الاتصالات يجب عليك معرفتها
انفوبلس/ تقرير
تعتزم وزيرة الاتصالات في حكومة محمد شياع السوداني "هيام الياسري"، حجب تطبيق "التيك توك" في العراق بعدما قدمت طلب لمجلس الوزراء، وذلك على خطى الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط العراقية بين مؤيد ومعارض، وكذلك الكثير من الانتقادات في التعامل مع الموقع الصيني.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على ملابسات الطلب الرسمي المقدَّم لمجلس الوزراء لحجب تطبيق التيك توك والانتقادات حوله
*الطلب الرسمي
وأعلنت وزيرة الاتصالات هيام الياسري مؤخراً، عن تقديم طلب لمجلس الوزراء لحجب تطبيق "تيك توك"، مشيرة إلى أن التطبيق ساهم في "تفكك" النسيج المجتمعي العراقي.
وقالت الياسري، خلال مؤتمر صحفي تابعته شبكة "انفوبلس"، إن "وزارة الاتصالات قدمت طلباً إلى مجلس الوزراء لحجب تطبيق التيك توك كونه ساهم بشكل كبير في تفكك النسيج المجتمعي العراقي وكونه لا يحتوي على فائدة علمية وتعليمية وهو مجرد تطبيق للترفيه".
وأضافت، إن "حجب التطبيق لا يوثر على اي مؤسسة او على التعليم"، موضحة أن "حجب تطبيق تيك توك ليس قراراً بيد وزارة الاتصالات بل يجب ان يصدر من مجلس النواب او ومجلس الوزراء"، لافتة أن "الكثير من الدول قامت بحجب تيك توك وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية اضافة إلى كندا ودول أخرى".
وثار الكثير من الجدل في الأوساط العراقية بين مؤيد ومعارض بسبب ذلك الإعلان، حيث يرى البعض أن الترفيه مطلوب بالنسبة للشعوب، ولا يمكن غلق المواقع والمنصات بسبب أنه مخصصة للترفية. في حين يرى آخرون، أن التطبيق ينشر الكثير من الآثار السلبية على الشعب العراقي، عن طريق بث مقاطع تخدش الذوق العام.
وكانت المحكمة العليا بالعراق أصدرت قراراً منتصف الشهر الجاري، يقضي بحجب المواقع والتطبيقات التي تتضمن محتوى يخالف القيم الأخلاقية والدينية والثقافية للبلاد.
*ملاحظات حول مقترح حظر "تيك توك" في العراق
وبحسب المتخصص في شؤون الإعلام والتكنولوجيا؛ مؤسس مركز الإعلام الرقمي، مهند حبيب السماوي، فان الملاحظة الأولى تمكن في ان فكرة حظر هذا التطبيق او غيره من التطبيقات، ليست مقترحاً عراقياً فقط، فهو مشروع قد طرحته ونفذته العديد من الدول الاخرى، ولذا لا ينبغي اعتبارها خدش لحرية التعبير ومتعلقاتها في العراق.
اما الملاحظة الثانية، فقد توجد عدة اجراءات تم اتخاذها عبر السنوات الماضية من جانب الدول ضد التطبيق، وهي تتراوح بين حظره بصورة تامة كالهند، او منعه من الاجهزة الحكومية كأستراليا، او فرض غرامات مالية او عقوبات ضد التطبيق كأيرلندا.
كما لا يوجد حظر تام لأي تطبيق في العالم، حتى لو تم رفعه من متجر التطبيقات لبلد ما، خصوصا مع وجود الشبكات الخاصة الافتراضية VPN، ولذا فالصحيح والأدق هو استخدام عبارة تقييد الوصول للتطبيق، وهذه هي الملاحظة الثالثة التي ذكرها مهند السماوي.
وبخصوص الملاحظة الرابعة، فان الاسباب التي تقف وراء فكرة حظر التطبيق تتنوع وتختلف بين اصحاب القرار في الدول، ولا تتفق الدول التي تؤيد هذا الحظر، على نفس السبب حينما تقرر الذهاب لهذا الخيار.
