إنذار عالمي بعد اختفاء 60 إرهابيا من مخيم الهول.. جيل جديد من المقاتلين على أبواب العراق
انفوبلس/ تقارير
رغم الحملات الأمنية الأخيرة ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي بمخيم الهول، توالت التحذيرات من أوضاع المخيم الواقع شمال شرقي سوريا، وسط محاولات الخلايا لإعادة ترتيب صفوفها بداخله، وهذا أدخل العالم بإنذار أمني لاسيما بعد اختفاء عدد من قيادات التنظيم من المخيم، فما هي تداعيات هذا الهروب؟ وما مدى تأثيره على أمن العراق؟.
*اختفاء 60 قياديا بداعش
أكد القيادي في تحالف الفتح جبار عودة، اليوم الاثنين، اختفاء 60 من قيادات داعش الإرهابي في مخيم الهول السوري خلال الساعات 72 الماضية، مبينا أن تلك الظاهرة تشكل تهديدا أمنيا على العراق.
وقال عودة في تصريح، إن “مخيم الهول السوري يبقى بنظرنا قنبلة موقوتة تُهدد المحيط العربي والعراق بشكل مباشر وهو يمثل أجندة مخابراتية غربية هدفها زعزعة الاستقرار وإدامة وجود التطرف في منطقة الشرق الأوسط”.
*مصير مجهول
وأضاف عودة، إن “60 من قيادات داعش الارهابي في مخيم الهول السوري اختفت في الساعات الماضية وفق المعلومات وهي تمثل سيناريو تكرر أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة ولا أحد يعرف مصيرهم. مؤكدا بأن ما يحدث يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة المستفيدة من اختفاء متطرفين من جنسيات متعددة وإلى أين تم نقلهم”.
وأشار إلى أن “إنهاء مخيم الهول السوري جزء مهم من الأمن القومي العراقي لأنه الأكثر تضررا من وجود أكثر من 20 ألف إرهابي على حدوده بشكل مباشر”.
ويضم مخيم الهول السوري الآلاف من أُسر قادة وإرهابيي داعش من جنسيات عدة بينهم عراقية.
*لجنة الأمن والدفاع تحذر
بدورها حذرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، من خطورة اختفاء عدد من القيادات البارزة في تنظيم "داعش" الإرهابي من مخيم الهول السوري.
وقال عضو اللجنة كريم عليوي، إن "اختفاء عدد من القيادات البارزة في داعش الإرهابي من مخيم الهول السوري، يشكل خطورة وتهديد لأمن واستقرار العراق".
*مخاوف من التسلل للعراق
وأشار عليوي إلى أن "هناك مخاوف من أن يكون هؤلاء الإرهابيون قد هربوا من المخيم، وأن يتسللوا باتجاه الأراضي العراقية".
وبيّن، إن "العراق يعمل منذ فترة طويلة على إغلاق كامل لمخيم الهول، لما يشكله من تهديد للأمن القومي العراقي، وخصوصاً لقُربه من الحدود العراقية".
وأضاف، "هناك مخاوف من استخدام هذا المخيم والإرهابيين فيه كورقة ضغط وتهديد ضد العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".
وشدد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية على "ضرورة تكثيف الإجراءات الأمنية على الحدود العراقية – السورية لمنع أي محاولة لتسلسل هؤلاء الإرهابيين نحو الأراضي العراقية".
*تساؤلات عدة
وفي وقت سابق كشفت مصادر مطلعة عن اختفاء نحو 60 قيادياً من "داعش" الإرهابي، من مخيم الهول السوري إلى جهة مجهولة، ما أثار العديد من التساؤلات حول الجهة المهرِّبة لهم وأماكن تواجدهم والأهداف التي تقف خلف هذا الاختفاء.
*قلق دولي
من جانبه، أثار "معهد كارنيجي" للأبحاث قضية الداعشيات أو النساء المرتبطات بالإرهابيين من المقيمات في مخيم الهول للنازحين، مؤكدا أنهنّ أصبحن يشكلن خطرا على كل من العراق وسوريا والمنطقة عموما.
وأشار التقرير، إلى تزايد المخاوف من التهديدات التي تمثلها "الجهاديات" المرتبطات بتنظيم داعش، بعدما تزايدت الهجمات التي تجري في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة السورية، والذي شهد مقتل 6 أشخاص في أيار/ مايو من العام الماضي، بينما ارتفعت الجرائم التي جرى توثيقها في المخيم منذ بداية العام 2022، إلى 24 جريمة.
وأوضح التقرير، أن هناك أكثر من 8 آلاف جهادية وزوجة وأرامل لمسلحي داعش متواجدات في المخيم الذي يضم أكثر من 65 ألف شخص، وأصبح يمثل تهديدا أمنيا للعراق وسوريا، وللمنطقة عموما، لأنه يستضيف عددا كبيرا من النساء المرتبطات بداعش.
*7300 طفل في المخيم!
وبحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية، فهناك نحو 7300 طفل في المخيم تحت وصاية أمهاتهم المرتبطات بداعش اللواتي يقُمن بتعليمهم الأفكار الداعشية ويغرسن في نفوسهم الرغبة في الانتقام لآبائهم الذين قُتلوا أو أُسِروا خلال المعارك.
وكشف التقرير، بأن هؤلاء النسوة شكلن وحدات الشرطة الدينية الخاصة بهن المعروفة باسم "الحَسَبة" التي لا تتردد في تطبيق عقوبات قاسية، بما في ذلك القتل، على عمال الإغاثة المحليين والدوليين وأيضا على النساء في المخيم اللواتي يحاولن قطع علاقاتهن بالتنظيم الإرهابي.
واعتبر التقرير أن نظام الحسبة القائم في المخيم، يشكل التحدي الأكبر للإدارة الذاتية التي يقودها الكرد وقواتهم الأمنية التي تحرس المخيم.
*جيل جديد من المقاتلين
وتابع التقرير، أن هناك مخاوف من جانب السلطات الكردية ومنظمات حقوق الإنسان من أن المخيم قد يخلق جيلا جديدا من المقاتلين المتطرفين ويمهد الطريق أمام عودة داعش في المنطقة. مضيفا أن هذا الاحتمال أصبح مطروحا أكثر بسبب حقيقة أن النساء الداعشيات حاولن مرارا الهروب من المخيم والتواصل مع العالم الخارجي من خلال الهواتف السرية للوصول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما قمن بجمع الأموال، من أنصار الجهاديين في الخارج.
ولفت التقرير إلى أنه مع احتفاظ قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على الهول وتفكيك خلايا نائمة لداعش، إلا أن قدرتها في تأمين المخيم ضعفت بسبب تكرر الاشتباكات مع مسلحي داعش في أوائل العام 2022 عندما شنّ التنظيم هجوما "وقحا" بهدف إطلاق سراح معتقلين دواعش من داخله، مشيرا إلى أن المخيم صار أكثر عرضة لمحاولات من داعش لتحرير المنتسبات منهن اللواتي يمكن أن يشكلن نواة لخلايا إرهابية أكبر خارج المخيم.
وأوضح التقرير، أنه منذ سماح السلطات المسؤولة عن "الهول" للسوريين والعراقيين الذين لم تتم إدانتهم بارتكاب جرائم، بأن يعودا إلى دولهم الأصلية، أصبحت القضية الأساسية المتبقية هي قضية الجهاديين الأجانب الذين مُنِعوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية التي تتجاهل الدعوات من جانب قوات سوريا الديمقراطية لذلك، بما في ذلك دول أوروبية وآسيوية.
*رفض أوروبي لعودتهم
وتابع التقرير، ورغم أن معظم دول أوروبا تتمتع بتشريعات تسمح بمحاكمة العائدين الذين ينتمون إلى جماعة إرهابية أو يدعمونها، فإن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بقلق إزاء فكرة أن إعادة أعضاء داعش إلى وطنهم، سيشكل عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية.
وأضاف، أنه فيما تتأخر الدول الأوروبية في القيام بإجراءات حول هذا الملف، فإن قوات سوريا الديمقراطية متروكة لوحدها من أجل التعامل مع الأوضاع المتدهورة في الهول، مذكرا بأن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية حذرت من الظروف المعيشية السيئة في المخيم والتي أجبرت المقيمين فيه على شرب مياه الغسيل من الخزانات الموبوءة بالديدان، أدى إلى إصابة الأطفال بأمراض جلدية وإسهال والتهابات.
وختم التقرير بالتحذير من أن التحديات تتفاقم بسبب حقيقة أن السلطات الكردية لا تمتلك الموارد اللازمة من أجل رعاية احتياجات عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تحرسهم حاليا، ورجح التقرير بأن يؤدي التهديد بشنّ هجوم تركي جديد إلى المزيد من الفوضى في الهول مثلما جرى في عين عيسى خلال هجوم تركي في العام 2019.
وتابع، أن وفد الأمم المتحدة الرفيع المستوى الذي زار المخيم مؤخرا، حذر من التهديد الذي يمثله إبقاء الناس في هذه الظروف، على أمن المنطقة بأكملها.
*حل مشكلة الهول
وخلص التقرير إلى القول، إنه في ظل هذه المعطيات والمخاطر، فإن "الحل الأكثر فاعلية لمشكلة الهول، إلى جانب مخيمي روج وعين عيسى للنازحين، يتمثل في إعادة الإناث المنتميات إلى داعش وأطفالهن، وأنه يتحتم إعادة هؤلاء النساء إلى بيوتهن وتطبيق استراتيجيات مناسبة من أجل مقاضاتهن وإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمعات".
وأكد التقرير، أن هذا يمثل "الخيار الوحيد القابل للتطبيق من أجل ضمان عدم تحوّل مخيمات النزوح في سوريا، إلى تجسيد دائم لأيديولوجية داعش وممارساتها، وهو ما يؤجّج الاستياء ويُشكل إلهاماً للإرهاب".