مثنى السامرائي ينطق الحقيقة ويفجر معركة إعلامية - كلامية في الساحة السياسية السُنية
"الانبار منطلق الإرهاب"
مثنى السامرائي ينطق الحقيقة ويفجر معركة إعلامية - كلامية في الساحة السياسية السُنية
انفوبلس/..
هجمة شرسة تعرض لها رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي بعد تصريحات أدلى بها لإحدى المحطات الفضائية أكد خلالها أن "الإرهاب انطلق من محافظة الانبار"، فيما لم يكن هو أول من أشار إلى هذه الحقيقة كما لم يكن الأخير، لذا تستعرض شبكة انفوبلس في هذا التقرير أبرز ردود الفعل حول الموضوع.
*تفاصيل التصريح
في تفاصيل التصريح، قال السامرائي بالنص: "الانبار محافظة كريمة وعزيزة علينا كالبصرة والعمارة وأي محافظة عراقية ثانية، لكن كمكوّن لها خصوصيتها ووضعها الجغرافي، والإرهاب انطلق من عندها بسبب الوضع المتراكم الذي صار بعد 2003 لذلك نحن حريصون على استقرارها".
*هجمة شرسة
فجّر هذا التصريح الغضب الشديد من زعامات سُنية في محافظة الانبار، كما تسبب برفع دعوى قضائية ضده.
وجاء في نص الدعوى التي رفعها المحامي أنور إبراهيم فرحان العلواني، "قام المشكو منه (مثنى عبد الصمد محمد حسين السامرائي) بالتجاوز والتحريض واتهام محافظة الانبار بالنص: "إننا تعرضنا للإرهاب الذي انطلق من محافظة الانبار" واتهم هذه المحافظة وأهلها الكرام الذين أعطَوا خيرةَ شبابها من الشهداء من أبناء الصحوات والقوات الأمنية بكافة صنوفها ومن المدنيين الذين راحوا ضحية الإرهاب الأعمى والدور التي هُدمت على رؤوس ساكنيها بسبب العمليات الإرهابية علماً أن تصريحه ظهر على إحدى القنوات التلفزيونية في إحدى البرامج وشاهده الكثير من أهالي محافظة الانبار والعراق. وبما أن الدستور العراقي وقانون العقوبات العراقي يمنع هذه الاتهامات الخطيرة ويهدد السلم المجتمعي والأهلي والمناطقي، ولكوني أحد أبناء محافظة الانبار العراقية الذين أصابهم الضرر من هذا التصريح الخطير المخالف للقانون، أطلب من عدالة المحكمة تفريغ المادة التلفزيونية في مكتب التحقيق القضائي والاستماع إلى أقوال الشهود واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بما يتناسب مع الفعل المرتكب وفق قانون العقوبات العراقي والشكوى ضد المشكو منه".
*ردود
بدوره، قال السياسي أحمد أبو ريشة، في منشور على فيسبوك "لم ينطلق الإرهاب من الانبار بل انطلقت الصحوة التي هي أول ثورة تعلن ضد الإرهاب حتى صارت الانبار محجّاً دولياً يتسابق الى زيارتها رؤساء الدول لموقفها الشجاع وتضحياتها في الحرب على الإرهاب، ولقد حذرنا مراراً من منح أدوار لأصحاب المال المشبوه الذين سطوا على مقدرات المكون والدولة".
وأضاف، "لكن سوء نية البعض وسعيهم لتعسفية المكون جعلوا مَن لا تاريخ له ولا موقف وطنيا يذكر يجتمع مع قادة الدولة ويتحدث عن مكون عريق ويتاجر بأزماته، وقد تلطخت يداه من قبل ومن بعد بالمال العام حتى وصلت إلى راتب المعلم لكن القضاء العادل أعاد الحق إلى أهله".
أما النائب أحمد العلواني، فقد قال: "لقد قاتلنا في سبيل إعلاء كلمة الحق ووقفنا بوجه الطغيان الأكبر وقارعنا الإرهاب في حرب لا تبقي ولا تذر في وقت هرب فيه الجميع وتخلى عن قضية أهله لكننا صمدنا وتشهد لنا ساحات الوغى فسالت دماؤنا حباً لتسقي أرض الوطن التي شربت حتى ارتوت وفقدنا أحباباً وأبناءً وإخواناً وهُدمت بيوتنا ليخرج إلينا اليوم (أبو رغال) ليصفنا بالإرهاب".
