بارزاني يسعى لنيل صفات الدولة عبر توسع ممثليات حكومة الإقليم في الخارج.. تعرف على عدد هذه الممثليات والأدوار التي لعبتها
انفوبلس/..
يظهر جانب الاهتمام العالي في حكومة إقليم كردستان، لتكثيف دور ممثلياتها حول العالم، في إطار سعيها للتأثير في قرارات تلك الدول خاصة بخصوص العراق وأمنه واقتصاده، حيث دأبت حكومة الإقليم للتحرك عبر هذه الممثليات إلى تقليل ثقة الدول بالتعامل مع العراق في كل الجوانب.
وتضع الحكومة في أولويات عملها مواصلة تركيز دور الممثليات حول العالم، لتعتبرها جبهات دفاع عن متبنّيات حكومة الإقليم.
وانطلقت اليوم الأحد 28 كانون الثاني 2024، في محافظة أربيل شمالي العراق، أعمال المؤتمر الثالث لممثليات حكومة إقليم كوردستان في الخارج، والتي تنتشر في 14 دولة حول العالم، حيث تعمل بحسب جدول أعمال وسياسات التشكيلة الحكومية التاسعة لإقليم كوردستان.
وفي وقت سابق قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان سفين دزيي، إن "لديهم خططاً لفتح عدد من الممثليات الجديدة، ولاسيّما في الدول العربية".
وتوجد في إقليم كوردستان 40 قنصلية عامة ومكاتب تمثيلية لعدة دول، من بينها 38 دولة عضو في الأمم المتحدة.
رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي
رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، أعلن في المؤتمر، أن حكومته تعتزم رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في عدد من الدول التي وصفها بالـ"الصديقة والمهمة"، جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لممثليات حكومة إقليم كوردستان المنعقد في مدينة أربيل والذي تستمر أعماله لمدة خمسة أيام.
وقال مسرور بارزاني في كلمته، إن "ما يبعث على السرور أن العلاقات الخارجية والدولية لإقليم كردستان في السنوات الماضية تطورت ونمت كثيراً"، مردفا بالقول إن "عدد القناصل والبعثات الدبلوماسية في إقليم كوردستان آخذة بالزيادة والتوسع".
وأضاف، إن "برنامجنا المستقبلي يتضمن زيادة عدد ممثليات حكومة إقليم كردستان في الخارج، وفي عدة بلدان صديقة ومهمة التي تمتلك قنصليات في الإقليم بهدف المضيّ في ترسيخ الصداقة، والعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية والأكاديمية".
كما أشار مسرور بارزاني، إلى أنه "من الناحية الدولية فإن حكومة إقليم كردستان وضعت خطوات جيدة للغاية في هذا المجال من خلال زيارات الوفود الرفيعة للدول الى إقليم كوردستان، أو مشاركة الإقليم في المنتديات والمؤتمرات الدولية".
ممثليات الإقليم جبهة دفاعية
المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيره، شبّه ممثليات حكومة إقليم كوردستان في الخارج بالجبهة الدفاعية، حيث قال على هامش حضوره المؤتمر الثالث لممثليات إقليم كردستان في الخارج المنعقد بأربيل، اليوم الأحد، إن "وجود ممثليات لكوردستان في الخارج مثّل حُلماً راود شعبنا".
وأشار إلى، أن "وجود ممثليات لكردستان في الخارج تمثل إحدى جبهات الدفاع عن إقليم كوردستان العراق عبر الطرق الدبلوماسية والسياسية".
وأوضح بيره، إن "إقليم كردستان يتعرض لضغوطاتٍ وتهديداتٍ كبيرة، فنحن نتعرض إلى هجماتٍ بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ولدينا قضايا عالقة مع بغداد، كما أن لدينا مشاكل حدودية، ويتم اختراق سيادة الإقليم، لذا عقْدُ هذا المؤتمر كان مهماً للغاية".
وشدد متحدث الاتحاد الوطني على "ضرورة وضع خطةٍ محكمة للتعامل مع المستجدات التي تواجه إقليم كوردستان، كما ينبغي على الممثليات الكوردستانية توحيد مواقفها عند إيصال رسائل الإقليم".
وتمتلك حكومة إقليم كردستان، بعثات في 14 اتجاه حول العالم، يأتي في طليعتها ممثلية الإقليم في الاتحاد الأوروبي، وممثلية حكومة الإقليم في أستراليا، النمسا، فرنسا، ألمانيا الاتحادية، الجمهورية الإسلامية في إيران، إيطاليا، بولندا، روسيا الاتحادية، إسبانيا، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة (بريطانيا)، الولايات المتحدة الامريكية.
دور ممثلية كردستان في واشنطن
وتسعى حكومة إقليم كردستان، للتأثير في قرارات الدول لديها ممثليات في عواصمها، بخصوص العراق وأمنه واقتصاده، حيث تحركت عبر ممثلياتها في تلك الدول الى حياكة المؤامرات على بغداد، وتقليل ثقة الدول بالتعامل مع العراق.
ومن بين أكثر ممثليات الإقليم تأثيراً هي ممثلية الإقليم في أميركا، والتي ساهمت بدورها في تعزيز وجود الاحتلال عبر تكثيف دعواتها لتواجد قوات الاحتلال الأمريكي في أرض كردستان وتأمين قواعده، وسعيها المستمر في استغلال الأزمات للنيل من المركز.
وقدّم الدبلوماسيون الأكراد العراقيون أنفسهم للحكومة الأمريكية، باعتبارهم الجهات الفاعلة الوحيدة التي يُعوَّل عليها في العراق، والتي يمكنها متابعة مصالح العواصم الأجنبية.
وتواصل القيادة الكردية التي تسيطر على نظام الحكم في الإقليم، التأكيد لواشنطن على أن الحكومة المركزية في بغداد غير جديرة بالثقة وعاجزة، وتقدّم القيادات الكردية نفسها علناً بأنها الجهات الفاعلة الوحيدة في العراق التي تلتزم بالدستور، وهي تحاول نزع الشرعية عن الأحزاب العراقية الأخرى التي تتشارك في إدارة الحكم في المركز.
وعقد الدبلوماسيون في عهد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، مقارنات بينه وبين صدام حسين، وهم يطرحون نقاطاً يعدّونها تقدّماً تم إحرازه في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية بإقليم كردستان، في مواجهةِ عجْزِ بغداد بشأن هذه القضايا، كي يقولوا إنهم شركاء طبيعيون لواشنطن، وبعد سيطرة عصابات داعش الإرهابية، على الموصل، ذهب فؤاد حسين إلى واشنطن، وقال في حديث إن "الناس في الخارج يطلبون منا قيادة العملية السياسية في بغداد بسبب وجود نقص في القيادة".
وجادلت القيادة الكردية باستمرار في واشنطن بأن جيشها (البيشمركة) هو القوة القتالية الوحيدة التي يُعوَّل عليها في العراق، فقد قال فؤاد حسين أمام مجموعة من الأميركيين في واشنطن صيف العام 2014 إن "80 في المئة من الجيش العراقي قد انهار"، ويذكّر الدبلوماسيون الأكراد نظراءهم الأميركيين أنه لم يُقتل أي جندي أميركي في إقليم كردستان في أعقاب حرب العام 2003.