حسن سالم والكويت.. تصريحات ساخنة تفضح نوايا "آل صباح" على الحدود.. هل ستتوتر العلاقات العراقية - الكويتية؟
انفوبلس/ تقارير
"كانت قضاءً تابعاً للعراق والآن باتت تتمدّد عليه وتحتل أراضيه". بهذه الكلمات وأخرى أشدّ صخباً، هاجم النائب عن كتلة الصادقون النيابية حسن سالم، الكويت، مطالباً بتدخل حكومي لإفشال مؤامراتها لقتل ميناء الفاو. فهل ستقود تصريحات سالم الساخنة المفاوضات العراقية – الكويتية إلى الانهيار وبالتالي توتر العلاقة مجددا بين البلدين؟.
*تمدُّد كويتي
في كلمة مطوّلة له اليوم عبر مؤتمر صحفي، حذّر حسن سالم من تداعيات التمدّد الكويتي على الحدود العراقية، فيما طالب الحكومة بالتدخل لإنقاذ البلاد من مؤامرة قتل وخنق ميناء الفاو الكبير .
وأوضح سالم، أن "الكويت باتت تتمدد على العراق بعد أن كانت قضاء تابعاً له وإن إجراءاتها كانت قاسية جدا على الشعب العراقي، مؤكدا أن قرار ترسيم الحدود السابق كان ظالماً وجائراً".
وأشار إلى، أن "ميناء خور عبد الله عراقي وتم استقطاعه من العراق بسبب قرار الأمم المتحدة الجائر ضد العراق"، مبينا وجود "رغبات كويتية لترسيم الحدود مرة ثانية مع العراق".
*حسن سالم: أغلب الذين يتفاوضون مع الكويت مرتشون
ونبّه سالم إلى أن "أغلب الذين يتفاوضون مع الكويت هم مرتشون وهذا تسبب باستقطاع أراض من العراق"، كاشفا عن توجيه أكثر من 11 سؤالا برلمانيا لوزارة الخارجية لمعرفة إجراءاتها بشأن ترسيم الحدود مع الكويت، كما وطالب "بحل اللجنتين 110 و123 كونهما لم تقوما بدورهما بشكل صحيح في المفاوضات مع الكويت".
*مدير الموانئ.. مطالبات بالإقالة والمحاسبة
وتابع، أن "الشركات الصينية عرضت على العراق منافع اقتصادية كبيرة إلا أن مدير الموانئ رفض"، مضيفا أن "هنالك مؤامرة على قتل وخنق ميناء الفاو والحكومة مطالَبة بالتدخل".
وبيّن، أن "مدير الموانئ متلكئ في عمله وقدّمنا عليه العديد من الشكاوى لدى القضاء ويجب إقالته ومحاسبة وزير النقل السابق".
وتابع، أن "العراق غير مستفيد من الأردن ولا نعرف أسباب المُحاباة والمجاملة لها"، قائلا إن "طريق التنمية سيجعل العراق ممراً لنقل بضائع دول الخليج".
*طريق التنمية ومبادرة الحزام والطريق
وأكد سالم، "لا تربطنا استفادة وارتباط شخصي مع الصين بل هناك فائدة للعراق يجب المُضي بها".
ومضى بالقول: "نقل بضائع دول الخليج عبر العراق "مؤلم" والأولى توطين الصناعات في البلاد". فيما أردف، إن "أميركا اليوم تعيش الوهن والضعف ولن نكون آذاناً صاغية للسفيرة الأميركية".
كما اعتبر سالم مبادرة الحزام والطريق هي الفرصة التاريخية التي تنتشل الواقع الاقتصادي للعراق، مبينا أن الربط السككي سيقتل ميناء الفاو وينشّط موانئ دول الخليج.
*ماذا يعني ترسيم الحدود؟
رغم مرور 33 عاماً على إسدال الستار على الغزو العراقي للكويت عام 1990، وبعد أكثر من 20 عاماً على عودة العلاقات العراقية الكويتية إلى طبيعتها بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003؛ لايزال ملف الحدود المشتركة بين البلدين يشكّل عائقاً أمام حلّ جميع الخلافات.
