لماذا يُبدي الأردن انزعاجاً من الحشود العراقية على حدوده؟.. تعرّف على هواجس عمّان "الغريبة" وأبرز فعاليات الجماهير
انفوبلس/ تقارير
لاتزال الحدود العراقية الأردنية تشهد تظاهرات واحتجاجات عارمة، بعدما توافدت حشود كبيرة من العراقيين من بغداد وعدد من المحافظات إلى الحدود، وذلك تضامناً مع فلسطين وتنديداً بالقصف الصهيوني على غزة.
الاعتصام على الحدود العراقية الأردنية هو اعتصام مفتوح وسلمي، بحسب مشاركين في الاحتجاجات. هدفه الضغط على سلطات الاحتلال لوقف المجازر بحق المدنيين في غزة. من خلال التظاهر ونصب الخيم لاسيما عند معبر طريبيل الحدودي.
*الأردن منزعج
وفي خطوة عجزَ الجميع عن فهمها وأسبابها المنطقية، اعترضت حكومة الأردن على تلك الاحتجاجات على حدودها رغم أن هدفها الضغط لإيقاف المجازر الصهيوني بحق الفلسطينيين، حتى أن أحد مسؤولي السلطة هدَّدَ المتظاهرين بشكل واضح وصريح!.
*الأردن .. خوف عن النفط
وفي تحليل لمراقبين بشأن هواجس عمّان الغريبة، فإن انزعاج الأردن من الحشود العراقية على حدودها يأتي خشية من قطع إمدادات النفط المتدفق لها من مدينة الرمادي العراقية.
وتزعم الأردن، بأن تلك الحشود تسعى إلى وقف تزويدها بـ"أي نفط عراقي بأسعار مخفَّضة بموجب اتفاقات رسميّة بين الجانبين". وتأتي تلك المزاعم بعد أن تم إيقاف تدفق النفط للأردن ليومين فقط في خطوة تهدف للضغط عليها بغية فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.
*سبب الانزعاج ورفض تواجد المحتجين
في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، أنها لن تسمح بإقامة تظاهرات على الحدود مع فلسطين، معلِّلةً ذلك إلى "سلامة المواطنين والممتلكات العامة" رغم أن التظاهرات مقررة في منطقة حدودية!.
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الداخلية أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، في ظل دعوات شعبية لإقامة تظاهرات مؤيدة لفلسطين على الحدود بمنطقة الأغوار.
وقالت الداخلية: "حرصاً على سلامة المواطنين وضمان حق التعبير المشروع لمشاعرهم الوطنية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، فإن الدعوة للتجمهر والتظاهر في مناطق الأغوار والحدود أمر غير مسموح به".
وأضافت: "ستقوم الأجهزة الأمنية باتخاذ التدابير كافة لمنع ذلك، حيث إن منطقة الأغوار والمناطق الحدودية المحيطة بها على طول الحدود مع فلسطين، مناطق محظورة للتجمهر وتتولى القوات المسلحة الأردنيّة حمايتها وضبط الأمن فيها".
*تهديد أردني صريح للمتظاهرين العراقيين
لقد ربطت الأردن تواجد المحتجين بالفصائل العراقية، رغم أنهم بزيّ مدني ولا يحملون معهم سوى أعلام العراق وفلسطين، وبعد جملة من أساليب المنع والترهيب، ظهر أحد المسؤولين وهو يهدد المتظاهرين بشكل علني.
التهديد صدر بلسان الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، قائلا للمحتجين، "الأردن سيكون "مقبرة" لكم إذا حاولتم الدخول له".
وبحسب مقطع فيديو متداول للناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ولقطاع غزة، قال: "نقولها مزلزلة. لن نسمح بتدنيس حدودنا الأردنية، ونقول لحشود الجيش الشعبي على حدودنا العراقية: اقتربوا منها وسيكون الأردن مقبرة لكم"، في إشارة الى التظاهرات الحالية على الحدود العراقية - الأردنية.
*أبرز فعاليات الجماهير المحتجّة
ولعل من أبرز الفعاليات التي قامت بها الجماهير العراقية المنتفضة بوجه جرائم الاحتلال عند الحدود العراقية الأردنية، هي منع تصدير النفط إلى الأردن لمدة يومين متتاليين.
في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، منعت حشود المحتجين وفي خطوة تصعيدية، صهاريج محمّلة بالنفط من العبور إلى الأردن عبر منفذ الطريبيل، ما اضطر هذه الصهاريج إلى العودة إلى مدينة الرطبة على بعد 160 كيلومتراً من المنفذ المذكور.
وعقب التصعيد، أكد مصدر مسؤول في وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بأن عودة عدد من الصهاريج المحمّلة بالنفط العراقي إلى منطقة الرمادي في العراق نتيجة للمظاهرات بالقرب من معبر طريبيل الحدودي تأتي لأسباب تتعلق بسلامة السائقين والصهاريج.