مخاوف من سلطة العيداني وزوجته.. تفاصيل جديدة وعميقة حول قضية مقتل التدريسية بجامعة البصرة سارة العبودي..
انفوبلس..
خلال اليومين الماضيين ظهرت تفاصيل جديدة تخص قضية مقتل التدريسية في جامعة البصرة سارة العبودي على يد زميلها وصهر محافظ البصرة الجاني ضرغام التميمي، وسط مخاوف كبيرة تخص إفلات القاتل من العقاب بسبب قربه من أسعد العيداني.
وشهدت جامعة البصرة جنوبي العراق حادثة هزت الرأي العام، حيث أقدم أستاذ جامعي على قتل زميلته في كلية التربية الرياضية بإطلاق النار عليها من مسدسه.
ووثقت كاميرات المراقبة، الحادثة في إحدى المناطق النائية في البصرة جنوبي البلاد، وأظهرت المشاهد نقاشًا حادًا بين الجاني والضحية بجانب سيارته، قبل أن يشهر سلاحه، ويطلق النار عليها.
معلومات جديدة
قريبة المجني عليها، وعضو مجلس النواب في دورته السابقة رحاب العبودي كشفت بلقاء متلفز تفاصيل جديدة عن القضية، وقالت إنه "منذ 8 أيام وأهل المقتولة ومحاميهم غير مسموح لهم أن يطلعوا على الدعوى أو إفادة المتهم"، مؤكدة إن جهات لم تسمّها "عرضت مبلغا من مليار إلى 10 مليارات دينار لذوي المقتولة من أجل التنازل عن القضية".
وأضافت، إن "ذوي القاتل يحاولون تزوير وثائق تثبت أنه مختل عقليا ليفلت من جريمته خصوصاً وإن مدير صحة البصرة من نفس عشيرة القاتل".
وتابعت، إن "أهل الضحية يناشدون رئيس مجلس القضاء الأعلى ووزير الداخلية للمطالبة بنقل الدعوى من البصرة إلى بغداد" خوفاً من تأثير علاقات المحافظ على سير التحقيق.
إلى ذلك قالت مصادر بصرية بإن زوجة محافظ البصرة وشقيقة القاتل، لها سلطة وأذرع وصلاحيات كبيرة في المحافظة، وهي من عرضت مبالغ مالية كبيرة على أهل الضحية للتنازل.
وأضافت، إن الدورية التي ألقت القبض على القاتل موجودة حاليا في السجن بتهمة تسريب فيديو الجريمة، وهذا ما يثير المخاوف من وجودة محاباة ومحاولة لتهريب القاتل او تبرأته من جريمته.
فيما رصدت المصادر بعض جرائم البصرة وربطتها بالقاتل ضرغام التميمي، وهي على النحو التالي:
-في يوم 13\4\2022 تم العثور على جثة فتاة داخل برميل ملقاة في النهر في البصرة وهي طالبة جامعية في جامعة البصرة (مسائي).
-يوم 18\9\2023 تم العثور على جثة فتاة على طريق محمد القاسم الخارجي في البصرة وهي طالبة جامعية في جامعة البصرة.
-يوم 26\3\2024 عُثر على جثة فتاة مقتولة وملقاة على طريق الشلامجة الدولي وهي طالبة جامعية في جامعة البصرة.
-في يوم 26\11\2024 عُثر على جثة التدريسية المغدورة سارة العبودي وهي أستاذة في جامعة البصرة.
وبينت، إن "ضرغام التميمي نفذ جريمة القتل خلال دقيقة ونصف و حركته وانتخابه لمكان تنفيذ الجريمة و برودة أعصابه أثناء التنفيذ تدل على أنه شخص متمرس ومعتاد على هكذا جريمة".
تفاعل ما بعد الجريمة
وبعد انتشار فيديو الجريمة، قال العيداني إن "الجاني هو خال أولاده". وشدد على أن "العدالة ستأخذ مجراها والقانون سيطبق دون تهاون".
بدورها، أعلنت السلطات الأمنية أنها ألقت القبض على المتهم بعد 12 ساعة من وقوع الجريمة، والعثور على جثة الضحية في موقع الحادثة.
إلى ذلك، أثارت الجريمة استياءً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مع دعوات لتشديد الرقابة على حيازة السلاح.
ونشرت صفحة iraqi women rights على منصة إكس، فيديوا يظهر الحادثة، ويشير إلى لحظة إقدام الأستاذ الجامعي على قتل زميلته التدريسية في جامعة البصرة.
وأضافت في المنشور: "تُسجل جامعة البصرة سنويًا جرائم قتل وابتزاز وتحرش، وهو ما يثير القلق بشأن سلامة البيئة التعليمية فيها".
عائلة الضحية
وفي مقابلات إعلامية، كشفت عائلة الأستاذة الجامعية سارة العبودي، تفاصيل جديدة عن مقتلها، في منطقة نائية بين أبو الخصيب والسيبة جنوب البصرة، موضحة أن القاتل تربطه علاقة عائلية طيبة معهم، معبرين عن صدمتهم بما حصل، فيما أقر محافظ البصرة أسعد العيداني بأن القاتل هو شقيق زوجته، وبأن صلة القرابة لن تؤثر على سير التحقيق، إلا أن العائلة عبرت عن خشيتها من تدخل العلاقات والواسطات في القضية، موضحة أن القاتل قام بسرقة هاتفها، وبعث رسائل بعد وقوع الجريمة إلى شقيقة الضحية، تتضمن اتهام أستاذ آخر بالابتزاز، في محاولة للتشويش وإبعاد التهمة عنه.
مهند هاني ابن عم الضحية، قال في تصريحات صحفية: "خرجت ابنتنا صباحاً إلى عملها في جامعة البصرة، وكان معها والدها في نفس السيارة، أوصلها ابن أخيها، وعند رجوعها طلبت من والدها أن يجلب لها الصمون، لتفطر مع زميلاتها في الدوام، وقامت بإرجاع والدها إلى المنزل".
وأضاف: "لم نعلم بالحادثة إلا عند الساعة 8 مساءً، تلقينا الخبر، وعلمنا أن المجرم قتلها في الساعة 11:17 صباحاً بعد مصادرة هاتفها الشخصي، ومستمسكاتها، وأرسل من هاتفها رسائل إلى شقيقتها نصها أن: “هنالك دكتور معي في الدوام يتعرض لي دوماً”، وذلك من أجل التمويه وإبعاد الشكوك عنه.
وتابع: "عندما علم والدها بهذه الرسائل توجه إلى منزل الدكتور عند الساعة 4 عصراً، وذلك بعد البحث عنها في جميع المستشفيات ومراكز الشرطة، ووجه له الأسئلة عن ذلك، لكنه أجاب “إنها زميلتي ولا صحة لهذا الكلام”، في هذه الأثناء، اتصل أخوها بالوالد، وقال له “وجدنا أختي مقتولة في منطقة أم الرصاص” التي تقع بين أبي الخصيب والسيبة، ولا نعلم أين مكان سيارتها حتى الآن".
وبين، إن "علاقة الضحية مع المجرم لا توجد فيها مشاكل بل هما زملاء، والعلاقة بينهما عائلية، ويجلب لهم الثواب في المنزل خلال شهر محرم".
وأضاف: "نريد معرفة الأسباب التي تدفع الإنسان للقتل وماهي الغاية، خصوصاً وأنه من طبقة مثقفة وأكاديمي, ونحن نؤمن بعدالة القانون، ولا نريد أن يتم تحريف القانون بالعلاقات والواسطات".