انطلاق المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني وسط إقصاء ومقاطعات لقياديين بارزين
انفوبلس/..
انطلقت اليوم الأربعاء، في مدينة السليمانية وتحت شعار (التجديد في العمل.. الإجماع في القرار)، أعمال المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني في قاعة "تلاري هونر" بمدينة السليمانية، بحضور أعضاء في تحالف إدارة الدولة بضمنهم رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وأمين عام حركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي.
وشاركت في المؤتمر شخصيات من الأحزاب الكردستانية من إقليم كردستان وخارجها، بالإضافة إلى حضور شخصيات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى في العراق.
وأكد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، في كلمة له مع بداية انطلاق المؤتمر الخامس لحزبه، على ضرورة جعل الإقليم جنة ينعم فيها المواطنون.
وقال بافل طالباني خلال كلمة الافتتاح، "إننا نريد من هذا المؤتمر أن نكون سوية، ونحن هكذا". مشيرا إلى أن "الامتحان سيبدأ عمله من الآن".
وأضاف، "لقد اجتمعنا من أجل تقوية الاتحاد الوطني الكردستاني من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين". مؤكدا "سير الاتحاد على نهج وفلسفة الراحل جلال طالباني".
وحول العلاقات الداخلية والخارجية للاتحاد، بيّن طالباني أن "الاتحاد الوطني سيبدأ مرحلة جديدة ويجب أن نتصالح مع المواطنين ونضحي من أجل الشعب والبلاد". مؤكدا أن "هذا يدفعنا إلى مدّ يد التسامح لجميع الأحزاب، وينبغي أن نقوي علاقتنا بهم".
وشدد على أنه "يتعين أن نقوّي علاقتنا ببغداد وتطور الاتفاق الإستراتيجي الذي عُقد مع الإخوة الشيعة، وكذلك نقوي علاقتنا مع السُنة وجميع المكونات".
انسحابات ومقاطعات قياديين بارزين
القيادي في حزب الاتحاد ملا بختيار يعلن مقاطعته لمؤتمر الحزب محمّلاً رئيس الحزب مسؤولية غياب بعض القياديين عن المؤتمر،
وشهد المؤتمر انسحابات ومقاطعات قياديين بارزين في الاتحاد الوطني الكردستاني من ضمنهم ملا بختيار وأعضاء من مجلس المصالح العامة والمتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي.
ولا يهدأ المشهد السياسي داخل حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في مدينة السليمانية، جرّاء الخلافات الكثيرة التي تحدث ما بين قادة الحزب المخضرمين ورئيس الحزب الحالي بافل طالباني، بسبب ما يعتبره القادة الآخرون استحواذه على القرار داخل الحزب.
وعقد حزب الاتحاد الوطني، مؤتمره الخامس الذي من المفترض أن تجري فيه تغييرات بهيكلية الحزب "بما يلبّي متطلبات المرحلة المقبلة وما يخدم الشعب الكردي وجماهير الاتحاد الوطني"، وفقاً لبيانات الحزب الصادرة أخيراً، لكن الخلافات العلنية تفيد بأن حالة غير مستقرة تعصف بالحزب بشكل عام.
وأعلن القيادي في حزب الاتحاد ملا بختيار، مقاطعته لمؤتمر الحزب محمّلاً رئيس الحزب مسؤولية غياب بعض القياديين عن المؤتمر، وقال بختيار في حسابه على فيسبوك "تحدثت مع بافل طالباني لمدة ساعة و35 دقيقة، بشأن صلاحيات المجلس"، مستدركاً "لم نتوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص، ومسؤولية عدم مشاركتي وأعضاء المجلس الأعلى في المؤتمر الخامس للحزب، تقع على عاتق الرفيق بافل طالباني".
وقال بختيار، في حديث صحفي، إن "الحزب يمر بحالة خلافات مفصلية أوصلتنا إلى نفق مظلم ومغلق. درسنا الوضع الحالي الذي يمر به الحزب ووجدنا أن النتيجة النهائية للمؤتمر الخامس ستكون الفشل، كما فشل المؤتمر الرابع، وذلك بسبب انحراف المفاهيم الحزبية داخل حزب الاتحاد، وتحوله من حزب اشتراكي إلى حزب عائلة واحدة مع التركيز على أن الاهتمام يتركز على المنافع وليس المبادئ".
وأضاف، "الحزب حالياً لا يملك أي اتفاقيات واضحة، سواء مع الأحزاب في بغداد أو في إقليم كردستان، تضمن حقوق الكرد، كما أن بافل طالباني مسيطر في الحزب ويسرح ويمرح كيفما يشاء".
