مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل والمشرف على مشروع القرن ناصر الأسدي.. هل حصل على شهادة الدكتوراه؟
انفوبلس/..
بشكل متواصل وعبر وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية، يظهر مستشار رئيس الوزراء ناصر الأسدي، في تصريحات وحوارات تتناول مشروع "طريق التنمية" الذي يُشرف عليه في الوقت الحاضر.
ويعرّف الأسدي نفسه في بعض المواضع بصفحته (دكتور)، فلْنعرف أولاً من هو مستشار رئيس الوزراء ناصر صالح عبد النبي الأسدي، المشرف الأول على مشروع طريق التنمية العراقي، ومن أين اكتسب صفة الدكتوراه.
ظهر الأسدي بشكل متكرر، وكان يعرّف بأنه الدكتور ناصر الأسدي، كما أن هنالك أمر ديواني صادر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء، يتضمن تكليف الأسدي بإدارة ملف المطارات وسلطة الطيران المدني، ويعرّفه الأمر الديواني على أنه (دكتور).
ووفي هذا الصدد، ذكر المهندس الإستشاري د. علي الساعدي، أنه "بعد تقدم العمل نحو تنفيذ مشروع "طريق التنمية" أو القناة الجافة، المشروع العراقي للربط السككي والبري الذي يربط بين تركيا وأوروبا شمالاً والخليج العربي جنوباً، ونظرا لأهمية مشروع من ناحية الكلفة التي تُقدر بمليارات الدولارات ولكثرة الشكوك الواقعية في صدقية هذا المشروع ومدى جدواه، قررنا البحث في الخلفية العلمية لهذا الرجل الذي تم تكليفه للإشراف على هذا المشروع".
واضاف د. علي الساعدي، أن "نتيجة البحث كانت عدم وجود أي دليل على أن هذا الرجل يحمل شهادة الدكتوراه، فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية سنة ١٩٩٠ من جامعة بغداد، وكذلك شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سالفورد البريطانية سنة ٢٠١٦، حينما كان يعمل في سلطة الطرق والنقل في حكومة إمارة دبي".
واضاف، ان "السيد ناصر الأسدي، انتقل للعمل في شركة خاصة اسمها Jacobs بين ٢٠١٩ لغاية نيسان ٢٠٢٣، حيث تم تعيينه كمستشار لرئيس الوزراء العراقي.
دعوة للحصول على دليل
ودعا الساعدي، السادة نواب البرلمان، ومن لديه مركز تنفيذي في الحكومة أن "يسأل رئاسة مجلس الوزراء او السيد المستشار نفسه، عن الدليل على حصوله على شهادة الدكتوراه وما هو اختصاصه الدقيق".
يذكر أن حالات التزوير في الشهادات والتحصيل الدراسي، حدثت بشكل متكرر في مواضع مختلفة في مؤسسات الدولة، من أمثال مدّعي الدكتوراه مدير الموانئ.
وأصبح مستشارا للطيران المدني بدلا من المستشار سامي السوداني، والآن يشرف بشكل مباشر على خطوات تنفيذ مشروع "طريق التنمية" أو القناة الجافة، المشروع العراقي للربط السككي والبري الذي يربط بين تركيا وأوروبا شمالاً والخليج العربي جنوباً.
ويظهر ناصر صالح الاسدي بشكل متواصل، في وسائل الإعلام وعبر القنوات التلفزيونية، بصفته مستشار لرئيس الوزراء لشؤون النقل، وتتمحور أغلب تصريحاته مؤخرا حول مشروع "طريق التنمية".
الأسدي وطريق التنمية
وينظر المراقبون الى طريق التنمية، على أنه مشروع عالي الأهمية من حيث التكاليف وجدوى المشروع، فهو بحاجة الى الدقة في تحديد الشخصيات التي تشترك في الإشراف على المشروع وتنظيم سير العمل به.
ويتضمن طريق التنمية خط للسكك الحديدية ينقل البضائع، في المرحلة الأولى بسعة 3.5 مليون طن، لنصل في المرحلة الثانية إلى 7.5 مليون طن، وطريق التنمية (القناة الجافة) سيشتمل على النقل البري وخطوط نقل الطاقة، فضلا عن ميناء الفاو.
وهناك أعمال قائمة حاليا لتأهيل ميناء الفاو في أقصى جنوب العراق والمجاور لدول الخليج والذي سيكون محطة أساسية لتسلم البضائع قبل نقلها برا.
وحددت الحكومة العراقية تكاليف المشروع بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في الوقت الذي قالت لجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب إنها تأمل أن يُنجز المشروع ويكتمل خلال ثلاث إلى خمس سنوات.
وأضافت، أن المشروع سيكون "استثماريا للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع"، مشيرة إلى أن "آلية الاستثمار سوف تُناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة".
ويهدف المشروع كذلك إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوبا مرورا ببغداد وصولا إلى الحدود مع تركيا.
وتأمل الحكومة العراقية أن تنقل قطارات عالية السرعة البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كلم في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة، والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.