جلسة البرلمان تتحول إلى "مزاد علني" لمن يدفع أكثر.. 100 ألف دولار وتاهو لمن يصوت لشعلان الكريّم.. وانفوبلس تتقصى أسماء من "باع ذمته"
انفوبلس/ تقرير
أخفق مجلس النواب العراقي للمرة الثالثة على التوالي في اختيار رئيس له خلفاً لمحمد الحلبوسي، الذي أُقيل بقرار قضائي منذ نحو شهرين، بعد رفع الجلسة حتى إشعار آخر بعد جولتين من التصويت انتهت بمشاجرات بين البرلمانيين، وظهور عمليات شراء أصوات لصالح النائب شعلان الكريّم، مرشح حزب (تقدُّم) التابع للحلبوسي مقابل 100 ألف دولار وسيارة "تاهو".
وكانت رئاسة البرلمان قد قررت، مساء السبت، في جلسة البرلمان الأولى من الدورة الانتخابية الخامسة السنة التشريعية الثانية الفصل التشريعي الأول، المخصصة لانتخاب رئيس مجلس النواب، الذهاب نحو جلسة تصويت ثانية لاختيار رئيس له، بعدما فشلت في حسم الملف في جولة التصويت الأولى، التي لم يحصل فيها أيٌّ من المتنافسين على الأغلبية المطلقة من الأصوات التي تؤهله للمنصب، وأكدت أنها ستعاود عقد الجلسة بعد نصف ساعة.
وحصل النائب شعلان الكريّم، مرشح حزب (تقدُّم) الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، في الجولة الأولى على 152 صوتاً، والنائب سالم العيساوي على 97 صوتاً، والنائب محمود المشهداني على 48 صوتاً، وحصل النائب عامر عبد الجبار على 6 أصوات، وحصل النائب طلال الزوبعي على صوت واحد، بينما عُدَّت 10 أوراق باطلة.
أما بالنسبة للجهات السياسية التي صوتت لشعلان الكريّم، فتكشف شبكة "انفوبلس" الآتي: كتلة بدر 14 صوتاً، والحكمة والعبادي 10 أصوات، والسند 6 أصوات، وعطاء 5 أصوات، و3 أصوات من بابليون، وإرادة صوتين، و17 صوتاً من اليكتي و31 صوتاً من البارتي و44 صوتا من تقدم، بالإضافة الى 6 أصوات من تصميم، و16 صوتا من امتداد، والجيل الجديد 9 أصوات.
إلا أنّ الجولة الثانية لم تلتئم إلا بعد ساعات، وحضرها 232 نائباً، وذكرت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، في بيان، أنّ "مجلس النواب استأنف جلسته لانتخاب رئيس المجلس"، مؤكدة أن "مجلس النواب صوّت على إضافة فقرة إلى جدول أعماله، ومن ثم قرر رفع جلسته".
وسادت الجلسة أجواء غير مستقرة ومشاجرات من قبل نواب في "الإطار التنسيقي" سعَوا فيها لمنع فوز مرشح حزب "تقدُّم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان المُقال، محمد الحلبوسي، ما دفع رئاسة البرلمان الى رفع الجلسة.
وشهد البرلمان انقساما حادا حول فوز الكريّم في جولة التصويت الاولى وجرى الحديث عن فيديوهات سابقة له يمجّد فيها رئيس المقبور صدام حسين، حيث عقد النائب يوسف الكلابي مؤتمرا صحفيا أكد فيه رفض تسنُّم الكريّم رئاسة البرلمان متوعدا باللجوء الى المحكمة الاتحادية ورفع دعوى ضده لكونه يمجّد حزب البعث المنحل.
وبادر عدد من أعضاء البرلمان الى اتخاذ موقف مشابه، من بينهم النائب عن كتلة الصادقون النيابية أحمد الموسوي حيث أكد بأنهم لن يكونوا جزءا من تمكين بقايا البعث.. وأن التاريخ سيكتب ولن يرحم المرجفين والمتخاذلين.
وبعد طرح اسم الكريّم كمرشح لخلافة الحلبوسي، تداولت وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي، مقطع فيديو قديم يظهر فيه شعلان الكريّم بالزيّ العربي وهو ينعى صدام حسين بعد إعدامه، واصفاً إياه بالـ"شهيد" والبطل والمجاهد، وأعلن حينها إقامة مجلس عزاء لصدام وتوعد بالثأر ممن أعدمه.
