عبد الكريم خلف يكسر صمته: الكاظمي كلّف 800 عنصر من جهاز المخابرات للاشتراك في احتجاجات تشرين
انفوبلس..
في لقاء متلفز، كشف المتحدث السابق باسم الجيش العراقي الفريق الركن عبد الكريم خلف، عن العديد من الملفات أبرزها، طريقة الإدارة الأمنية الأمريكية للفترة من 2003 لغاية 2007، وملف سقوط الموصل ومجزرة سبايكر، واحتجاجات تشرين ودور رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
جاء ذلك خلال لقاء متلفز مع الصحفي الدكتور قصي شفيق، وعند سؤاله عن الطريقة الأمريكية لإدارة الملف الأمني في العراق، أجاب خلف: إن من أكبر الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد احتلالها العراق هو قرار حلّ الجيش العراقي، حيث إنه لم يكن جيش صدام حسين، بل هو جيش أُسِّس عام 1921 وهو لكل العراقيين. لافتاً إلى أن الانهيار الأمني وظهور المجاميع الإرهابية بعد 2003 كان نتيجة طبيعية جدا وغير صادمة لأن الأمريكان حينها فتحوا حدود العراق على مصراعيها بعد إلغائهم قوات حرس الحدود وأصبح العراق منطقة جذب لجميع الاستخبارات في العالم، حيث دخلت إسرائيل وجميع دول الجوار وأنشأت محطات وجنّدت أفرادا لها في الداخل.
وأضاف، إن قانون إدارة الدولة الذي وضعه الأمريكان كان لا يُجرّم التخابر مع الدول الخارجية، بل على العكس أصبحت بعض الجهات تتباهى بتخابرها مع دول أجنبية. لافتاً إلى أن الأمريكان ساعدوا بدخول الإرهاب للعراق وسمحوا لهم بالتمدُّد وتنفيذ أجنداتهم الإجرامية، وحتى شباط من عام 2007 كان كل الملف الأمني بيد الأمريكان، حتى بدأ مسكه عراقياً خلال حكومة المالكي وبدأ تأمين العراق انطلاقاً من العاصمة بغداد.
وحول ملف الثلاثاء والأربعاء الداميين عام 2007، تحدّث خلف وقال: إن عصابات تنظيم القاعدة كانت المتورّط الأول بهذه الجريمة التي وُصِفت بأكبر عملية إجرامية حدثت في تلك الفترة. ولفت إلى أن الأمريكان كانوا يغذّون الصراع الطائفي حينها ويحجِّمون دور القوات الأمنية العراقية باحتواء الأزمة، بالإضافة إلى وجود تغذية سياسية للصراعات المسلحة والجماعات الإرهابية، الأمر الذي فتح مساحة كبيرة للإرهاب لتنفيذ تلك العمليات الكبيرة.
سقوط الموصل
وفي سياق آخر، تحدّث خلف عن ليلة سقوط الموصل، وقال: قبل سقوط المدينة كان يجب أن يكون هنالك تجانس حيث كانت الفرقة الثانية والثالثة في المدينة ينتمي أغلب عناصرها للبيشمركة، ولم يكونوا ينفذون الأوامر العسكرية وكأنهم يعملون بمفردهم، كما أن الخلافات الكبيرة التي كانت بين محافظ الموصل آنذاك أثيل النجيفي وقيادة الشرطة خلقت فراغا أمنيا كبيرا والصراع كان على مستوى القيادات.
وكشف، إن حزب البعث هو من دخل إلى الموصل، لأن داعش لم يكن بتلك القوة، حيث انتشرت في حينها صور عزت الدوري وكان الطابع الغالب بعثياً، وبعدها بـ3 أيام جاءت العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة وتحالفت مع البعثيين الموجودين في الموصل، ثم انقلبت عليهم ليلاً وأعدمت أغلب القيادات البعثية، حينها دخلت عصابات داعش بعد تهيئة الأرضية الملائمة لوجودهم، ومنذ تلك اللحظة تحول البعثيون إلى دواعش وانظمّوا إلى التنظيم الإرهابي.
وأشار خلف إلى، أن القاعدة كانت موجودة في الموصل قبل السقوط ولديها حاضنة تحميها، وكانت تفرض الأتاوات وتجمع الأموال، وأن قسماً من مشاريع المحافظة كانت تُمنَح لجهات داعمة للإرهاب.
جريمة سبايكر
وفيما يخص جريمة سبايكر، وعند سؤاله عن المنفِّذ الحقيقي للمجزرة، أهي عصابات داعش؟ أم جهات عشائرية بأهداف طائفية؟ أجاب الفريق المتقاعد، إن داعش لم تكن موجودة في تكريت يوم حدوث الجريمة، وأن العديد من العشائر في تكريت كانت قريبة من سلطة النظام السابق، وقامت بعملية انتقامية ضد شهداء سبايكر، ولفت إلى، أن داعش دخل موقع جريمة سبايكر بعد 3 أيام على حدوثها.
وأضاف، بأن المنفِّذين كانوا من المقرَّبين جداً من صدام والعملية برمّتها كانت بأهداف طائفية وانتقامية.
تشرين
أما ملف تظاهرات تشرين وضحاياها، فقد كشف خلف أن عمليات قتل المتظاهرين كانت من داخل الساحة، خصوصاً بعد توجيه رئيس الوزراء حينها عادل عبد المهدي أوامر صارمة بسحب جميع أسلحة القوات الأمنية.
ولفت إلى، أن مدير جهاز المخابرات حينها مصطفى الكاظمي قام بنشر 800 عنصر من جهاز المخابرات داخل ساحة التظاهر. وتحدّث خلف عن اجتماع كبير لقيادات أمنية حضره الكاظمي بصفته مديرا لأهم جهاز استخباري في العراق، وطرح الكاظمي سؤالاً على الحضور عن هوية قتلة المتظاهرين، ما سبّب صدمة لدى المجتمعين، وردّوا عليه: نحن من يجب أن يسألك هذا السؤال، مشيراً الى وجود تضليل متعمَّد من قبل الكاظمي للقوات الأمنية.
وأضاف، إن هنالك 5 حالات قتل فقط تم إثباتها كان المتورطون فيها من القوات الأمنية، وحدثت بسبب قيام متظاهرين بالاقتراب من المنتسبين وسبّهم وشتم عرضهم ما تسبّب بفقدان المنتسب لأعصابه وإطلاق النار عليهم.
وكشف عن وجود العديد من حالات القتل كانت عبارة عن حوادث جنائية حدثت في مناطق متفرقة من العاصمة وتم إلصاقها بساحة التظاهرات، ونوّه لقيام جميع الأحزاب السياسية بإدخال عناصر تابعة لها في التظاهرات بسبب الصراع السياسي.
وحول الملفات التي لا تزال غامضة في ملف قتل المتظاهرين أكد خلف، تشكيل هيئة من قبل السوداني للتحقيق بجميع مجريات الأحداث، وهي هيئة نزيهة وستكشف خلال الفترة المقبلة العديد من التفاصيل التي ستُكشف لأول مرة بسبب الأدوات التي تمتلكها.
وتابع: بعد القبض على ضياء الموسوي الذي كان يشغل منصب ممثل جهاز المخابرات خلال فترة التظاهرات بقضية سرقة القرن، ستُفتح جميع الملفات الخاصة بتلك الحقبة.