ساكو والكلداني وباعٌ طويل من الصراع.. تفاقم جديد وتراشق في البيانات: إليك القصة كاملة
انفوبلس/ تقارير
لا يعتبر الصراع بين الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني وبطريرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو، وليد اليوم، لكنه تفاقم بالآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث علّل الكلداني أسبابه بتدخل ساكو بالعمل السياسي حتى أنه اتهمه بالاحتيال وبيع وشراء المناصب على حساب المسيحين. انفوبلس سلّطت الضوء على هذا الصراع وستفصّل بهذا التقرير أبرز أسبابه وكيف ردّ ساكو على الاتهامات الموجّهة إليه.
*أسباب الخلاف
يؤكد الكلداني أن محور الخلاف مع لويس ساكو، هو تدخله بالشأن السياسي ومخالفته كتب المسيحية التي لا تُجيز لرجل الدين التدخل بالسياسة. مبينا، أن ساكو سيغادر منصبه بالكنيسة الكلدانية ويُحال على التقاعد في تموز.
كما أكد الكلداني من بين الأسباب الأخرى لصراعه مع ساكو، هو استحواذه على أملاك المسيحين وبيعه المناصب على حساب مصلحتهم، ومشاركته في السياسة التي لا تسمح ديانته بها.
*ساكو يرد
عقب تصريحات الكلداني، ردّت الرابطة الكلدانية العالمية ببيان مطوّل جاء فيه: "على ضوء التصريحات التي صدرت من قبل رئيس حركة بابليون (ريان الكلداني)، وذلك من خلال لقاءات في فضائيات عراقية وآخرها كان في 17/4/2023 وعلى قناة العهد ، وقبلها في قناة الرشيد في 26/3/2023، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت تجاوزات واتهامات وأكاذيب يعاقب عليها القانون العراقي، ومنها اتهامات بيع الكاردينال لويس روفائيل ساكو أملاكا تعود للوقف الكِنسي الكلداني (وإذا بيعت بعض الأراضي فتتم من خلال القوانين العراقية المرعيّة بالاستبدال) ولم تكن لتهريب الأموال إلى الخارج. هذه الأكاذيب خلقت استياءً عامًا عند المسيحيين المعروفين بالصدق والإخلاص والولاء للوطن. لذا فإننا نطالب الحكومة العراقية بالتحقق في هذه الإساءات ضد أعلى سلطة كِنسية كلدانية وإحالة المُسيئين إلى القضاء كون هذه الشائعات تتعارض مع العقيدة المسيحية".
وأضاف البيان: "إن نتائج الانتخابات الأخيرة الخاصة بالكوتا المسيحية في أكتوبر 2021 كانت غير حقيقية ولا تمثل المكون المسيحي والتي أدت إلى استحواذ حركة بابليون على أغلبية المقاعد بأصوات ناخبين من خارج المكون المسيحي، وهذا تم تشخيصه في حينها وكذلك التجاوز على أراضي المكون المسيحي وبالأخص في منطقة سهل نينوى، واستغلال علاقات هذه الفصائل ببعض المتنفذين من صنّاع القرار واستغلال المحاصصة باستحواذ هذه الفصائل على مقدّرات المسيحيين واستغلال المناصب لخدمة مصالحهم الشخصية".
وأكد: "اليوم رسالتنا واضحة وصريحة ونقدّمها شخصيًا للسلطة التنفيذية في البلاد وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني بأن يتحرك باتجاه حماية كنيستنا من أي تجاوز عليها أو على مؤمنيها".
غبطة البطريرك مار لويس ساكو يُعد شخصية وطنية عراقية ساهمت بشكل كبير في دعم العراق وإبراز أهمية العراق كدولة متعددة الأديان والقوميات، وكان الصوت الأبرز في المحافل الدولية في الدفاع عن العراق، فمثلا كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة – نيويورك 27 آذار2015 ، مذكرًا بالقيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية للعراق ، ونذكر مقولته : إننا من هذا المنبر، نطلق هذه الرسالة بوحي من القيم الإنسانية والروحية، بأن التعايش الإيجابي على أُسس العدالة والسلام، بروح المحبة والمواطنة، ينبغي أن يبقى في أعلى سُلّم أولويات مجلس الأمن والأمم المتحدة. وكان له أيضًا الدور الأساسي في تحقيق زيارة الحبر الجليل قداسة البابا فرنسيس للعراق للفترة من (5-8 مارس2021)، وكيف تركت هذه الزيارة آثارًا إيجابية على العراقيين عمومًا والمجتمع الدولي وأعادت العراق بشكل رائع إلى مكانته الدولية .
