هكذا اغتالت مخابرات صدام رئيسَي الجمهورية والوزراء الإيرانيَّين.. اعترافات خطيرة لـ "سالم الجميلي" بذكرى اغتيال رجائي وباهنر الـ 42
انفوبلس/ تقارير
في الذكرى الثانية والأربعين لاغتيالهما، سلّطت شبكة انفوبلس على حادثة اغتيال الرئيس الإيراني محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر وتناولت العديد من المحطات في حياتهما من معارضتهما لنظام الشاه حتى الاستشهاد في قاعة اجتماع مجلس الأمن الإيراني.
كذلك ستتطرق شبكة انفوبلس إلى الاعترافات الخطيرة التي كشفها ضابط المخابرات في زمن المقبور صدام، سالم الجميلي، وكيف اقترح الجهاز اغتيال السيد الخميني ثم استقر الأمر على اغتيال رجائي وباهنر. كذلك ستفصل اعتراف الجميلي بطريقة الاغتيال والجهة التي نفذته.
*اغتيال رجائي وباهنر
في 30 أغسطس عام 1981 وقع تفجير في مكتب رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد جواد باهنر ، مما أدى إلى استشهاد الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر وستة أشخاص آخرين.
وقال المراقبون الغربيون إن منظمة مجاهدي خلق كانت على الأرجح مسؤولة عن الانفجار بسبب «ترسانتها وخبرتها في تكتيكات الإرهاب». وقد ثبت لاحقا أن الهجوم قام به مسعود كشميري، أمين مكتب باهنر وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي كان في الواقع عاملا لمنظمة مجاهدي خلق الهاربين من البلاد بجوازات السفر المزيّفة بعد الهجوم.
*أبرز الشخصيات التي استُشهدت وأُصيبت خلال الاجتماع
خلّف الانفجار العديد من الشهداء والجرحى من القيادات الإيرانية، وستفصل انفوبلس هوياتهم كما موضح أدناه:
شخصيات بارزة استُشهدت
ــ محمد علي رجائي
ــ محمد جواد باهنر
ــ العقيد وحيد دستجردي، رئيس شرطة جمهورية إيران الإسلامية.
ــ عبد الحسين دفتريان
شخصيات بارزة أُصيبت
ــ العقيد سيد موسى نامجو، وزير الدفاع وممثل الخميني في مجلس الدفاع الأعلى.
ــ العميد شرفخاه، نائب قائد القوات البرية.
ــ العقيد وصالي
ــ العقيد أخياني، رئيس أركان الدرك في جمهورية إيران الإسلامية
ــ الكولونيل كتيبائي، ممثل هيئة الأركان المشتركة.
*مَن هو رجائي؟
محمد علي رجائي (15 يونيو 1933 - 30 أغسطس 1981) هو ثاني رئيس منتخب في إيران (2 أغسطس 1981 - 30 أغسطس 1981) بعد أن عمل كرئيس وزراء (12 أغسطس 1980 - 4 أغسطس 1981) في حكومة أبو الحسن بني صدر ، كما كان وزيراً للخارجية لفترة 5 أشهر من (11 مارس 1981 حتى 15 أغسطس 1981).
وفي أعقاب الثورة الإسلامية في إيران، عُيِّن وزيرا للتعليم في حكومة ّمهدي بازركان، وعلى الرغم أن مجلس الوزراء بازركان استقال يوم 6 نوفمبر عام 1979، فإنه لم يستقِل وبقي في هذا المنصب حتى 12 أغسطس 1980 عندما أصبح رئيسا للوزراء. بعد رئاسة أبو الحسن بني صدر، بعد 5 أشهر، رشح رجائي لمنصب رئيس الوزراء ، وصوت البرلمان له بالدخول. وعين رجائي، خدابناهي لمنصب وزير الخارجية، محمد رضا مهدوي كني وزيرا للداخلية وجواد فكور وزيرا للدفاع. خلال رئاسته لمجلس الوزراء، بدأت الحرب الإيرانية العراقية، وأصبح أول سياسة حكومته «الانتصار والدفاع». وكان في منصبه حتى 2 أغسطس 1981 حيث أصبح الرئيس الثاني لإيران.
تم عزل بني صدر من قبل البرلمان في 22 حزيران 1981. عقد السيد الخميني المجلس الرئاسي المؤقت برئاسة محمد بهشتي وفيما بعد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي مع ستة أشخاص. كان الشهيد رجائي واحدا من أعضاء هذا المجلس. وقال إنه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في عام 1981. وكان أول رئيس من الحزب الجمهوري الإسلامي بعد حصوله على 91٪ من الأصوات. أصبح رئيسا رسمياً في 2 أغسطس عام 1981.
*مَن هو باهنر؟
محمد جواد باهنر (5 سبتمبر 1933 - 30 أغسطس 1981 م) سياسي إيراني، من علماء الشيعة الإمامية. تتلمذ على يد آية الله روح الله الخميني. عُيِّن رئيسا للوزراء بعد الثورة الإسلامية، إلا أنه لم يشغل المنصب سوى 25 يوما، فقد اُغتيل في الانفجار المذكور يوم 30 آب 1981 م.
بدأ باهنر مسيرته عضواً في هيئة التدريس في جامعة طهران، ليصبح أستاذاً للإلهيات. وقد سُجِن عدة مرات بسبب نشاطاته المناهضة للحكومة ودراسته في وزارة التربية والتعليم خلال سنة 1960 وحُكِم عليه بالسجن لمدة إحدى عشرة سنة من عام 1964 إلى عام 1975. بعد الثورة الإسلامية أصبح باهنر أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الجمهوري الإسلامي وأحد الأعضاء المؤسسين لمجلس الثورة في إيران. وأصبح أيضا وزير التربية والتعليم.
