هل كان يهرّب الدولار لإيران؟ حمد الموسوي ومصرف الهدى على لائحة العقوبات الأمريكية.. تعرّف على حقيقة المصرف وما ذكرته وثائق أحمد الجلبي
انفوبلس..
أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الاثنين، مصرف الهدى العراقي الأهلي ومالكه عضو مجلس النواب للدورة الحالية والسابقة حمد ياسر الموسوي على لائحة العقوبات، باعتباره مصدر قلق رئيسي فيما يتعلق بغسيل الأموال وتمويل "الإرهاب" وفقاً للتصنيف الأمريكي العشوائي والجائر في أغلب الأحيان، وعند البحث وراء المصرف ومالكه وجميع الإشكالات التي تعرضوا لها خلال العقد الأخير نجد العديد من النقاط الملفتة والتهم الكبيرة لكن جميعها تخص فساد وتلاعب مالي وليس لها صلة من قريب أو من بعيد بفصائل المقاومة العراقية أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من هو حمد الموسوي؟
-حمد ياسر محسن غالب الموسوي
-وُلِد في بغداد عام 1970
-عضو مجلس النواب العراقي
الأمين العام للحزب المدني
مالك ورئيس مجلس إدارة مصرف الهدي
حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة
معلومات عن مصرف الهدى
-شركة مساهمة خاصة
-حصل على إجازة التأسيس في 6-11-2007
-باشر عمله الفعلي في 17-2-2008
-لديه 5 فروع، 3 في بغداد وواحد في كل من كربلاء وذي قار
البنك المركزي العراقي
كشف البنك المركزي العراقي، اليوم الثلاثاء، عن سبب قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على مصرف الهدى العراقي.
وأوضح البنك في بيان، إن "سبب فرض العقوبات على مصرف الهدى العراقي كان بسبب أنشطته في عام 2022".
وأضاف، إن "المصرف لم يشارك في نافذة بيع وشراء العملة الأجنبية خلال العام 2023، مشدداً على أنه مستمر في تقديم خدماته المصرفية دون التعامل بالدولار الأمريكي ويسمح له التعامل بالعملات الأجنبية الأخرى".
بيان الخزانة
الهوَس الأمريكي بإيران والعداء المستمر تجاهها يدفع بها بين الحين والآخر زج اسمها في كل ما تشك بأنه ضد مصالحها في الشرق الأوسط والعالم، وجاء في بيان للخزانة الأمريكية، أن "بنك الهدى، وهو بنك عراقي يعمل كقناة لتمويل الإرهاب، كمؤسسة مالية أجنبية يثير قلقًا رئيسيًا بشأن غسيل الأموال"، لافتاً إلى أن "شبكة إنفاذ قوانين الجرائم المالية (FinCEN) اقترحت قاعدة من شأنها فصل البنك عن النظام المالي الأمريكي من خلال منع المؤسسات والوكالات المالية المحلية من فتح أو الاحتفاظ بحساب مراسل لبنك الهدى أو نيابة عنه، إضافة إلى فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) عقوبات على مالك البنك".
وبحسب الخزانة، "يقوم بنك الهدى، ورعاته الأجانب، بما في ذلك إيران ومجموعاتها الوكيلة، بتحويل الأموال التي يمكن أن تدعم الأعمال المشروعة والتطلعات الاقتصادية للشعب العراقي، كما أن هؤلاء الممثلين السيئين يغذون العنف الذي يهدد استقرار العراق وحياة المواطنين الأمريكيين والعراقيين على حد سواء".
ووفق بيان الخزانة الأمريكية، استغل بنك الهدى لسنوات وصوله إلى الدولارات الأمريكية لدعم الفصائل المسلحة المحددة بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، وكذلك مجموعات الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وأشار البيان، إلى أن "رئيس مجلس إدارة بنك الهدى متواطئ في الأنشطة المالية غير المشروعة لبنك الهدى بما في ذلك غسيل الأموال من خلال شركات واجهة تخفي الطبيعة الحقيقية للأطراف المشاركة في المعاملات غير المشروعة، مما يتيح في نهاية المطاف تمويل الإرهاب".
السفيرة الأمريكية لدى بغداد الينا رومانوسكي، علقت على إدراج "مصرف الهدى" ضمن قائمة العقوبات.
وقالت السفيرة في تغريدة لها عبر موقع "اكس": "قامت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم بتصنيف مصرف الهدى كمؤسسة رئيسية لغسل الأموال بسبب استغلاله لوصوله إلى الدولار الأمريكي لدعم منظمات خارجة عن القانون أجنبية معينة مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفرضت أيضا عقوبات اقتصادية على رئيسه التنفيذي".
