"سنقطع المياه عن الشيعة".. المشهداني يثير الجدل مجددا بتصريحات غريبة.. هل يحتاج فعلا إلى رقبة كرقبة البعير؟

انفوبلس/ تقارير
بعد أيام من إثارته الجدل بشأن "رغد" بنت المقبور صدام وزعمه بأنها "ليست بعثية"، عاد رئيس البرلمان محمود المشهداني ليثير الجدل مجددا بعد إطلاقه تصريحات وُصفت بالطائفية والغريبة هدد فيها الشيعة بقطع المياه عنهم في حال "استفردوا في الحكم" وهو ما تسبب بموجة من الانتقادات كانت أبرزها ما كتبته النائب حنان الفتلاوي وتلميحها إلى أن المشهداني بحاجة إلى رقبة كرقبة البعير ليزن الكلام.. فهل يحتاج فعلا رئيس مجلس النواب لذلك؟
المشهداني: سنقطع المياه عن الشيعة!
يوم أمس، ظهر رئيس مجلس النواب بلقاء تلفزيوني متحدثا عن جملة من القضايا لكنه أثار الجدل عندما أصدر تهديدا صريحا للطائفة الشيعية بقطع الماء عنهم في حال "استفردوا في الحكم" وفق قوله.
وقال المشهداني، إن “من يطرح فكرة إنشاء إقليم شيعي يجب أن يكون على دراية بمسار نهري دجلة والفرات، حيث إذا استفرد الشيعة في النفط فسنقطع نحن المياه".
وجاءت تصريحات المشهداني هذه بالتزامن، مع إقامة دعوى قضائية ضد السياسي خميس الخنجر بسبب تصريحاته الطائفية وتبرير مجازر الساحل السوري ضد العلويين.
رد سريع من حنان الفتلاوي
بعد حديث المشهداني، ردت النائب حنان الفتلاوي بقوة على ما جاء من خطاب طائفي في حديث رئيس أعلى سلطة تشريعية في البلاد
وانتقدت الفتلاوي، رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بعد حديث الأخير عن "إقليم شيعي"، مؤكدة الحاجة لشيوخ يلملمون الصف.
وقالت في تغريدة على منصة "إكس" تابعتها شبكة انفوبلس: "محمود المشهداني مهدداً: من يطرح فكرة إنشاء إقليم شيعي يجب أن يكون على دراية بمسار نهري دجلة والفرات".
وأضافت "مؤسف أن يصدر هذا التصريح من رئيس أعلى سلطة تشريعية بالبلد !! وصدق من قال (ليت لي رقبة كرقبة البعير كي أزن الكلام)".
وتابعت الفتلاوي "ما أحوجنا اليوم لشيوخ يلملمون الصف بدل التهديد بقطع الماء او النفط"، مضيفة "لن نستغرب اذا خرج علينا من يهدد بقطع الچمة او الباقلاء".
بعد ذلك، تفاعل ناشطون مع تغريدة الفتلاوي وأكدوا أن المشهداني بحاجة فعلية إلى رقبة البعير لكي يزن الكلمات قبل أن ينطق بها.
تصريحات غريبة ومؤسفة
بدوره، رد الكاتب والصحفي سلام عادل على تصريحات المشهداني وقال: "في ندوة عقدتها مؤسسة نارام سين في بغداد يوم الأحد، والتي يرأسها الدكتور حيدر البرزنجي، جرت استضافة رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني، للحديث عن المشهد السياسي والتشريعي بشكل عام، ومن بين ذلك مناقشة الجدل الدائر حالياً حول مشروع الاستقلال الشيعي في العراق، أو ذهاب الشيعة نحو أنشاء إقليم الوسط والجنوب، وذلك وفق ما يكفله الدستور في ست مواد (116-121)، جرى ادراجها في الباب الخامس، وهي تكفل حق المحافظات بتشكيل أقاليم فيدرالية".
وتابع، "ولكن ما هو مستغرب ومؤسف، بحسب ردود تناقلتها وسائل الإعلام نُسبت إلى السيد رئيس البرلمان، أنه لوح بقطع مياه نهري دجلة والفرات عن الإقليم الشيعي حال تأسس، من جانب الضغط الاقتصادية، الذي قد تستخدمه بعض المناطق السُنية ضد الشيعة، باعتبار ان نهري دجلة والفرات يمران عبر تلك المناطق قبل ان يصلا إلى المحافظات الشيعية في الوسط والجنوب، بما فيها العاصمة الاتحادية بغداد".