البطريرك مار لويس ساكو يمثل أكبر كنيسة كلدانية في العراق والعالم حيث يربو عدد أتباع كنيسته في العراق والعالم إلى أكثر من مليون ونصف كلداني، وهم يشكلون دعما داخليا ودوليا للعراق.
في الختام تؤكد الرابطة الكلدانية العالمية وقوفها الدائم مع العراق الموحّد القائم على احترام المواطن ودولة المواطنة، وأن يكون العراق واحة للتعايش السلمي المبني على قبول واحترام الآخر، وأننا أُسرة واحدة في ظل نظام ديمقراطي موحد.
*الكلداني يسخر من بيان ساكو ويدعوه لمناظرة علنية
في آخر تطورات الصراع بين الكلداني وساكو، أصدر الأول بيانا اليوم السبت، أكد فيه أن الكاردينال لويس ساكو خاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق.
*دعوة لمناظرة علنية
وتابع الكلداني، "طالعنا البطريرك لويس ساكو يوم أمس في بيان لم يكتبه بنفسه، ونهنّئ مَن كتبه له على اللغة العربية الصحيحة والبليغة، وفيه ما فيه من كيل واتهام وروايات البعض منها أسخف من الرد حتى، لكننا أمام الناس والرأي العام واحتراماً لجبّته حتى لو لم يراعِها هو ولم يحفظها، لن نرد على بيانه بمثله، بل سندعوه للمناظرة العلنية المفتوحة. ويقول ساكو إنه ليس متهماً ببيع ممتلكات الكنيسة، رغم الأوراق الرسمية القانونية الواضحة، ويقول إن الأملاك لرهبان وراهبات. جيد، فلنناقش ذلك علناً".
وأضاف الكلداني، أن "ساكو يقول إنه لم يستخدم موقعه الكِنسي للسياسة، حسناً، رغم أنه أسّس أحزاباً وخاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق، رغم كل هذا نقول له، جيد، فلنناقش ذلك علناً. ويقول ساكو إنه هو يمثل رؤية المسيحيين ونحن لا، حسناً. لقد حصد في كل مرة خاض فيها معارك الانتخابات على عشرات الأصوات بمقابل الآلاف الذين اختاروا تمثيلهم السياسي، ورغم هذا نقول له، جيد، فلنناقش ذلك علناً".
وأكمل، "أخيراً وليس آخراً، يقول وكأننا أطفال في مدرسة، يقول إن ريان الكلداني ادعى مصافحة البابا فرنسيس في زيارته العراق وهذا لم يحدث لأن ساكو كان واقفاً قربه ولم يرَ ذلك، رغم أننا لسنا في عرس تقليدي ولا الحبر الأعظم اصطحب ساكو صبحاً ومساء وخطوة خطوة، ورغم أن الصورة واضحة من لقائنا البابا، نقول له: جيد، فلنناقش ذلك أيضاً علناً. كما يدّعي ساكو أنه يحمي أو يقود المسيحيين لكنه اختبأ خلف حلفه وترك الكنائس والبيوت والناس في نينوى وسط العراء يوم هجم داعش، وكنت أنا ريان ومعي إخوتي وأهل الغيرة، نحمل دمنا على كفوفنا، ومنا من استُشهِد في المعارك دفاعاً عن المسيحيين وحياتهم وكنائسهم ووجودهم والناس يعرفون، والبابا يعرف، والعراق يعرف، والله يعرف، من نكون نحن ومن تكون أنت، وإذا كنت أنت المُصيب ونحن المخطئين نحن نقوم بواجبنا ونعتذر، لكن كل هذا يفصله حوار علني مفتوح".
*مسيرة محفوفة بالمثالب
يكمل الكلداني مخاطبا ساكو: "أنا بانتظارك، حدّد الشخص والمنبر الإعلام، وأنا أدعوك إلى مناظرة علنية، ولنناقش كل هذا أمام الناس، وإلا، فالصمت في نهاية مسيرتك المحفوفة بالمثالب، أفضل لك ولكرامتك ولما تبقى من صورتك، واحتراماً للجبّة التي تلبسها، والتي تساوي عندنا، قضية مات الكثير منّا لأجلها، يا محترم".