ترند جديد يجعل حياة الملايين بخطر.. تحذيرات طبية عاجلة قبل وقوع "الكارثة"

انفوبلس/ تقارير
لا يكاد يمر أسبوع واحد دون ظهور ترند جديد يثير الجدل على السوشيال ميديا، لكن أن يصل الأمر إلى المخاطرة بالصحة فهذا هو اللافت، آخر ما أشعل مواقع التواصل هو ترند "شريط الفم" الذي سرعان ما حذّر منه الأطباء لكن دون استجابة فعلية من المؤثرين والمشاهير.. فما قصته؟ وأين تكمن مخاطره؟
قلق بعد انتشار الترند
مؤخرا، أثار "ترند" جديد منتشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، قلق المختصين، محذرين من المخاطر الصحية الجسيمة التي قد تنتج عنه.
ويتمثل الترند الجديد في إغلاق الفم بواسطة شريط لاصق خلال النوم لفرض التنفس عبر الأنف فقط. وقد تعددت الادعاءات حول فوائدها ما بين تحسين جودة النوم، تعزيز صحة الفم والأسنان، نحت منطقة الفك، وحتى تأخير علامات الشيخوخة.
ودفعت هذه الادعاءات فريقا بحثيا متخصصا من معهد لوسون للأبحاث ومعهد أبحاث العلوم الصحية في لندن، بالتعاون مع كلية شوليتش للطب وطب الأسنان بجامعة ويسترن، إلى فحص دقيق للأدلة العلمية المتاحة، حيث تمت مراجعة 86 دراسة في هذا المجال، مع تحليل متعمق لـ 10 دراسات شملت 213 مشاركا. وكانت النتيجة صادمة: لا يوجد أي دليل علمي قوي يدعم هذه الادعاءات، بل على العكس، فقد بينت النتائج أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى تفاقم مشاكل التنفس المرتبطة بالنوم.
مشاهير يروّجون
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور براين روتنبرغ، الباحث الرئيسي في الدراسة وأخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن ما يثير القلق هو ترويج هذه الممارسة من قبل مشاهير ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي دون أي سند علمي.
وأضاف: "عندما بدأنا نرى هذه الظاهرة تنتشر، شعرنا بأن الأمر يستحق البحث، خاصة مع غياب الأدلة الطبية التي تدعمه".
وتكمن الخطورة الرئيسية في أن إغلاق الفم أثناء النوم قد يحول دون تدفق الهواء بشكل كاف، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي غير المشخص، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر أثناء النوم.
تحذيرات طبية
وقد حذر الأطباء من أن هذه الممارسة قد تزيد من حدة الأعراض وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويرتبط انتشار هذه الموضة بظاهرة أوسع تعرف بـ "تحسين المظهر" (أو looksmaxxing)، حيث يسعى الأفراد إلى تحسين مظهرهم الخارجي عبر وسائل متطرفة أحيانا. وفي هذا الإطار، يتم الترويج لوضع لصق على الفم كحل سحري لمشكلة "وجه متنفس الفم"، وهي فكرة غير مثبتة علميا تزعم أن التنفس عبر الفم يؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة في شكل الوجه.
ويؤكد الخبراء على أهمية التمييز بين الموضات العابرة والتوصيات الطبية المدعومة بالأدلة العلمية. وينصحون أي شخص يعاني من مشاكل في النوم أو التنفس بمراجعة الطبيب المختص بدلا من اللجوء إلى حلول غير مدروسة قد تعرض صحتهم للخطر.
وتؤكد نتائج هذه الدراسة أن صحة الجهاز التنفسي ليست مجالا للتجارب أو الموضات، وأن أي تدخل يؤثر على عملية التنفس الأساسية يجب أن يكون تحت إشراف طبي دقيق، خاصة أن عواقب الأخطاء في هذا المجال قد تكون وخيمة ولا رجعة فيها.
مشاكل صحية خطيرة
ويُشير الأطباء إلى أن ربط الفم بشريط لاصق يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية خطيرة، وأن ربط الفم لا يحل المشكلات الأساسية، مثل: انقطاع التنفس أثناء النوم أو انسداد مجرى الهواء، وقد يزيد صعوبة التنفس.
كما قد يكون خطيرًا للأشخاص الذين يعانون انسداد الأنف بسبب الحساسية أو مشاكل الجيوب الأنفية، إذ يمكن أن يتسبب في نقص الأكسجين أثناء النوم.
وأشارت الدكتورة كاثرين بولينج، إلى أن لصق الشفاه يمكن أن يؤدي إلى سحبات وجروح، ويشكل خطرًا إضافيًا في حالات التقيؤ أثناء النوم، ما قد يسبب الاختناق.
وينصح الأطباء باتباع خطوات مثبتة لتحسين جودة النوم؛ من أبرزها تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لتجنب تأثير الضوء الأزرق على إنتاج هرمون الميلاتونين. بدلاً من ذلك، يمكن قراءة كتاب ورقي، والاستماع إلى كتاب صوتي، أو ممارسة التأمل.
كما يمكن تحسين بيئة النوم باستخدام ستائر معتمة أو آلة ضوضاء بيضاء، وإذا كنت تعاني الشخير أو مشاكل في التنفس أثناء النوم، من الأفضل استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الكامن ومعالجة أي حالات صحية محتملة.
تجدر الإشارة إلى أن احتقان الأنف يرغم البعض على النوم بفم مفتوح فيجدون في ذلك سبيلاً للتنفس. وهذا ما يمكن أن يكون سبباً للشخير. لكن لا يمكن منع ذلك باللجوء إلى الشريط اللاصق لإغلاق الفم. فالأفضل هو معالجة أسباب احتقان الأنف سواء كانت حساسية أو الإصابة بالمرض أو انحراف في عظمة الأنف أو لحمية.
كما أن الاستلقاء على الظهر يزيد المشكلة سوءاً في حال وجود احتقان في الأنف. ومن المهم معالجة الأسباب وراء الشخير أو احتقان الأنف بدلاً من منعه بهذه الطريقة التي يمكن أن تشكل خطورة بحسب الأطباء. حتى إنها قد تساعد في الحد من الشخير إلا أنها تزيد حالة انقطاع النفس أثناء النوم سوءاً.
في النهاية، ظهر هذا الترند العام الماضي، لكنه استفحل مؤخرا وزاد المشاهير والمؤثرون من استخدامه والترويج له رغم التحذيرات من مخاطره التي توصف بالكارثية.