وأكمل، "وبهذا الخصوص صدرت تصريحات ساخرة على لسان النخبة العراقية وبعض نواب البرلمان، من بينهم النائبة المحترمة حنان الفتلاوي، التي علقت في معرض ردها على المشهداني من كون هذه التهديدات لا ينبغي ان تصدر عن رئيس أعلى سلطة تشريعية في البلد، فضلاً عن كون التهديد بقطع الماء سيقود ربما إلى قطع (الچمةوالباقلاء)".
سلام عادل للمشهداني: المناطق السُنية في العراق ليست مناطق منبع
واصل عادل رده القانوني على تصريحات المشهداني بالقول: "ينبغي الرد وفق القانون الدولي على ما طرحه المشهداني، من ناحية استحالة قيام أي طرف داخل العراق أو خارجة باستخدام (ورقة حرب المياه)، المحرمة دولياً".
وأكد، أن "المناطق السُنية في العراق ليست مناطق منبع هذه المياه وهي لا تملكها بقدر ما هي مناطق عبور، إلى جانب استحالة التحكم بالمياه هندسياً بلحاظ عدم القدرة على خزن المياه في المناطق المسطحة وعدم القدرة على تغيير مسار الأنهر حتى لو جرى العمل على ذلك 100 ألف سنة من الحفر".
"أنت يزيد بن معاوية"
لم يكتف عادل برده أعلاه فحسب، بل عاد بالتاريخ وذكّر بجرائم بني أمية وربطها بتصريحات المشهداني فقال: "يبدو أن المشهداني بهذا الطرح يعيد تذكير الأمة الإسلامية بجرائم (بني أمية) لعنهم الله، وذلك في حادثتين شهيرتين، الاولى حين عمد (نعال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان)، إلى منع وصول جيش (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) عليه السلام إلى آبار صفين، وحينها صرخ صحابة رسول الله بوجه معاوية "يا معاوية ألم تسمع قول رسول الله إن المسلمين شركاء في النار والماء والكلأ".
وختم، "والحادثة الثانية، حين قام مرتزقة (نعال المؤمنين يزيد بن معاوية)، بالحيلولة دون الحسين عليه السلام وآل بيت الرسول في كربلاء من الوصول إلى نهر الفرات، وهي الحادثة الشهير في التاريخ، والتي للأسف يريد أن يكررها اليوم المشهداني بقطع مياه دجلة والفرات عن شيعة أهل البيت بشكل عام في وسط وجنوب العراق، الذي نصبه رئيساً للبرلمان في لحظة غفلة من الزمن".
انتقادات عديدة
تسببت تصريحات المشهداني بموجة غضب على الصعيد الشعبي أيضا، وعدها ناشطون بأنها كفيلة بتكريس الخطاب الطائفي في البلاد، داعين إلى عدم اعادة انتخاب مثل هكذا اصوات خلال الانتخابات المقبلة.
وبهذا الصدد، قال أحد المدونين، "يـوجد شط العرب الذي لا ينفد في المياه ولا احد يستطيع التحكم فيه فقط الله سبحانه وتعالى وكل الدول الخليجية تعتمد عليه من خلال محطات تحلية المياه ويوجد مياه جوفية تستطيع ان تعتمد عليها بنسبه 40%".
وقال آخر، "مو غريبة عليكم قطع الماء، سبق وأن قطعوا أجدادكم بنو امية الماء عن أبناء رسول الله في كربلاء".
وأكد مدون آخر، "اللي حجاه المشهداني ما اجه من فراغ، هاي رؤية ورغبة وأمنية مكون كامل، خلونا نحجي بالقلم العريض، ما راح تصيرلهم جارة" بحسب تعبيره.
ليس الجدل الأول
لم تكن التصريحات هذه هي الأولى التي يثير فيها المشهداني الجدل، إذ سبق وأن أثاره بتصريحات أخرى أكثر غرابة عندما قال إن رغد صدام حسين ليست بعثية!
وذكر المشهداني حينها، إن ابنة الرئيس السابق، رغد صدام حسين، "ليست بعثية"، وإن القانون لا يمنعها من الترشح للانتخابات، مما يفتح الباب أمام مشاركتها المحتملة في العملية السياسية.
وأثار هذا الموقف آنذاك ردود فعل متباينة، أبرزها من وزير العدل الأسبق، حسن الشمري، الذي انتقد بشدة تصريحات المشهداني، معتبرًا إياها مخالفة صريحة للدستور العراقي لعام 2005.