المشهداني يورط نفسه بتصريح غير مدروس.. موجة غضب وتساؤلات ودعوات عاجلة للمساءلة

انفوبلس/ تقارير
وكأنه مربوط على التوازي بشيء اسمه الجدل، لا يرغب بمفارقته وعدم إثارته مطلقا، زعم سابقا بأن "رغد" بنت المقبور صدام ليست بعثية! ثم عاد وهدد بقطع المياه عن الشيعة، لم يكتف بذلك حتى عاد لمعشوقه (الجدل) وأثاره يوم أمس بعد أن صرّح بأنه يملك ملف فساد لو كشفه لانهار النظام السياسي في العراق! الحديث هنا عن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني الذي تسبب بموجة غضب عارمة أشعلت الرأي العام عقب تصريحه ذلك.. فكيف جاءت الردود؟ وهل يُساءل عمّا تحدث به؟
تصريح مثير وتساؤلات وجدل
في لقاء حديث، أعلن رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، عن امتلاكه لملف فساد كبير، مؤكدًا أن الكشف عنه قد يؤدي إلى "انهيار النظام السياسي في العراق" .
هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا وردود فعل متباينة بين السياسيين والمواطنين، حيث تساءل البعض عن سبب احتفاظه بهذا الملف دون تقديمه للجهات المختصة، بينما رأى آخرون أن هذا التصريح قد يكون محاولة للضغط السياسي أو جذب الانتباه.
الغريب والمثير في الموضوع أنه لم يُفصح عن تفاصيل هذا الملف، ولا عن توقيت كشفه المحتمل! مما جعل البعض يتهمه بمحاولة إثارة الجدل أو استخدام الورقة للضغط السياسي.
هل سيُحاسب؟ هل سيُستجوب؟
تسبب التصريح بموجة جدل عارمة، إذ قال الكاتب صباح البغدادي، "عندما تخرج علينا شخصية قيادية حزبية و بمنصب حكومي رئاسي مهم بمثل هذا التصريح ليعلن بكل جرأة أن لديه ملف فساد، لو كُشف عنه “سوف ينهار النظام بأكمله” فإننا لسنا أمام تصريح عابر، بل هي صرخة تكاد تكون مكبوتة من داخل أحشاء نظام متهالك، بل قل أمام قنبلة موقوتة تكشف عن جبال الفساد التي تتراكم في أروقة الحكم منذ 2003 ولان هذا ليس كلام مواطن عادي غاضب أو عاجز من سوء ما قدمته له الحكومة من خدمات معيشية بائسة , أو حتى صحفي ثائر أو متمرد، بل صوت واضح وصريح من قلب نظام حكم المحاصصة، من رجل يفترض أنه يترأس أعلى هيئة تشريعية في البلاد. ولكن، هل سيُحاسب؟ هل سيُستجوب؟ أم أن شبكة المحاصصة الطائفية والحزبية التي تحمي الفاسدين ستبتلع هذا التصريح؟".
وأضاف، أن "جبال الفساد التي تراكمت طوال أكثر من عقدين أصبحت الركيزة الأساسية والعمود الفقري للنظام حكم المحاصصة، وجميع الشعب العراقي أصبح يعلم جيدا، وحتى المنظمات المجتمع المدني والاهم “منظمة الشفافية الدولية” تعلم، أن الفساد في العراق ليس مجرد آفة أو وباء أتى من خارج الحدود، بل هو النظام ذاته.
ليست مجرد زلة لسان
يكمل البغدادي حديثه، وهنا تود شبكة انفوبلس، أن حديث الكاتب طويل وهي اعتمدت مقاطع منه تخص صلب الموضوع إذ يقول، إن "تصريح المشهداني ليس مجرد زلة لسان عابرة، إنه إقرار سياسي رسمي صريح وواضح بوجود فساد هائل يهدد أركان الدولة، لكنه يثير تساؤلات حارقة وإذا كان رئيس مجلس النواب يملك ملفًا بهذا الحجم الخطير ، فإن السؤال الأول الذي يطرح نفسه: لماذا الصمت حتى الآن؟ فلماذا لم يكشفه؟ هل يخشى أن يسقط هو مع النظام؟ أم أن هذا التصريح مجرد مناورة سياسية لتصفية حسابات مع خصومه؟ فلماذا لم يطرحه أمام القضاء؟
ويضيف، أن "تصريح المشهداني ليس مجرد فضفضة، ولكن في دولة تحترم القانون، كان يجب أن يُستدعى المشهداني فورًا للتحقيق، وأن يطالب المدعي العام بفتح هذا الملف لكن في العراق، لن يحدث شيء" بحسب قوله.
تصريح أكبر من كونه فضيحة
ووفق البغدادي، فأن تصريح المشهداني ليس مجرد فضيحة، بل هي صرخة مدوية موجهة مباشرة إلى الشعب العراقي وفي فضاء الفساد الى السلطة القضائية، ولكل صاحب ضمير أن يتحرك. لكن، في ظل نظام بني على الفساد، هل يمكن أن ننتظر عدالة؟ إذا كان ملف واحد قادر على إسقاط النظام، فكم ملفًا مدفونًا في أدراج المسؤولين؟ العراق لن ينهض إلا إذا هُدمت جبال الفساد.
ويوضح، "لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة أو هيئة النزاهة حتى الآن، مما يعزز الشعور بأن التصريح سيُدفن كغيره، هذا الصمت ليس مفاجئًا، في النظام الذي يعيش على الفساد لن يسمح بكشف أسراره".
ردود الفعل
انقسم الشارع العراقي بين من يرى في المشهداني بطلاً كشف المستور، وبين من اعتبر تصريحه مجرد ورقة ضغط سياسية.
نواب وسياسيون دعوه لتسليم الملف للقضاء العراقي أو النزاهة، بدلاً من استخدامه كأداة إعلامية.
المدونون ووسائل التواصل الاجتماعي اشتعلوا بالتعليقات، حيث تصدر التصريح ترندات العراق على تويتر وفيسبوك تحت هاشتاك: #ملف_المشهداني.
في المقابل، طُرحت العديد من الأسئلة القانونية، منها: هل الاحتفاظ بمثل هذا الملف دون تقديمه للسلطات يُعد تستراً على الجريمة؟ وهل يمكن فتح تحقيق رسمي مع المشهداني؟
محللون سياسيون أشاروا إلى أن هذا التصريح قد يكون بداية لانشقاقات سياسية أو تصفية حسابات داخلية، خصوصاً في ظل الصراع المتصاعد بين الكتل السياسية مع اقتراب الانتخابات.
ليس الجدل الأول ولا الثاني وربما ليس الأخير!
الجدير ذكره في النهاية، أن هذا التصريح الغريب والجدل الذي تسبب به المشهداني ليس الأول، فسابقاً أثار الجدل بشأن "رغد" بنت المقبور صدام وزعم بأنها "ليست بعثية"، عاد بعدها ليثير الجدل مجددا بعد إطلاقه تصريحات وُصفت بالطائفية والغريبة هدد فيها الشيعة بقطع المياه عنهم في حال "استفردوا في الحكم" وهو ما تسبب بموجة من الانتقادات كانت أبرزها ما كتبته النائب حنان الفتلاوي وتلميحها إلى أن المشهداني بحاجة إلى رقبة كرقبة البعير ليزن الكلام.
بعد ذلك، عاود يوم أمس إثارة الجدل بتصريحه الذي تناولنا في هذا التقرير، وسط تأكيدات بأن إثارات الجدل تلك لن تكون الأخيرة، وأن المشهداني سيزيد المشهد تأزماً بتصريحات أكثر جدلية.