بورصة المرشحين في الأنبار تشتعل.. الحلبوسي ينفق ملايين الدولارات لسحب الأقوياء من خصومه.. تعرف على خفايا صراعات الساسة السُنة
انفوبلس..
ملايين الدولارات يتم إنفاقها خلال الأشهر الأخيرة في محافظة الأنبار لتحديد خريطة المرشحين في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات، ويتربع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في صدارة قائمة الساسة المنفقين للأموال في تلك المحافظة بهدف سحب المرشحين المهمين من قوائم خصومه وضمّهم لصفّه.
الحلبوسي في مأزق
القيادي في تحالف الأنبار الموحد محمد الفهداوي، يؤكد صعوبة موقف رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بعد تسجيل عدة تحالفات منافسة لحزب تقدم في الأنبار وبقية المحافظات السُنية.
وقال الفهداوي، إن "الأحزاب والتحالفات التي تم تسجيلها لدى مفوضية الانتخابات لمحافظة الأنبار بلغت أكثر من عشرة". مضيفا، إن "الأحزاب والتحالفات الجديدة أعلنت رسميا بأنها ستكون منافسا قويا لحزب الحلبوسي تقدم". مشيرا إلى، أن "منافسة الحلبوسي ليست مقتصرة على الأنبار بل تشمل المحافظات السُنية كافة".
ولفت الفهداوي إلى، أن "تعدد الأحزاب والتحالفات السُنية الجديدة المنافسة للحلبوسي، بأنها حقل ألغام أدخلت الحلبوسي في وسطه ولن يستطيع النجاة منه، وإن نجا فسيخرج معوقاً".
أما القيادي في تحالف الحسم طه عبد الغني، فقد أكد استمرار الاستعدادات السياسية لخوض الانتخابات المحلية في الأنبار والمناطق السُنية. مشيراً إلى، أن "الكتل السُنية ستدخل بــ 9 قوائم انتخابية في الأنبار، وأن تعدد الأحزاب وكثرتها أفضل من التحالف الموحد".
وأضاف، أن "قائمة تحالف الحسم والعزم والأنبار الموحد "رصينة" وشُكِّلت للفوز فقط". وأشار إلى، أن "تحالف الحسم والعزم والأنبار الموحد سيحصل على أغلبية مريحة في الانتخابات دون منافس آخر".
واتهم شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار، جهات متنفذة بالعمل على ترسيخ فكرة الإقليم لدى أهالي المحافظة للاستحواذ على ثروات الأنبار وبدعم من جهات خارجية.
وقال الشيخ عبد الستار الدليمي، إن "جهات متنفذة ذات صلة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تعمل على ترسيخ فكرة الإقليم لدى سكان الأنبار من خلال عقد اجتماعات داخل المحافظة وفي محافظة أربيل وبدعم من جهات خارجية من أجل الاستحواذ على ثروات المحافظة بعد إعلانها بأنها تمتلك أكبر مخزون من المشتقات النفطية في المناطق الغربية".
وأضاف الدليمي، إن "قادة هذا المشروع من السياسيين الفاشلين وعلى رأسهم الحلبوسي للحصول على مكاسب انتخابية".
وأشار إلى، أن"عددا من شيوخ ووجهاء الأنبار شاركوا في تلك المؤتمرات إلا أن البعض منهم رفض هذه الفكرة واصفين إياها بأنها تندرج ضمن المشاريع الطائفية وتؤسس لدويلات صغيرة تكون عرضة للتدخل الخارجي".
وأوضح، إن" هذه الجهات تقوم بإعداد خطة لإنشاء إقليم الأنبار وتؤكد أن خطواتها في ترسيخ فكرة الإقليم ماضية رغم معارضة العديد من مختلف شرائح المجتمع الأنباري".
وأشار الدليمي، إلى أن "عمل هذه الجهات يتسم بالسرّية التامة واختيار الشخصيات يخضع لمراحل إقناع لحين ترسيخ الفكرة".
دور المال السياسي
مراقبون أكدوا أن قوة منافسي الحلبوسي ممكن أن تُخرجه خالي الوفاض من الانتخابات المقبلة، وهنا يأتي دور المال السياسي، فبعد عمليات شراء الأصوات المعتادة بدأت عملية شراء المرشحين الأكثر أهمية في محافظة الأنبار، وأصبح الحلبوسي يسحبهم من أحزاب خصومه إلى حزبه ليضمن تمثيلاً كبيراً في مجلس المحافظة بعد الانتخابات المقبلة.