وبعد اغتيال محمد بهشتي في يوم 28 يونيو عام 1981، تم تعيينه سكرتيرا عاما للحزب حيث كان أيضا عضوا في اللجنة المركزية. خدم باهنر في منصب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي تحت رئاسة الوزراء محمد علي رجائي من مارس 1981 إلى أغسطس 1981، وواصل جهوده الكثيرة لتطهير الجامعات الإيرانية من التأثيرات العلمانية، الذي يُعرف باسم الثورة الثقافية الإسلامية. عندما اُختير رجائي رئيسا للجمهورية في 4 أغسطس 1981، اختار باهنر رئيس وزرائه.
*اعترافات سالم الجميلي عن عملية الاغتيال بالتفصيل
وفي اعترافات حديثة له، يقول ضابط المخابرات البارز في نظام البعث المُباد سالم الجميلي، إن لجهاز مخابرات المقبور صدام كل سبل الدعم الإعلامي والفني والمادي والعسكري لـ «الديمقراطي الكردستاني» و«مجاهدي خلق» وكان الهدف الأول مجلس الشورى الإيراني وبإشراف مباشر من برزان التكريتي.
ويتابع الجميلي، "وُضِعت خطة لتفخيخ مقر اجتماع مجلس الأمن الإيراني ونُفذت في 28 يونيو (حزيران) 1981 فقُتل آية الله حسين بهشتي رئيس السلطة القضائية و72 شخصية قيادية، بينهم وزراء ونواب ومسؤولون في قطاعات مختلفة. كانت الضربة قوية وشديدة وبدت المخابرات العراقية قادرة على الوصول إلى أماكن كان يُفترض أن تكون حصينة.
ويكمل، "المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي استُهدف هو الآخر. أثناء إلقائه خطبة انفجرت عبوة مزروعة في جهاز تسجيل وتسببت في شلل بيده اليمنى. كان مقرراً أن يحضر الخميني ذلك الاجتماع لكنه تأخر ونجا".
ويوضح الجميلي في اعترافاته، "كان برزان التكريتي يتطلع إلى تحقيق الضربة الكبرى، وهي اغتيال الخميني نفسه. في 1981 ظهر احتمال تنفيذ عملية من هذا النوع. ولم يكن الوصول إلى الخميني سهلاً لكن وجود رجل دين على مقربة منه وربما يكنّ تعاطفاً مع «مجاهدي خلق» سهّل المهمة الصعبة".
وتابع، "تولى فريق من الجهاز إعداد عبوة صغيرة نُقلت وزُرعت في وسادة الخميني التي كانت من الوبر. انفجرت العبوة في توقيت خاطئ كان فيه الخميني خارج المنزل لكن مجرد الوصول إلى غرفة نومه أثار حالة من الرعب في صفوف قيادات الثورة الإسلامية. كان الجهاز يخوض معركة حياة أو موت وكانت كل الضربات مباحة" وفق قوله.
ويختم، "استمرت الضربات وفي 30 أغسطس (آب) أدّى تفجير إلى مقتل رئيس الجمهورية محمد علي رجائي بعد أقل من شهر من توليه منصبه، وقُتل معه محمد جواد باهنر رئيس الوزراء إثر انفجار قنبلة زُرعت في مكتب الأخير أثناء اجتماع مع مجلس الدفاع الأعلى".
*الجهة المسؤولة عن الاغتيال
هناك أدلة كثيرة على دور الحكومات الكبرى في تفجير مكتب رئيس الوزراء، كما هو الحال في العديد من الأعمال الإرهابية الأخرى. في الوقت نفسه، نشرت صحيفة “جمهوري إسلامي” خبر “وكالة بارس للأنباء” نقلاً عن “وكالة فرانس برس” عن إعلان منظمة "مجاهدي خلق" في بيان من لندن، مسؤوليتها عن تفجير مكتب رئيس الوزراء. لكن في السنوات التالية، لم يتم ذكر الخبر كثيراً وزُعم أنه نُشر عن غير قصد بسبب عدم التنسيق مع مكتب المنظمة في لندن وعلى أنه فعل متسرع من وكالة “فرانس برس”، الأمر الذي سرعان ما تم تجاهله ورفضه بسبب تداعياته القانونية والدولية.
وفي البيان الرسمي لوزارة الخارجية حول المنظمة، الصادر عام 1994م ، تم التصريح رسمياً على أن المنظمة مسؤولة عن تفجير آب / أغسطس بدعم من مخابرات المقبور صدام: ووفقاً للتقارير ، في 30 أغسطس/ آب ، قصفت المنظمة اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الإيراني، والذي أسفر عن اغتيال الرئيس الجديد “محمد علي رجائي” ورئيس وزرائه الجديد “محمد جواد باهنر”.
هذا وقد اعترف “مسعود رجوي” رئيس منظمة خلق، في عام 1999م، خلال لقاء مع اللواء طاهر جليل الحبوش، رئيس المخابرات العراقية، معترفاً بالعملية الإرهابية: “كان البيت الأبيض وقصر الإليزيه على علم بالحادثة، وكنا على اتصال أيضا مع قصر الإليزيه، كانوا يعرفون بمَن ولماذا قام بعمليات ضد رئيس الجمهورية وضد رئيس وزراء إيران كانوا على علم ويعرفون جيداً، لكنهم لم يسمّونا إرهابيين".