ومع قيام شعلان الكريم بنكران الفيديو المتداول بطريقة غير مقنعة وادعائه بأنه مفبرك، جرى تداول صورة سابقة أخرى تجمع الكريّم مع الارهابي (نجم خلف نزال العزاوي) المحكوم عليه بالإعدام حاليا بقضية سبايكر، وتساءل مدونون عن السبب الذي جمعه به كما طالبوا الجهات الامنية والمعنية بهذا الأمر التدقيق في سجل (تبرعات) التنظيم الإرهابي والمبالغ التي كانت تُدفع لهم من صلاح الدين.
*100 ألف دولار وسيارة "تاهو" لكل مَن يصوت لشعلان الكريّم
بينما ذهبت الكتل النيابية لعقد اجتماعات لحسم التصويت لصالح أحد المرشحين، فجَّرَ السياسي عزت الشابندر عن معلومات حول بيع أصوات النواب لصالح الكريّم مقابل مبالغ مالية طائلة.
وقال الشابندر في تغريده له، "أدعو رئيس مجلس النواب بالوكالة الى رفع جلسة التصويت الى إشعار آخر بسبب الخرق الأخلاقي والقانوني (الرشوة) وفتح تحقيق عن مصادر الأموال الطائلة التي تُعرض على النائب إلّي شرّفه (صوته).. واُهيب بكافة النواب الشرفاء الذين تعرضوا للإهانة ببيع أصواتهم لصالح مرشّح معين التقدم بشكوى الى القضاء المختص".
كما تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية، معلومات عن منح مبلغ 100 ألف دولار وسيارة "تاهو" لكل نائب يصوت لصالح الكريم وأخرى عن وصول سعر صوت النائب للتصويت على مرشح معين إلى نحو 600 ألف دولار.
فيما بين النائب باسم خشان، "فيما يخص الأنباء التي تواردت بشأن شراء أصوات النواب من قبل رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي للتصويت على شعلان الكريّم، فوصلتنا معلومات مؤكدة بهذا الخصوص ووصلتنا من أشخاص عُرِضت عليهم مبالغ لكنهم رفضوا ذلك، ولكن هناك نواب آخرين باعوا أصواتهم".
وتابع، "في السابق عملوا كذلك وكانت أيضا هنالك عملية شراء لأصوات بعض النواب، الآن نعمل على جمع تواقيع نيابية لإجراء تحقيق في هذا الموضوع".
أما السياسي العراقي مشعان الجبوري فقد خرج بتغريدة قال فيها، "شراء أصوات النواب خلال انتخابات رئيس مجلس النواب بدأها "زعيم الكاولية" عام 2018 عندما قام بشراء بعض الصوات لصالح #المخلوع!؟.. ونسمع اليوم أن جماعة تقوم بشراء أصوات بعض النواب مقابل مئة ألف دولار للصوت".
وأضاف، "وللأمانة أقول إن أكثر النواب رفضوا عروض الرشوة من حزب المخلوع ما عدا ضعاف النفوس، أما من قبلوا الرشوة فأسألهم: كيف سينظر لكم من اشترى صوتكم إن أصبح رئيساً!؟"
وبحسب تسريبات نيابية وردت الى شبكة "انفوبلس"، فإن "رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، قام بشراء العديد من ذمم النواب، وذلك بمنحهم مبلغ يتراوح ما بين 100 الى 350 ألف دولار وعجلة (تاهو) مقابل التصويت لمرشحه، شعلان الكريم"، لافتة الى أن "الحلبوسي استطاع كسب أصوات العديد من الأصوات من مختلف القوى السياسية من بينها حركة امتداد والعزم".
ويدور حول مرشح حزب تقدم، شعلان الكريم، الكثير من الاتهامات لاسيما بعد انتشار مقاطع فيديوية له وهو يمجد المقبور صدام بالإضافة الى حضوره بساحات (الذل) في الانبار عام 2014، وسب وشتم القوى السياسية الشيعية.
وسبق أن أخفق البرلمان العراقي لمرتين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد له، بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، نتيجة مقاطعة أطراف سياسية مختلفة للجلسات، لعدم تمرير أي مرشح قبل حصول توافق سياسي عليه بين الأطراف السياسية.
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان، فيما أخفق مجلس النواب في اختيار بديل الحلبوسي في نهاية الشهر الماضي، ما دفعه إلى تأجيل الاختيار إلى إشعار آخر.
وبحسب العُرف السياسي المعمول به في العراق منذ سقوط النظام السابق 2003، فإن منصب رئيس مجلس النواب من حصة السُنة، ورئاسة الوزراء للشيعة، ورئيس البلاد للكرد.