"التهدئة" تتصدّر الخطاب السياسي "العقلاني" وتُخرس "طبول الاحتراب".. فما عن الكاظمي؟
انفوبلس/..
يجلس مصطفى الكاظمي رئيس حكومة تصريف الأعمال، في مقر قيادة العمليات المشتركة في المنطقة الخضراء، متفرجًا على تداعيات التظاهرات الحالية، التي طالما مهّدت لها وسائل إعلام وجيوش إلكترونية مؤيدة للكاظمي، بغية ضمان “بقاء طويل الأمد في منصبه الحالي”، حسبما يرى مراقبون.
وبينما ظلّت “طبول الفتنة” تقرع لإحداث “صدام دموي” بين رفقاء السلاح وشركاء الوطن والمذهب الواحد، خرجت أصوات الاعتدال لـ”وأد الفتنة”، وإنهاء حالة الاحتقان الجارية.
ومن هذا المنطلق، وجّه رئيس تحالف الفتح هادي العامري، رسالة إلى القوى السياسية في التيار الصدري والإطار التنسيقي للتهدئة وضبط النفس للخروج من المرحلة الراهنة.
وقال العامري، في بيان “الى جميع الإخوة الأعزاء شركاء الوطن في الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وكل من تهمه حياة العراق والعراقيين، ادعوكم جميعاً الى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البنّاء من أجل تجاوز الخلافات، التي مهما كانت فهي قابلة للحل والتفكيك بهدوء، بعيداً عن الانفعالات”.
وأضاف، أن “كل ما جرى لغاية الآن يدور في حدود الممارسة الديمقراطية، إلا ان شعبنا الصابر ينظر بخوف وحذر الى ما يمكن ان تجرّه الأوضاع الحالية من فتنة، وما يمكن ان يسببه الانفلات من إراقة للدماء لا سمح الله، وبذلك تتحقق أمنيات أعداء العراق الذين يتربّصون به الدوائر”.
وتابع: “ادعو جميع الإخوة المعنيين بهذه الأزمة الى البدء بتهيئة الحلول السلمية التي تلبي المطالب السياسية على أساس التفاهم والتنازلات المتبادلة واحترام الدستور والقانون، فالعراق في وضع لا يحسد عليه، ويجب علينا جميعاً تجنيبه المزيد من المشاكل والمعاناة والانتظار العقيم”.
من جانبه، دعا رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي، الى الدخول بحوار مفتوح مباشر.
وقال الحكيم في بيان إن “الوضع العراقي الحرج الذي تمرُّ به الساحة الداخلية اليوم، يتطلب من الجميع، تغليب لغة العقل والمنطق والحوار والتنازل للعراق وشعبه، من هنا نوجّه بقلب صادق ونية حسنة، الدعوة المفتوحة للإخوة في التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي، للدخول في حوار مفتوح مباشر وبنّاء تحت سقف الوطن والمصلحة الوطنية وحفظ الدم، ليأخذ معاناة الشعب وهواجسه ومصالحه بنظر الاعتبار، حوار يتم التأكيد فيه على تطمين كل طرف للآخر بعدم وجود نية لإلغاء أحد على حساب الآخر”.
وأضاف: “نجدد تأكيدنا الدائم باعتبار الحوار السبيل الأوحد والأقرب والأقصر ولا سبيل غيره للوصول إلى الحلول المناسبة والناجعة لإنقاذ البلد واتقاء الانزلاقات التي تودي بالوطن إلى ما لا يحمد عقباه، كما ونحث كل طرف بخطابه وقواعده الجماهيرية على ضبط النفس والتحلّي بأقصى درجات الحكمة للحيلولة دون ضياع الوطن الذي لا يعوض”.
إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إن “تداعيات أحداث اليوم وتكرار سقوط السلطة التشريعية، واشاعة أجواء الرعب والخوف من المجهول الأمني والسياسي والاقتصادي، تدعوني الى ان أوجّه ندائي صادقاً مخلصاً الى الإخوة في الإطار والتيار لاتخاذ موقف مسؤول، يستوعب الصدمة وينطلق في حوار جاد، بعيداً عن المؤثرات السلبية”.
وجاء في بيان للمالكي “أيها الإخوة، ان جمهورنا وقع تحت ضغط الأزمة التي اضحت نتائجها مخيفة، لأنها تسلب أمنهم ومستقبلهم وحياتهم الكريمة، وان المسؤولية الوطنية والشرعية توجب علينا جميعا، انتهاج سبيل الحوار، وتصحيح المسارات، من أجل الانطلاق في عملية اعادة بناء دولة المؤسسات الدستورية الرصينة”.
وأردف قائلًا: “فتوكلوا على الله وأعلنوا لجماهيركم انكم ستبدأون العمل الجاد للتفاهم والحوار، لتجنيب البلد والشعب مخاطر الانزلاق لما لا تحمد عقباه، سيما إذا تدخّل السلاح بدل التفاهم، وبعد سقوط المؤسسة التشريعية وتهديد السلطة القضائية.. ليعلم الجميع انه لن يوقف التداعي في العراق، إلا الحوار والتسامح بين أطراف العملية السياسية”.
وتعليقاً على ذلك، يقول المحلل السياسي وائل الركابي إن العراق يمرُّ في مرحلة حساسة وخطيرة جداً، قد تتسبب في حال عدم تدارك الأمر بتداعيات لا تحمد عقباها”. ويضيف الركابي، أن الحل الوحيد في الوقت الراهن، هو الركون إلى الحوار الجاد بين القوى السياسية، والتمسّك بالدولة ومؤسساتها الدستورية، وعدم التجاوز على السلطة القضائية التي تعد الركن الأساسي والملاذ الأخير للعراقيين الحالمين بدولة ذات سيادة.
وشهدت المنطقة الخضراء في بغداد، تظاهرات عارمة نظّمها أنصار التيار الصدري، الذين عمدوا إلى اقتحام الحواجز الأمنية واقتحام مبنى مجلس النواب للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.