وتابع، "إلى مثل هؤلاء الذين أعمت أبصارهم وأصمّت آذانهم ومحَت ذاكرتهم دروب الخيانة. إلى مثل هؤلاء نقول، لم تكونوا ولا كنتم ولن يرحمكم التاريخ ولن تنسى الأجيال يوم تخاذلكم.. فلا نامت أعين الجبناء".
في السياق، قال مجلس عشائر الانبار: "تابع أبناء محافظة الانبار يوم أمس التطاول السافر الذي صدر عن أحد آفات الفساد في العراق والذي اتهم المحافظة بأكملها بأنها مصدر الإرهاب في العراق متناسياً التضحيات الكبيرة والبطولات العظيمة لأبناء الانبار في مواجهة أعتى قوى الشر التي أرادت النيل من صمود وثبات أبنائها".
وأردف، "إننا في الوقت الذي ندين ونستنكر تلك الأكاذيب والافتراءات التي لطالما صدرت وتصدر عمَّن باع أهله وتخلى عن حقوقهم، نحذر المتطاولين اللاهثين وراء فتات المناصب والمتكسبين على جراحات وهموم أهلهم بأن أبناء الانبار الذين شهدت لهم ساحات الحرب على الإرهاب بإمكانهم لجم أي تطاول ينال من سمعة المحافظة وأبنائها".
وأتم: "كما ننصح أولئك المرتزقة بأن أحداث التاريخ وصفحاته سطرت بما لا يقبل الشك أن نهاية الخونة والمتخاذلين والمتآمرين على أهلهم قريبة وأن تلك الأكاذيب لن تقف حائلاً أمام نهضة الانبار وديمومة استقرارها".
*البرتقاليون غاضبون
علّق القيادي في تقدم عادل فرج الحلبوسي، على تصريحات السامرائي، بالقول: "يبدو أن مثنى السامرائي نَسِيَ حينما تصدت الأنبار لتنظيمات القاعدة بصدور عارية ودفعت خيرة شبابها قرباناً لأمن العراق ووحدته في الوقت الذي كان يتآمر مع أحزاب الإسلام السياسي الخائنة لتغيير مناهج أبنائنا لتشغيل مطابعه التي جعلت منه غولاً للفساد ينخر في جسد العراق".
وأضاف، "يبدو أن غول المطابع مثنى السامرائي نَسِيَ أن تراب الشهيد الجغيفي لم يجف الى الآن بعد أن ضحى بنفسه من أجل مقارعة تنظيمات داعش الارهابية ليطلق هذا الاتهام ضد من وقف معه ومثله في الأنبار".
بدوره قال عضو تقدم، بشار عامج المحمدي، في منشور على منصة "أكس"، "الى كبش العزم، الأنبار هي خيمة العرب السُنة والأخ الأكبر لكل المحافظات العراقية… فإن كان طموحك إرضاء أسيادك من خلال التطاول على الأنبار فنقول لك: الأنبار لها رجالها ( تجضعك وتجضع الدزك) نعرفك ونعرف البطنك".
*ميت سريرياً
بدوره، قال السياسي حيدر الملا، في منشور على منصة "أكس"، "عندما تكون بوصلة حراكك السياسي استهداف الشركاء باختلاق الاكاذيب التي يروجها ذبابك الالكتروني فاعلم أنك أصبحت ميتا سريرياً!".
وتابع، "فالأنبار مضيفنا وصلاح الدين منارتنا ونينوى حدباؤنا وديالى فروسيتنا وبغداد عاصمتنا وكركوك عراقنا المصغر وكردستان جبلنا الشامخ والجنوب عزوتنا".
*تقسيم وتوترات سياسية
وهذه ردود الفعل الحادة والمتباينة من قبل النواب والشخصيات السياسية تعكس التفاوت في الآراء والمواقف حول السياسات الحالية والماضية في البلاد، وبعضها يؤيد تصريحات السامرائي ويروج لها، في حين يعارضها البعض الآخر بشدة، مما يظهر التقسيم السياسي والتوترات الداخلية في العراق.
من الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي في سياق الاستعداد لانتخاب رئيس جديد للنواب، وتشكل عنصرًا مهمًا في الحملات الاعلامية وفي تحديد مواقف الأحزاب والشخصيات السياسية المختلفة. ومن المتوقع أن تستمر هذه التوترات والمعارك الإعلامية والكلامية خلال الفترة المقبلة خاصة بين القوى السُنية.