شيخ جنكي خارج المؤتمر وبقائمة منفصلة للانتخابات
لاهور شيخ جنكي، يعلن مقاطعة المؤتمر الخامس للحزب وطرح قائمة منفصلة عنه للمشاركة في انتخابات برلمان كردستان المقبلة
وازداد التوتر بين جناحي حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الحاكم في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، وتحديداً بين بافل الطالباني ـ نجل مؤسس الحزب جلال الطالباني ـ ولاهور شيخ جنكي ابن شقيق جلال الطالباني.
وشيخ جنكي كان الرئيس المشترك في الحزب قبل طرده، إلى جانب عدد من قيادات "الاتحاد الوطني" في العام 2021 إثر خلافات حادة بين الطرفين تتعلق بقيادة الحزب، ويزداد التوتر بين الرجلين، مع سعيهما اليوم للسيطرة على أصوات الأكراد في السليمانية وضواحيها خلال الانتخابات المحلية.
وكان الحزب يُدار منذ وفاة جلال الطالباني في 2017 بالشراكة بين بافل الطالباني، مدعوماً بوالدته هيرو إبراهيم أحمد (زوجة جلال الطالباني)، ولاهور شيخ جنكي، ابن شقيق الطالباني والقيادي الفاعل بالحزب. لكن في مطلع آب 2021، قاد بافل الطالباني انقلاباً على لاهور شيخ جنكي وجرّده من عدة مناصب، وأقصى عدداً من المحسوبين عليه، وأبرزهم قيادات أمنية حساسة في السليمانية.
وأعلن لاهور شيخ جنكي، أمس الثلاثاء، مقاطعة المؤتمر الخامس للحزب وطرح قائمة منفصلة عنه للمشاركة في انتخابات برلمان كردستان المقبلة، محمّلا الرئيس المشترك الآخر للاتحاد بافل طالباني مسؤولية خطوته هذه.
وقال الشيخ جنكي في خطاب فيديوي، إنه سيشكل قائمة خاصة للمشاركة في انتخابات برلمان إقليم كوردستان المقبلة، مشددا على أنه سيكون من الآن فصاعدا صاحب قراره الخاص ويستمر في عمله السياسي الخاص.
وأضاف الشيخ جنكي، إن مسؤولية عمله خارج الاتحاد بعد المؤتمر الخامس تقع على عاتق الذين يلوذون منذ عامين بالسكوت والعمل في الظل بدلا من إعادة تنظيم البيت الداخلي للاتحاد الوطني والعمل المشترك.
منهاج المؤتمر
ويستمر المؤتمر 3 أيام ويشارك فيه 600 عضو، ومن المنتظر أن يتم خلاله تقليص عدد أعضاء المجلس القيادي إلى 51 عضوا بضمنهم رئيس الاتحاد الوطني، كما تم تقليص عدد أعضاء المكتب السياسي إلى 10. وسيقترح في المؤتمر تشكيل 3 مجالس، وهي المجلس الأعلى للسياسات والمصالح والمجلس القيادي ومجلس الإسناد. وسيشرف رئيس الاتحاد الوطني مباشرة على مجلس الإسناد الذي يعمل على تأهيل الكوادر الجديدة من الشباب والنساء، كما سيكون مركزا لتكوين القيادات الشابة. تعديل النظام الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني سيكون إحدى مهام المؤتمر الخامس، حيث ستتعزز المركزية الحزبية وستتخذ جميع القرارات بعد المؤتمر بالإجماع. وكان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني قد اجتمع يوم 20/8/2023 في مدينة كركوك، بإشراف بافل جلال طالباني، حيث تقرر خلال الاجتماع انعقاد المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني في 27/9/2023.
وعقد الاتحاد الوطني الكردستاني حتى الآن 4 مؤتمرات، الأول في عام 1992 والثاني في 2001 والثالث في 2010 والرابع في 2019. المؤتمر يُشكل ثلاثة مجالس من جانبه، أشار عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني سركوت زكي إلى أن "المؤتمر الخامس سيُشكل ثلاثة مجالس: وهي المجلس القيادي ومجلس المصالح والمجلس الاستشاري أو الإسناد، كما ستكون هناك تغييرات في هيكلية الحزب ومؤسساته حيث يقلص عدد المكاتب ومراكز التنظيم وفق أسس ومهام المؤسسات.
وأضاف زكي، في تصريحات صحفية أن "التعديلات ستكون في النظام الداخلي للحزب وسيثبت مبدأ المركزية في التنظيم الحزبي، ويكون هناك إجماع في القرارات بعد المؤتمر وسيصبح الاتحاد الوطني حزب الكادحين والجماهير، مع تغيير آلية إدارة الحزب بما يخدم المصلحة العامة وتلبية لمتطلبات جماهير شعب كردستان".