الإعلام الخليجي يروج لاتفاق بين المالكي والصدر.. هل يُعيد "الزعيم" كتلة "السيد" على حساب الإطار والصادقون؟
انفوبلس/ تقارير
في تطورات خطيرة قد تؤدي نتائجها إن صحَّت إلى تغيير شكل العملية السياسية في العراق وولادة قانون انتخابات جديد أو على الأقل تعديل الحالي تعديلا جذريا، حيث برزت مؤخرا أنباء ومعلومات روجها الإعلام الخليجي مفادها أن اتفاقا يلوح بالأفق بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ينص على إجراء انتخابات مبكرة وتعديل قانون الانتخابات آنف الذكر، ولم يكتفِ الإعلام الخليجي بذلك بل ذهب إلى ما هو أبعد عندما قال إن رسائل المالكي عبر الوسطاء إلى الصدر وما تضمنتها من اقتراحات حَضِيَت بمقبولية من الأخير، لتبرز هنا العديد من الأسئلة والاستفهامات لعل أبرزها، هل يهدد زعيم ائتلاف دولة القانون بإعادة التيار الصدري إلى العملية السياسية على حساب الصادقون - الذراع السياسي لحركة عصائب أهل الحق - ؟
*رسائل من المالكي إلى الصدر عبر وسطاء سريين
في آخر التكهنات الخليجية للمشهد السياسي في العراق، نشرت صحيفة الشرق الاوسط السعودية يوم أمس تقريرا زعمت فيه وجود اتفاق بين المالكي والصدر تقضي بعودة الأخير إلى العملية السياسية.
وبحسب ما روجته الصحيفة، فقد قالت مصادر شيعية في العراق إن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي «حمّل وسطاء سريين رسائل» إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للتفاهم حول عودة الأخير إلى العملية السياسية عبر الانتخابات التشريعية المقبلة.
واتفقت المصادر كما ادَّعت الصحيفة، على أن المالكي هو "صاحب المبادرة في التواصل مع التيار الصدري، وأنه التقى خلال الأسبوعين الماضيين شخصيات على صلة بالصدر لشرح رؤيته بشأن الانتخابات والتعديلات التي ينوي إدخالها على قانونها".
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن المالكي ليس الطرف الشيعي الوحيد الذي يحاول التواصل مع الصدر، بل إن قيادات، مثل عمار الحكيم وهادي العامري، طلبت منه "معرفة خططه بشأن العودة إلى العملية السياسية".
*مقبولية صدرية برسائل المالكي
وقال أحد المصادر، كما تروي «الشرق الأوسط»، إن «وسطاء مجهولين ينقلون حتى الآن رسائل بين (الإطار) و(التيار) بشأن تعديلات قانون الانتخابات المقبلة». لكن المفاجأة أن وجهات نظر المالكي والصدر بشأن التعديلات المقترحة «قد تكون متطابقة إلى حد كبير»، وفقاً للمصادر.
وناقش المالكي مع مَن التقاهم هذه الأيام "جدوى أو عدم جدوى الانتخابات المبكرة، ومن دون أن يكون حاسماً قال إنه منفتح لدراسة الأمر مع التيار الصدري".
*المالكي متأكد من عودة التيار الصدري
وقال مصدر من التيار وفق الصحيفة، إن "المالكي لديه يقين بأن الصدر سيشارك في الانتخابات المقبلة، وأوحى للوسطاء أنه مستعد للتفاهم مع الصدريين على أفضل نسخة لقانون الانتخابات، تخدم عودة قوية للصدر".
وأكدت المصادر، أن "المالكي لم يتلقَّ حتى الآن أي رد صريح ومباشر من الصدر"، لكن الوسطاء قالوا إن "التعديلات المقترحة قد تكون مقبولة".
وقال مصدر مطلع على «اللقاءات الخاصة» إن "المالكي كان حذراً للغاية في حديثه مع الوسطاء، وكان يجسّ النبض ويمرر الرسائل (...)، وكان متأكداً أنها ستصل إلى الصدر".
*تجهيز قانون انتخابات جديد
وبحسب «الشرق الأوسط»، فإنَّ المالكي يجهّز قانون انتخابات جديداً، بتعديلات تهدف إلى تقليل حظوظ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في البرلمان المقبل.
وصُمِّمت تعديلات المالكي، وفقاً للمصادر، لتحديد أوزان «قوى الإطار التنسيقي» سلفاً، ولتجنب فوز حليف شيعي بعدد أكبر من المقاعد.
*تعديل قانون الانتخابات
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن المالكي ليس الطرف الشيعي الوحيد الذي يحاول التواصل مع الصدر، بل إن قيادات مثل عمار الحكيم وهادي العامري طلبت منه "معرفة خططه بشأن العودة إلى العملية السياسية".
