خلال أقل من 24 ساعة.. مباحثات مكثفة واهتمام تركي وإماراتي بالمشاركة في طريق التنمية العراقي
انفوبلس/..
مباحثات مكثفة، شهدتها العاصمة بغداد خلال اليومين الأخيرين، تجاه أقطاب متعددة، تهدف لتعزيز العلاقات المشتركة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبما يُسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، وقد ضمت هذه المباحثات مسؤولين بمستوى رفيع من تركيا والإمارات، بشأن مشروع طريق التنمية العراقي.
وخلال اجتماع عقده وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، خليفة شاهين المرر في بغداد، اليوم، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فقد تم بحث تعزيز مجالات الشراكة بين بلديهما، حيث أكد المسؤول العراقي انتهاج حكومته "سياسة التكامل الاقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة كونها تمثل المدخل الأساسي للاستقرار في المنطقة".
الإمارات تؤكد رغبتها الجادة في المشاركة في مشروع طريق التنمية المقترح لربط الشرق بالغرب عبر العراق لما له من أهمية على جميع دول المنطقة
وشدد السوداني على "انفتاح العراق على الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين للعمل داخل البلد انطلاقًا من حرص حكومته على تطوير العلاقات مع الإمارات في جميع المجالات ولاسيما المتعلق منها بالجانب الاقتصادي والاستثماري والتنموي"، كما نقل بيان صحافي لمكتبه الإعلامي.
من جانبه أكد الوزير الإماراتي دعم بلاده لمشاريع التنمية والاستثمار في العراق، مشيراً إلى رغبتها الجادة في المشاركة في مشروع طريق التنمية المقترح لربط الشرق بالغرب عبر العراق لما له من أهمية على جميع دول المنطقة.
اهتمام تركي وقطري
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد أعلن أمس الأربعاء، أن العراق والإمارات وتركيا وقطر تجري محادثات مكثفة بشأن مشروع طريق التنمية التركي ـ العراقي.
فيدان، أشار الى إجراء محادثات مكثفة مع العراق والإمارات وقطر بشأن مشروع طريق التنمية التركي-العراقي، مشيراً إلى أن الطريق لا يلبّي التجارة وحدها، بل هو أيضاً "انعكاس للمنافسة الجيواستراتيجية".
وقال فيدان، إن طرق التجارة الجديدة أصبحت مهمة بعد التطورات الجيوسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، وضمن ذلك وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والمنافسة بين الولايات المتحدة والصين أو الغرب والصين.
وأشار فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، الذي يجري زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، إلى أن هذه التطورات أعادت أيضاً طرح طرق التجارة الأخرى التي تمت مناقشتها سابقاً من الناحية النظرية.
وذكر فيدان، أن الطريق التجاري لا يعني تلبية التجارة وحدها، بل هو في الوقت نفسه انعكاس للمنافسة الجيواستراتيجية، مؤكداً أن "العراق والإمارات وتركيا وقطر تجري محادثات مكثفة بشأن مشروع طريق التنمية التركي ـ العراقي”.
طريق الحرير الجديد
أردوغان أعلن بدء العمل على مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة في العراق إلى تركيا، والذي وصفه بأنه "طريق حرير جديد"
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في آذار الماضي، خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أنقرة، بدء العمل على مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة في العراق إلى تركيا، والذي وصفه بأنه "طريق حرير جديد".
وأوضح أردوغان آنذاك، أنه أكد مع السوداني "العزم على العمل معاً لإنجاز مشروع طريق التنمية الرامي لبناء ممر نقل بري وسكة حديدية يمتد من البصرة إلى الحدود التركية. واتخاذ خطوة جادة تُظهر الإرادة للعمل معاً لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعلان أنقرة الذي تم الاتفاق حوله".
واعتبر الرئيس التركي أن طريق التنمية "لا يعتبر مشروعاً استراتيجياً مهماً لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها"، لافتاً في ذلك الوقت إلى تكليف الوزراء المعنيين، بالعمل على تحقيق مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة إلى تركيا.
وأوضح الرئيس أردوغان أن ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى الخليج سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء هذا الطريق.
وأردف: "إن هذا المشروع سيعزز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي علاقاتنا الإنسانية. ونحن ندرك أن الدول الشقيقة الأخرى أيضاً تهتم بهذا المشروع. أنا على ثقة بأننا مع مشاركتها، سنتمكن من تحويل مشروع طريق التنمية إلى طريق حرير جديد لمنطقتنا".