بغداد تستضيف الدورة الـ 26 لمعرض الكتاب بمشاركة واسعة من دور النشر
حوارات ثقافية مفتوحة
انفوبلس..
مع انطلاق فعاليات موسم سبتمبر الثقافي في العالم العربي، تتجه الأنظار نحو بغداد وعمّان، حيث تعود معارض الكتب لتشكل جسورًا حيوية للتواصل بين القُراء والناشرين والمفكرين، في حين اضطرت فلسطين لتأجيل معرضها الدولي نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.
وفي بغداد، تنطلق الدورة السادسة والعشرون لمعرض بغداد الدولي للكتاب يوم 10 سبتمبر الجاري، وتستمر حتى 21 من الشهر ذاته، في قاعة بغداد – المنصور على أرض معرض بغداد الدولي.
ويُعد المعرض من أبرز التظاهرات الثقافية في العراق، إذ يستقطب مئات دور النشر المحلية والعربية والدولية، مقدماً آلاف العناوين الحديثة في شتى المجالات: من الأدب والفكر والفلسفة، إلى العلوم والفنون وكتب الأطفال.
ويشكل المعرض مساحة مفتوحة للحوار الثقافي من خلال الندوات وورش العمل وحفلات توقيع الكتب، في محاولة لإعادة بغداد إلى مكانتها التاريخية كحاضنة للعلم والفكر، ولتعكس رغبة العراقيين في استعادة دور مدينتهم الثقافي بعد سنوات طويلة من التحديات.
أبرز دور النشر المشاركة
يشارك في المعرض عدد من دور النشر البارزة من مختلف الدول العربية، ما يعزز الطابع الإقليمي والدولي للفعالية، من بين هذه الدور:
دار الخيال من لبنان.
الدار الأهلية من الأردن.
دار هاشيت أنطوان / نوفل ودار الآداب من لبنان.
الدار العربية للعلوم – ناشرون ودار الساقي من لبنان.
دار بوك لاند للنشر والتوزيع من الكويت.
دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع من الأردن.
هذا التنوّع في المشاركين يتيح للزوار الاطلاع على أعمال متنوعة وثرية، ويعكس رغبة المنظمين في تقديم معرض شامل يجمع بين الأدب والفكر والثقافة العامة.
أبرز الضيوف والمبدعين
يستضيف المعرض عددًا من أبرز الأسماء الأدبية العربية المعاصرة، من بينهم:
أحمد مراد
الروائي المصري الشهير، المولود بالقاهرة عام 1978، والمتحصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب والفنون عام 2018.
بدأ مراد حياته المهنية مصورًا سينمائيًا قبل أن يحقق شهرة واسعة في الأدب بروايته "فيرتيجو" عام 2007، وتوالت بعد ذلك أعماله التي تحولت بعضها إلى أفلام ناجحة مثل "تراب الماس"، "الفيل الأزرق"، "1919"، و"كيرة والجن"، تاركًا بصمة قوية في الأدب والسينما العربية.
هدى بركات
الروائية اللبنانية البارزة المولودة في بيروت عام 1952، وهي واحدة من أبرز الأصوات الأدبية العربية المعاصرة. درست الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية، وأكملت دراستها في باريس، وحازت خلال مسيرتها على العديد من الجوائز العربية المرموقة، منها جائزة نجيب محفوظ، جائزة سلطان العويس، جائزة البوكر، وأخيرًا جائزة الشيخ زايد، ما يعكس مكانتها المرموقة في المشهد الأدبي العربي.
محمد سمير ندا
الكاتب المصري المولود في بغداد عام 1978، والذي استعاد ذكرياته عن المدينة في روايته "بوح الجدران". ندا حاز مؤخرًا على جائزة البوكر لعام 2025 عن روايته الأخيرة "صلاة القلق"، ويشتهر بأسلوبه الأدبي العميق الممزوج بالرمزية والتأمل التاريخي.
سلسلة المعارض الدولية في بغداد
لا يقتصر النشاط الثقافي على الكتب فحسب، بل تشهد بغداد خلال سبتمبر أيضًا سلسلة من المعارض الدولية المتخصصة تغطي قطاعات النفط والطاقة والبناء والثقافة والصحة والتكنولوجيا، بمشاركة كبرى الشركات المحلية والدولية.
وأوضح مدير عام الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية، الدكتور مصطفى نزار العاني، في تصريحات صحفية، أن أرض معرض بغداد الدولي ستستضيف عدة فعاليات متتالية خلال الشهر الجاري. وأشار إلى أن أبرزها:
- معرض ومؤتمر العراق الدولي الثالث للنفط والغاز والمشاريع النفطية وجولات التراخيص والطاقة المتجددة (8 – 11 سبتمبر)، بتنظيم شركة الصقر الذهبي.
- معرض "عراق إكسبو" للبناء والإنشاءات، بتنظيم شركة الأهرامات، بالتوازي مع معرض بغداد الدولي للكتاب (10 – 20 سبتمبر).
- معرض إكسبو بغداد للتسوق ومعرض الصناعات الجلدية ومعرض التراث العربي، بتنظيم شركة الصروح للاستثمار العقاري (10 – 19 سبتمبر).
- معرض الصحة (HealthExpo) في دورته الخامسة، بتنظيم شركة أرض الأعمال (18 – 21 سبتمبر).
- واختتام الفعاليات بمؤتمر ومعرض العراق الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ITEX)، بتنظيم شركة الفا الدولية للتجارة العامة (25 – 28 سبتمبر).
ويتيح المعرض للزوار التفاعل مع الإصدارات الجديدة واللقاء بالمبدعين والمفكرين العرب، ما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي والنقاش الفكري في المجتمع العراقي.
ويرى خبراء الثقافة أن المعرض لا يقتصر على كونه حدثًا تجاريًا لبيع الكتب، بل هو منصة لتبادل الأفكار وتعزيز التفاعل الثقافي بين مختلف الأجيال.
كما يمثل المعرض جزءًا من الجهود المبذولة لإعادة بغداد إلى مكانتها التاريخية كعاصمة للعلم والفكر في المنطقة، بعد أن كانت لسنوات طويلة بعيدة عن المشهد الثقافي العربي.
تؤكد الدورة السادسة والعشرون لمعرض بغداد الدولي للكتاب أن الثقافة العراقية، رغم التحديات، قادرة على الصمود والازدهار، مستفيدة من مشاركة دور النشر العربية والدولية وأبرز الكتاب والمفكرين. وبذلك، تعيد بغداد إلى واجهة الفعاليات الثقافية العربية، وتقدم نموذجًا للمدن التي تحتضن العلم والمعرفة كجزء من هويتها الوطنية والتاريخية.
