نجم الجبوري.. المحافظ الذي عمل مع الأمريكان وتم فرضه على نينوى بالضغط الخارجي
انفوبلس/..
بعدما فتح مجلس محافظة نينوى، باب الترشيح لمنصب المحافظ، عقب إقاله منصور المرعيد، أُعلن عن ترشح نجم عبدالله عبد صالح الجبوري رسميا للمنصب، بعد أن تسلم العديد من المناصب الأمنية والعسكرية، كان آخرها قائد العمليات المشتركة.
وصوّت مجلس محافظة نينوى المنحل بقرار مجلس النواب العراقي، على اختيار الفريق المتقاعد، نجم عبد الله الجبوري، محافظا لنينوى، عقب إقالة منصور المرعيد. وقد وصف المرعيد مجلس محافظة نينوى بأنه "مجلس مُنحل" ولا يستند عمله إلى القانون. مؤكداً، أنه مستمر في أداء عمله محافظاً.
ذكر الجبوري، أن الكثير من المسؤولين الأمريكان أصدقاؤه، ودعموه في تسنّمه منصب قائد عمليات الموصل في عهد حكومة حيدر العبادي
وفي حوار متلفز، أشار نجم الجبوري، إلى أن علاقته بالجانب الأمريكي جيدة جدا، مشيرا إلى أن قوات "التحالف الدولي" هي من ساهمت بتحرير المناطق المحتلة من قبل داعش.
وذكر الجبوري، أن الكثير من المسؤولين الأمريكان أصدقاؤه، ودعموه في تسنّمه منصب قائد عمليات الموصل في عهد حكومة حيدر العبادي، ورفض الأمريكان إحالته إلى التقاعد.
تعيينه على تلعفر
عيّنت الإدارة الأميركية للبلاد، نجم الجبوري مديرا لشرطة غرب نينوى وقضاء تلعفر خلال 2004-2005، ثم ولّته منصب "قائممقام" قضاء تلعفر ما بين 2005-2008.
وتشير مصادر إعلامية عراقية إلى أن الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن أشاد به عام 2006 لتعاونه مع القوات الأميركية في تلك الناحية.
وفي آذار 2007 انفجرت شاحنة في تلعفر قـُتل وجُرح المئات من المدنيين ودُمرت عشرات البيوت والمحلات التجارية، فثارت احتجاجات شعبية مطالبة بمحاسبة المسؤولين الأمنيين، مما اضطر الجبوري إلى الالتجاء للقاعدة الأميركية في مطار تلعفر.
تدخل السفارة الأمريكية في قرار إحالته إلى التقاعد
الجبوري عُرِف بموقفه المُعادي للحشد الشعبي وهذا ما تفضّله سياسة السفارة الأمريكية في العراق
خلال إجراء تغييرات في قيادة عمليات بعض المحافظات، بينها قيادة عمليات نينوى، قررت وزارة الدفاع في 29 أيار 2019 إحالة قائد عمليات نينوى السابق نجم الجبوري إلى التقاعد، وبحسب مصادر في البرلمان العراقي، وفي حزيران 2019، جرت اتصالات مكثفة جرت بين مسؤولين في السفارة الأمريكية ومسؤولين آخرين كبار في الحكومة العراقية، تركزت حول إقالة الجبوري.
وأضافت المصادر، أن قرار الإحالة إلى التقاعد جوبِه بالرفض من قبل السفارة الأمريكية لأن الجبوري عُرِف بموقفه المُعادي للحشد الشعبي وهذا ما تفضّله سياسة السفارة الأمريكية في العراق.
ونقلت مصادر صحفية، عن النائب حنين القدو القول: "إن هناك ضغوطا أمريكية لإعادة الجبوري إلى منصبه لأنه يحمل الجنسية الأمريكية". مبينا، إن "التدخل في القرار يندرج ضمن سياسة المؤسسات الأمريكية بالتدخل في القرار الأمني العراقي".
وأشار القدو، إلى أن نجم الجبوري كان قد كتب تقارير ضد الحشد الشعبي وبالأخص ضد اللواء 30 من الحشد، ومن غير أن يوضح فحوى تلك التقارير لكن مصادر أمنية عراقية تقول إن الجبوري كان يرفض تدخل الحشد الشعبي إلى جانب القوات الأمنية الحكومية في عمليات التحرير، وربما تكون تقاريره قد وصلت إلى السفارة الأمريكية بحكم كونه مواطنا أمريكيا وله صلات ممتازة مع المؤسسات الأمنية والدبلوماسية الأمريكية في العراق.
من فرجينيا إلى الموصل
بقول بوش عنه "نفخر بأن يكون لدينا حلفاء مثل المحافظ نجم إلى جانبنا في المعركة من أجل الحرية"،
وعمل الجبوري، إلى جانب الدراسة في أمريكا، أستاذا وباحثا في مركز (نيسا) للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية في واشنطن، وقد نشر عدة بحوث ودراسات في أمريكا وجامعة الدفاع الوطني وفي صحف أمريكية حول الوضع في العراق، وقدّم دراسات مفصّلة عن المؤسسة العسكرية في العراق.
وكان الرجل بعد أن هرب إلى أمريكا في 2008 بمساعدة الجيش الأمريكي، وبعد أن أبدى كل شروط العشق والولاء للأمريكان حتى أنه دخل مستنقع التاريخ بقول بوش عنه "نفخر بأن يكون لدينا حلفاء مثل المحافظ نجم إلى جانبنا في المعركة من أجل الحرية"، وأُعيد تلميعه وإرساله إلى العراق ليكون قائد عمليات تحرير نينوى.
الرجل ممن ينطبق عليه القول بأنه أمريكي أكثر من الأمريكان، فهو لم يُخفِ يوما إعجابه بمن دمّروا بلاده، ولديه إيمان راسخ بأن لا أحد غيرهم يمكنه أن يُعيد إلصاق قِطَع العراق المتكسّرة.
وفي المقالة التي نشرتها واشنطن بوست تلميعاً له في عام 2014، أن ابن نجم الجبوري الأصغر التحق جنديا بالجيش الأمريكي. وأشارت إلى، أن نجم الجبوري هو الوحيد في الشارع الذي يسكن فيه بولاية فرجينيا الذي يعلّق على شُرفته "العلم الأمريكي".
وفي أمريكا التحقت ابنته بجامعة جورج ميسون، وابنه الأكبر دخل في كلية المجتمع في شمال فرجينيا، أما ابنه الصغير فقد التحق بالجيش الأمريكي ويعسكر الآن في الساحل الغربي.