ورفض مقربون من الصدر التعليق وفق «الشرق الأوسط» على ما إذا كان هناك وسطاء ورسائل بينه وبين «الإطار»، ورد أحدهم باقتضاب: "الصدر مشغول هذه الأيام بجمع المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة".
وبحسب الصحيفة، فإن المالكي وفي حال واجه عراقيل في إجراء تغيير جذري على قانون الانتخابات، فإنه سيذهب لتعديل القانون مع التيار الصدري وبما يلائم عودة الأخير إلى العملية السياسية.
في غضون ذلك، أعادت منصات رقمية تابعة للتيار الصدري نشر فيديو يعود إلى مارس (آذار) 2022، يظهر فيه الصدر يتحدث لمجموعة من أتباعه: "في كل انتخابات يريدون التحالف والائتلاف حتى مع أعدائهم (...). من جهتي أكرر: لن أشترك في خلطة عطار. إما أن أكون في حكومة أغلبية وهم في المعارضة أو العكس".
*عصام حسين يستبعد ما يجري
من جانبه، استبعد عصام حسين، وهو ناشط سياسي في التيار الصدري، لـ«الشرق الأوسط»، "وجود وساطات مع الصدر، وقال إن (الإطار التنسيقي) يحاول إقحام التيار لإدارة صراع محموم بين أحزابه المتنافسة".
ووفقاً لحسين، فإن "(الإطار) يتوقع فوز السوداني في الانتخابات التشريعية المقبلة بعدد وازن من المقاعد، خصوصاً في العاصمة بغداد، وهو لو حدث سيعني بداية النهاية للتحالف الشيعي بصيغته القائمة الآن".
وقال حسين إن "(الإطار) يتوقع فوز السوداني في بغداد بنحو 200 ألف صوت وتكفي وفق القانون الساري لنحو 15 مقعداً، في حين تهدف التعديلات المقترحة إلى أن تتحول هذه الأصوات إلى مقعد واحد، وهذا هو أصل الصراع داخل (الإطار)".
*هل يلتف المالكي على الإطار التنسيقي؟
وبحسب ما روجته «الشرق الأوسط» فإن «الإطار التنسيقي» يتعامل مع مؤشر جديد يتعلق بمستقبل السوداني وإمكانية فوزه بنحو 60 مقعداً في البرلمان المقبل، رغم أنه لم يشترك في الانتخابات المحلية.
وأضافت، إن "المالكي يريد الاستعداد لأسوأ سيناريو مع (الإطار التنسيقي)، بعدما اكتشف أن غياب ألدِّ أعدائه لم يضمن له التوازن بوجود حلفاء غير مضمونين"، لكنه استدرك بالقول: "من المبكر القول إن مرحلة (الإطار التنسيقي) انتهت بالنسبة للمالكي".
ومنذ أسابيع تخرج من مكاتب «الإطار التنسيقي» مؤشرات عن صعود ائتلاف غير حاسم بين السوداني وشخصيات شيعية بينهم محافظون شيعة أقوياء، وقد يحظون بدعم حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي.
*هل يهدد المالكي بإعادة التيار على حساب الصادقون؟
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن "المالكي مقتنع بأن ثنائية السوداني - الخزعلي قد تعني انفراط (الإطار التنسيقي)، وأن اختلالاً من هذا النوع له تداعيات خطيرة".
وقال مصدر: "إمكانية أن يقع شيء من التنسيق بين السوداني المتسلح بتحالف شيعي واسع مع الخزعلي، تعني سيطرته على مرحلة ما بعد الانتخابات المقبلة".
وأكد المصدر أن «الظرف الحالي دفع المالكي لتشجيع الصدريين على العودة وقطع الطريق على أي تحالف شيعي واعد يخرج عن سيطرته»، وقال: "ثنائية الخزعلي والسوداني أكثر ما يقلق المالكي، فهو يبحث الآن عن ثنائية قوية مع الصدر".
وبحسب المصادر، فإن المالكي يهدد بإعادة التيار الصدري إلى العملية السياسية على حساب كتلة الصادقون - الذراع السياسي لحركة عصائب أهل الحق.
*الأعرجي: هناك إمكانية لجلوس الصدر مع المالكي
أما نائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي، فقد اعتبر أن "انسحاب الصدريين أثّر بالعملية السياسية، ولو كان التيار موجوداً لما حدثت الكثير من الأخطاء بالعملية السياسية"، متوقعاً "عودة التيار الصدري للعمل السياسي وبقوة".
ورأى نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن "مقتدى الصدر سيجلس مع المالكي حال كان في ذلك مصلحة للعراق".