وتُعدّ المنطقة الواقعة بعد العلامة 162 البحرية نقطة خلاف كبيرة بين البلدين، لاسيما مع الخلاف العلني حول منطقة "فشت العيج"، والاعتراض العراقي على التصرفات الكويتية.
ففي آب 2019، وجّه العراق شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة اعترض فيها على إنشاء الكويت منصة بحرية في "فشت العيج"، وهي مساحة من الأرض تقع بعد النقطة 162.
بينما ترى الكويت أن "فشت العيج" واقعة ضمن سيادتها، في الوقت الذي يؤكد العراق أن خطوة الكويت تُحدِث تغييراً في الحدود البحرية، قبل التوصّل إلى اتفاق يُفضي لترسيم الحدود كاملةً.
الحدود العراقية الكويتية هي الشريط الحدودي بين العراق والكويت ويبلغ طولها 254 كم (158 ميلاً) وتمتد من النقطة الثلاثية مع السعودية في الغرب إلى ساحل الخليج في الشرق.
تم تشييد جدار فاصل من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والغرض منه كما ذُكِر هو وقف إعادة غزو الكويت من قبل العراق.
الجدار الفاصل مصنوع من سياج مكهرَب وأسلاك شائكة، ويحرسه المئات من الجنود، بالإضافة إلى عدة زوارق دورية، وطائرات هليكوبتر، حيث بدأ بناء الجدار في عام 1991.
*التجاوزات الكويتية على العراق
بهذا الشأن، أكد عضو نقابة البحريين العراقيين علي العقابي، أن بناء ميناء مبارك الكويتي مخالف لقوانين البحرية الدولية.
وقال العقابي، اليوم الاثنين، في حديث صحفي تابعته شبكة "انفوبلس"، إن "التجاوزات الكويتية على مياه العراق ليست بجديدة وازدادت بعد 2003 من خلال توقيع اتفاقية خور عبدالله وتنظيم الملاحة فيه ". مبيناً إن "اتفاقية خور عبدالله هدفها استقطاع الخور من مياه العراق الإقليمية لصالح الكويت وهذا القرار فيه تواطؤ كبير من الأمم المتحدة ودول العالم التي لم تحرّك ساكناً".
*توسع الكويت على حدود العراق البحرية
وأضاف، إن "الكلام الذي صدر من الجانب العراقي بشأن اتفاقية خور عبدالله لم يكن موثّقاً رسمياً بالمحاكم الدولية والمنظمة البحرية العالمية والأمم المتحدة". موضحاً، إننا "نحتاج إلى قرار حكومي سياسي مدعوم من قبل الأمم المتحدة في قضية ترسيم الحدود ".
وتابع العقابي، إن "توسّع الجانب الكويتي على حدود العراق البحرية جاء مخالفا لقانون البحار الدولي، وبناء ميناء مبارك الكويتي مخالف لقوانين البحرية الدولية". مشيراً إلى، أن "تجاوز الكويت على قانون البحار الدولي جاء نتيجة إسراعها ببناء ميناء مبارك بالجانب الشرقي من خور عبدالله".
*هل ستتوتر العلاقات العراقية – الكويتية؟
لم تكن المرة الأولى التي يهاجم بها النائب حسن سالم الكويت ويفضح مخططاتها على الحدود العراقية، ولم تكن هذه المخططات هي الأولى لعيال "آل صباح"، فميناء خور عبد الله كان ولا زال يشكل نقطة خلاف بين الطرفين بعد المحاولات الكويتية المتكررة لتسليخ هويته العراقية، أمّا الآن فتجري المحاولات الكويتية على قدم وساق لترسيم الحدود مع العراق وهذا يعني احتلال واضح لأراضيه. خطوة عدّها مراقبون بأنها ستعود بالبلدين إلى مربع التوتر الأول بحال إصرار الكويت على قضم خيرات وأراضي العراق.