وفي الملاحظة الخامسة التي ذكرها السماوي، فقد يقول انه "من وجهة نظري الخاصة، واطلاعي على هذا الموضوع، توجد ثلاثة اسباب اساسية، لا غيرها، تسوقها الدول وتقف وراء الحظر.
الملاحظة السادسة: السبب الأول: سياسي بحت! يتم تبريره بعبارات مختلفة مثل حماية البيانات وخصوصية المعلومات وتهديد السيادة ومخاوف تتعلق بالأمن القومي والتجسس على المستخدمين والامن السيبراني ونشر الدعاية الصينية وغيرها، مثل ما تصرح به دول الولايات المتحدة والهند وبعض دول الاتحاد الاوربي وغيرها، وفق السماوي الذي أكد في الملاحظة السابعة انه عندما نصف سبب الحظر في النقطة السادسة بانه سياسي! وذلك بسبب عدم تقديم أي دولة، ممن تتذرع بهذا السبب، دليل واحد على هذا الادعاءات، فيبقى سبب ربط التطبيق بالصين والموقف منها، هو السبب الحقيقي.
وفي الملاحظة الثامنة، يذكر السماوي ان السبب الثاني يرتبط بالمنظومة القيمية والاجتماعية والاخلاقية التي يخدشها ويمزق روابطها ماي جري في هذا التطبيق من تصرفات بحسب تصريحات من يتمسكون بهذا السبب مثل باكستان وإندونيسيا وافغانستان والنيبال وبنغلادش وغيرها.
الملاحظة التاسعة يكشف السماوي ان السبب الثالث هو وجود منشورات ومقاطع ارهابية تستخدم لتجنيد الشباب والتي اشارت لها لوحدها الصومال في حظرها للتطبيق بالإضافة للسبب الأخلاقي.
المتخصص في شؤون الإعلام والتكنولوجيا، يبين في الملاحظة العاشرة ان بعض الدول قامت بخيار آخر لا يقوم على حظر التطبيق بصورة تامة كما فعلت الهند وافغانستان، بل حظره على الاجهزة الحكومية بسبب مخاوف تتعلق بتسرب المعلومات او التجسس مثل دول استراليا وكندا وبلجيكا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي والمفوضية الاوروبية وغيرها.
فيما الملاحظة الحادية عشرة، فان السماوي يوضح ان موقف الولايات المتحدة في التعامل مع التطبيق يختلف عن بقية الدول، فهي اشترطت بيعه، إذا اقرّه مجلس الشيوخ ثم بعدها الرئيس جو بايدن، خلال 6 أشهر والا يتم حظره، وهذا القرار إذا تم تنفيذه، فانه قد يشمل تطبيقات عديدة استنادا لقانون يُدعى "حماية الأميركيين من التطبيقات الأجنبية الخصمة الخاضعة للرقابة".
وفي الملاحظة الأخيرة، فقد يكشف السماوي ان هنالك نتائج اقتصادية وتبعات مالية لا يستهان بها، ولأيمكن نكرانها، قد تترتب على حظر التطبيق، ففي حالة الهند، يستخدم التطبيق، قبل حظره 150 مليون شخص، ولهذا فان قرار الحظر قد دفع عشرات الشركات المحلية الهندية للعمل على انشاء تطبيق شبيه بالتيك توك من اجل سد حاجة الناس الذين اعتادوا على التطبيق المحظور، وقد طُرحت عدة تطبيقات هندية محلية مثل تطبيق Josh وMX TakaTak وRoposo تتنافس الآن مع بعضها للاستحواذ على السوق الهندي.
ومنذ نحو عام تواصل السلطات العراقية شن حملات موسعة لتصفية من تصفهم بـ"صُناع المحتوى الهابط" على منصات التواصل الاجتماعي.
وقبل ثلاث سنوات طالبت دعوات شعبية في العراق حجب تطبيق تيك توك في البلاد، لكن وزارة الاتصالات أكدت حينئذ أن الأمر بحاجة إلى "قرار حكومي خاص".