وأضافت، "ستساعد هذه الإجراءات في حماية النظام المالي العراقي والمشاريع التجارية المشروعة من الاستغلال. إن عملنا مع الحكومة العراقية سيعزز المستقبل الاقتصادي لجميع العراقيين".
وثائق أحمد الجلبي
في (11 تشرين الأول 2015)، وجهت اللجنة المالية النيابية كتاباً بالعدد 740 إلى هيئة النزاهة، دعت فيه الهيئة إلى التحقيق في قيام المصرف بتحويل أكثر من 6 مليارات دولار إلى الأردن، لكن التحقيق لم يجر كما لم يتعرض أحد إلى المساءلة، بل على العكس من ذلك، تم إنشاء إمبراطورية أوسع.
الاتهامات التي وُجهت إلى حمد الموسوي، عضو مجلس النواب تعلقت بشرائه "الدولار من البنك المركزي بوثائق مزورة" والأموال التي حولها لحساب ثلاث شركات للتحويل المالي هي "الطيب، عراقنا، المهج".
وبحسب تقرير اللجنة المالية النيابية، قام المصرف بتحويل "6.455.660.368 دولار إلى حسابه في بنك الإسكان الأردني خلال السنوات 2012-2013-2014 وحوّل من هذا المبلغ 5.787.999.397 دولار إلى شركة الطيب في حسابها لدى بنك الإسكان الأردني، وقامت شركة الطيب بدروها بتحويل مبلغ 5.704.158.579 دولار إلى حساب شركة الكمال للصرافة في الأردن وهي شركة صرافة عادية قامت بدورها بتحويل هذه الأموال إلى مستفيدين لا نعلم من هم ولا نعلم كيف استخدموا هذه الأموال التي هي ثمن بيع النفط ملك الشعب العراقي".
طالبت اللجنة المالية النيابية من هيئة النزاهة التحقيق في هذا الأمر، مقترحة أن تحصل الهيئة على "نسخ من برقيات الـSwift".
ومنع مصرف الهدى، عن المزاد سابقا في 2015 من قبل البنك المركزي العراقي لوجود مخالفات قانونية.
وتظهر إحدى الوثائق، التي أعدها رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي الراحل أحمد الجلبي، كيف قام مصرف الهدى الذي يملكه حمد الموسوي، في الفترة ما بين 2012 – 2015 بشراء ما قيمته 6.5 مليار دولار لصالح 3 شركات للتحويل المالي هي:
1- الطيب للتحويل المالي والتي أسسها ويديرها آنذاك حمد الموسوي نفسه.
2- المهج للتحويل المالي ويملكها حسن ناصر اللامي.
3- عراقنا للتحويل المالي، تحولت لاحقاً إلى شركة الرواحل للاستثمار والتمويل ثم ألغى البنك المركزي إجازتها بسبب مخالفات قانونية.
أحمد الجلبي الذي كان في 2015 رئيساً للجنة المالية النيابية لفت قبل وفاته إلى أن هناك ثالوثاً وراء فساد مزاد البنك المركزي أطلق عليه (HHA) نسبة إلى الأحرف الأولى لأسماء أضلاعه.
بحسب أحمد الجلبي تألف الثالوث من حمد الموسوي مدير مصرف الهدى، وحسن ناصر جعفر الذي يقف وراءه مصرف عبر العراق وعلي غلام المدير التنفيذي لمصرف الشرق الأوسط.
رفع حصانة
في 8/8/2019 طالب مجلس القضاء الأعلى/ محكمة استئناف بغداد الرصافة الاتحادية، برفع الحصانة عن النائب حمد الموسوي بجريمة الاستيلاء على أموال ومعدات قناة فضائية.
وأصدرت رئاسة محكمة استئناف الرصافة قرارا طالبت الادعاء العام بمخاطبة مجلس النواب برفع الحصانة البرلمانية عن عضو لجنة النزاهة البرلمانية حمد ياسر الموسوي للمثول أمام القضاء العراقي حول قضية استيلاء مجموعة مسلحة تابعة للموسوي على مقر وأجهزة قناة فضائية عراقية مملوكة للإعلامي احمد الصالح
مصادر قضائية أكدت إن هناك 11 أحد عشر قضية فساد أخرى مرفوعة ضد النائب المذكور تخص عمليات فساد وغسيل أموال في المصرف المملوك للنائب وهو (مصرف الهدى) سيمثل عليها السيد حمد الموسوي.
قضية القناة الفضائية (سفن سي) أخذت أبعادا أخرى خاصة وأن الصالح أكد استيلاء حمايات الموسوي على ملفات خطيرة تخص مصرفه كانت موجودة في مقر القناة التي يتخذ منها الإعلامي أحمد الصالح مقرا لصحيفته جورنال.