وفي الثامن من شهر آب/ أغسطس الجاري، أعلن المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالفي السيادة والأنبار الموحد والالتحاق بحزب تقدم برئاسة الحلبوسي.
وقال مصدر مطلع، إن "المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي انسحب من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي والتحق بصفوف تقدم".
من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بتقدم.
وقالت محفوظ في منشور عبر الفيسبوك، إنه "لمقتضيات المصلحة العامة ونزولاً لرغبة أهلي وجمهوري في قضاء هيت وناحية كبيسة وقضاء الرطبة، الذين أشاروا إليَّ بالانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والانضمام إلى المشروع الوطني العراقي ضمن صفوف حزب "تقدم" تحت راية وقيادة مهندس البناء والإعمار الرئيس محمد الحلبوسي، لاستكمال مسيرة البناء والإعمار والاستقرار، ومن الله العون والتوفيق".
المرشحان المنسحبان، وآخرون سيلتحقون بهما إلى ركب الحلبوسي، يمثلون أبرز أوجه الصراع في المحافظة ذات الطابع العشائري، حيث تؤكد مصادر محلية ومراقبون أن شعبية الحلبوسي انخفضت بشكل كبير في الأنبار وهذا الانخفاض يسعى لتعويضه بواسطة مرشحين لهم مقبولية في المحافظة ولهم ولعوائلهم ثقل عشائري يمكنه أن يتحول إلى أصوات انتخابية.
خريطة انتخابات الأنبار
ومع اقتراب الانتخابات، قررت القوى السُنية خوض الانتخابات المحلية بـ13 قائمة، تنقسم أغلبها بين رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخصومه. وتضم القوائم نحو 50 حزباً وتياراً، ويرأس أغلب تلك القوائم وزراء الدفاع والكهرباء والصناعة في الحكومة الحالية والسابقة إضافة إلى محافظين.
وتظهر قوائم الانتخابات استمرار تحالف الحلبوسي مع خميس الخنجر، فيما يبدو فشل تحالف كان متوقعا بين الأخير وسياسي آخر في صلاح الدين.
وأعلنت المفوضية في وقت سابق عن تسجيل 50 تحالفا لخوض انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 كانون الأول المقبل، ونحو 300 حزب.
وأكثر التحالفات عددا ستتنافس في بغداد بـ18 تحالفا، تأتي بعدها الأنبار بـ17، وأقلها في محافظتي ميسان وصلاح الدين بـ10 تحالفات.
وفي خارطة القوائم الانتخابية السُنية هناك 3 قوائم تابعة بشكل مباشر إلى فريق رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
مقابل ما يمكن اعتباره 8 قوائم في المعسكر المعارض الذي يتوزع بين النائب مثنى السامرائي، والسياسي جمال الكربولي، ونائب رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي.
قوائم الحلبوسي
يرأس قوائم رئيس البرلمان الثلاث، الحلبوسي، ووزير التخطيط محمد تميم، والثالثة وزير الصناعة خالد البتال وهي على الشكل التالي:
1- تحالف تقدم الوطني، وهو التحالف الرئيسي الذي سيخوض الانتخابات في محافظات (بغداد، نينوى، الأنبار، ديالى، وصلاح الدين).
والتحالف يرأسه الحلبوسي ويضم شريكه الأساسي خميس الخنجر زعيم حزب المشروع الوطني العراقي.
وكان متوقعا، بحسب تصريحات فريق المعارضة، أن الطرفين لن يخوضا الانتخابات المحلية مندمجين في تحالف واحد.
إضافة إلى حزب الخنجر، هناك 3 تيارات أخرى في التحالف الأخير يقودها النائب السابق أحمد المساري، والنائب الحالي عبد الكريم عبطان، والنائب محمد قتيبة.
2-تحالف القيادة، وهو برئاسة محمد تميم القيادي في "تقدم"، ويتنافس في (البصرة، واسط، كركوك، وبابل)، ويضم تيارين اثنين: تقدم، وحزب الخنجر.
3-تحالف قِمم، ويرأسه خالد بتال القيادي في حزب الحلبوسي، ويضم 3 تيارات، ويتنافس في الأنبار حصراً.