وجاء إطلاق تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة تيك توك، في عام 2016، ليصبح أحد أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي في العالم، إذ شهد التطبيق أكثر من 4.5 مليار عملية تنزيل حول العالم.
*عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق: "تيك توك" أولاً
أعلن مركز الإعلام الرقمي DMC، وصول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في العراق إلى 31.95 مليون مستخدم، وهي ما يعادل 69.4% من إجمالي عدد سكانه.
وأوضح المركز وجود زيادة واضحة في عدد المستخدمين عن آخر إحصائية في العام الماضي طبقا لمؤسستي “وي آر سوشيال” We are social و” ميلت ووتر” Meltwater المتخصصتين في هذا المجال. كما أشار المركز إلى أن عدد مستخدمي المنصات قد تباين في درجة الزيادة والنقصان بالنسبة لمستخدمي المنصات عن العام الماضي، وكما هو موضح:
"تيك توك": أصبح العدد 31.95 مليون مستخدم هذا العام بزيادة كبيرة عن العام الماضي، الذي بلغ 23.88 مليون مستخدم، أما "فيسبوك": ازداد العدد وأصبح 19.30 مليون، في حين كان العام الماضي 17.95 مليون مستخدم.
"يوتيوب": عدد مستخدمي المنصة أصبح 22.80 مليون مستخدم بعد أن كان 24.30 مليون مستخدم العام الماضي، بينما "انستغرام": أصبح العدد 18.25 مليون هذا العام، بعد أن كان 14 مليون العام الماضي.
و"فيسبوك ماسنجر": أصبح العدد 15.70 مليون مستخدم بعد أن كان 15.10 مليون مستخدم العام الماضي، و"سناب شات": أصبح العدد 17.74 مليون مستخدم بعد أن كان 16.10 مليون مستخدم.
و"اكس": أصبح عدد المستخدمين 2.55 مليون بعد أن كان 2.50 مليون مستخدم، و"لينكد ان": أصبح عددهم 1.90 مليون بعد أن كان عدد المستخدمين 1.70 مليون مستخدم.
*توجه كبير نحو منصة "تيك توك"
في المقابل، أكد المشرف العام على مركز الإعلام الرقمي DMC، مهند حبيب السماوي، وجود زيادة كبيرة في عدد مستخدمي بعض المنصات في العراق، خصوصاً منصة تيك توك، الذي بلغ حوالي 8 مليون مستخدم عن العام الماضي، ومنصة انستغرام الذي بلغ حوالي 4 مليون مستخدم، كما هنالك زيادة في منصتي فيسبوك وسناب شات بحوالي مليون وربع، ومليون ونصف على التوالي.
ويضيف السماوي؛ في مقابل هذه الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي المنصات، نلاحظ وجود نقصان في عدد منصة يوتيوب التي كانت الأعلى في العراق من حيث العدد من جميع المنصات، حيث قل عدد مستخدميها حوالي مليون ونصف مستخدم.
ويرجح السماوي أن نقصان عدد المستخدمين في منصة يوتيوب يرتبط بتوجه المستخدم نحو منصة تيك توك، التي برعت في تقديم مقاطع قصيرة للمستخدمين، وأصبح يفضلها على المقاطع الطويلة، وهو توجه يشمل وينطبق على غالبية دول العالم التي تتغول فيها منصة تيك توك بشكل كبير وتستحوذ على أوقات المستخدمين، خصوصاً من الأجيال الحديثة مثل جيل Z.
ويستخدم مواقع التواصل عبر العالم قرابة 5 مليارات إنسان، ومنصة فيسبوك وحدها يستخدمها نحو 230 مليونا في العالم العربي، ومن بين ملايين المستخدمين ظهر من يوصفون بالمؤثرين الذين يقدمون محتوى يجذب متابعين كثرا ويتفاعلون معه مدحا وقدحا، ولا يحققون شهرة فقط، بل أيضا مكاسب مالية طائلة.