قوائم "المعارضة"
هذا المعسكر يضم 6 قوائم تتزعمها شخصيات معروفة بالخصومة مع رئيس البرلمان، كما يمكن إضافة قائمتين أخريين مؤيدتين لفريق المعارضة، والقوائم هي:
1-الحسم الوطني، وهي أكبر القوائم السُنية برئاسة وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي، وتتنافس في 15 محافظة.
القائمة التي تشكلت قبل نحو شهر، تضم 9 تيارات أبرز قادتها أسامة النجيفي، جمال الكربولي وهو زعيم حزب الحل "وقد اعتُقل قبل عامين على خلفية تهم فساد".
إضافة إلى النائبين طلال الزوبعي، وقتيبة الجبوري، وعضو مجلس محافظة الأنبار السابق حكمت سليمان.
2-تحالف عزم العراق، وهي القائمة الكبيرة الثانية برئاسة النائب مثنى السامرائي، وتتنافس في محافظات (بغداد، نينوى، الأنبار، وديالى).
وتضم القائمة 5 تيارات يقودها خالد العبيدي وزير الدفاع الأسبق، والنائب أحمد الجبوري، والنائب السابق عن الأنبار جنيد الكسنزان.
وحزب الكسنزان ( تجمع الوحدة العراقية) كان آخر مجموعة تنشق عن الحلبوسي، قبل أقل من شهرين.
3-الأنبار المتحد، وهذه القائمة بقيادة وزيري الكهرباء السابقَين قاسم الفهداوي وكريم عفتان، وتنافس في الأنبار فقط.
والوزيران السابقان هما قياديان في تحالف الأنبار الموحد الذي أُعلن نهاية العام الماضي، باعتباره الضد النوعي لحزب الحلبوسي في الأنبار.
4- تحالف الأخيار الوطني، وهو بزعامة رافع الفهداوي أحد شيوخ الأنبار، وقيادي في تحالف الأنبار الموحد، وتضم القائمة 4 تيارات.
5-تحالف صقورنا، وهو برئاسة النائب السابق المفصول عن البرلمان مشعان الجبوري، ويتنافس في صلاح الدين، بغداد، نينوى، الأنبار، وكركوك، ويضم تيارين اثنين.
وكان من المفترض ان تحمل هذه القائمة اسم (صقور الوطن وفرسان السيادة) بحسب تحالف تم إعلانه في أيار الماضي، بين مشعان الجبوري والخنجر، لكن يبدو أنه لم يتم.
6-تحالف العروبة، وهي قائمة تتنافس في كركوك حصرا، وهي شراكة بين مثنى السامرائي (زعيم عزم) والنائب عن عزم وصفي العاصي.
أحزاب "متعاطفة"
إضافة إلى القوائم الـ6 الأخيرة يمكن اعتبار قائمتين أخريين من المؤيدين إلى فريق المعارضة لرئيس البرلمان وهما :
1-تحالف الرماح، وهي قائمة تتكون من حزبين، أحدهما يرأسه منهل الخباز وزير الصناعة السابق المقرب من جمال الكربولي.
والخباز كان قد تعرض إلى اتهامات سابقة بالفساد في قضية بيع الحديد والسكراب أثناء إدارة الأول لوزارة الصناعة.
وفي أيار الماضي، أعلنت هيئة النزاهة في البرلمان، أنها بدأت التحقيق في قضايا فساد تخص الخباز.
2-الأنبار هويتنا، وهي قائمة برئاسة محافظ الأنبار علي فرحان الذي تسربت معلومات قبل عدة أشهر عن انشقاق الأخير عن الحلبوسي .
وتتنافس القائمة في الأنبار حصرا، وتتكون من 4 تيارات يقود أحدها الزعيم القبلي مزهر الخربيط.
وإلى جانب تلك القوائم هناك قائمتان أخريان ضمن الخارطة السُنية، أحداهما تضم الحزب الإسلامي، والثانية خاصة بمحافظة كركوك، وهما على الشكل التالي:
1-تحالف العقد الوطني، وهي قائمة تابعة لرئيس الحشد فالح الفياض، لكنه في الأنبار ونينوى تحالف مع الحزب الإسلامي.
2-التحالف العربي في كركوك، وهي قائمة برئاسة المحافظ راكان الجبوري، وتضم 3 تيارات.