الأول داخل أحشائه والثاني وسط "الكيك".. القبض على تاجري مخدرات أحدهما فنزويلي في مطار البصرة حاولا إدخال مواد ممنوعة إلى البلاد بطرق غريبة..
انفوبلس..
ألقت قوى الأمن العراقية، أمس الاثنين، القبض على مسافر فنزويلي الجنسية في مطار البصرة الدولي أخفى "الكوكايين" بطريقة احترافية وسط أحشائه، مشيرة الى جهد استخباري مع "دولة شقيقة"، وتاجر مخدرات آخر أخفى المواد المخدرة بداخل "الكيك".
وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنه "بعد معلومات دقيقة جرى تبادلها مع إحدى الدول العربية الشقيقة، تمكنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية في مطار البصرة الدولي من إلقاء القبض على مسافر يحمل الجنسية الفنزويلية".
وأضافت، "تبين أن هذا المسافر الأجنبي قام بوضع مادة الكوكائين المخدرة داخل أكياس وأدخلها في أحشائه بطريقة احترافية، ثم يقوم باستخراجها بعد أن يصل إلى المكان الذي يريد الوصول إليه وأثناء نزوله في مطار البصرة الدولي تم إلقاء القبض عليه واستخراج المادة من أحشائه".
ويقول بيان الوزارة، إنه "بهذه العملية المتميزة تكون الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية قد نجحت في إلقاء القبض على متهم دولي خطر استخدم أسلوبا جديدا لإخفاء المواد المخدرة".
وشكر وزير الداخلية هيئة المنافذ الحدودية لتعاونها الفعال مع أجهزة وزارة الداخلية في متابعة تهريب المخدرات، بحسب البيان، الذي أضاف أن الوزارة ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق هذا المتهم وفق القوانين النافذة.
من جانبها أصدرت هيئة المنافذ الحدودية العراقية بيانا صحفيا أكدت فيه ضبط مسافر "عراقي الجنسية" بحوزته مادة الكوكايين المخدرة في منفذ مطار البصرة.
وقالت المنافذ في بيانها، إنها "تستمر في ضبط المخدرات بالتنسيق مع مديرية مخدرات البصرة لمنع مرور تلك المواد الخطرة وضبطها في المنافذ الحدودية، حيث تم القبض على مسافر عراقي وضبط بحوزته 330 غرام من مادة الكوكايين استنادا الى معلومات مخدرات البصرة والتي كانت مخبأة بطريقة احترافية في مادة الكيك".
وبينت، إن "عملية الضبط تمت بكمين محكم من قبل ضباط ومنتسبي هيئة المنافذ الحدودية بالتعاون مع شرطة الجمارك والدوائر الأمنية الساندة".
وأشار بيان المنافذ، إلى "تشكيل لجنة وتنظيم محضر ضبط أصولي وإحالة المتهم والمضبوطات إلى مديرية المخدرات في البصرة حسب الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة".
وفي مطلع الشهر الماضي، كشفت وزارة الداخلية عن أغرب طرق إدخال المخدرات الى العراق، مبينة أن الانبار وميسان والبصرة تتصدر المحافظات بتعاطي وتجارة المخدرات.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء خالد المحنا، إن "هناك طرقا غريبة تدخل فيها المخدرات تواجه القوات الأمنية في العراق والعالم".
وأضاف، إن "من بين هذه الطرق إدخال المخدرات من قبل التجار داخل اللحوم أو داخل البضائع المختلفة بطرق غريبة".
ولفت إلى، أن "محافظات البصرة والانبار وميسان تتصدر المحافظات العراقية بتجارة وتعاطي وتهريب المخدرات".
وأعلنت مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، إلقاء القبض على أكثر من 15 ألف متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وضبط أكثر من 400 كيلو غرام من المواد المخدرة خلال عام 2023 الماضي.
خبير متخصص بجرائم المخدرات في العراق أوضح أن خطوط تهريب المخدرات نحو دول الشرق الأوسط ترسمها عادة محددات السياسة والأمن والاقتصاد مستشهدا بحركة المخدرات في البلاد على مدى عقود والتي كانت إبان النظام العراقي السابق موجهة للإضرار بدول الجوار بدوافع سياسية عدائية ثم تغيرت وجهتها مؤخرا إلى الداخل بفعل تراجع الأمن والاقتصاد هناك.
وقال الاعلامي والخبير في جرائم المخدرات العراقي علي العتابي، إن "خطوط تهريب المخدرات القادمة من أفغانستان حيث تُزرع وتُصنّع معظم أنواعها المستهلكة في الشرق الأوسط كانت ولا تزال تصل الى العراق عبر إيران المُبتلاة هي الأخرى بهذه الآفة بحكم قربها من أفغانستان".
وأضاف العتابي، إن "العراق كان يفرض قبل عام 2003 عقوبات مشددة تصل الى الإعدام لمن تثبت عليه تهمة تعاطي المخدرات والمتاجرة بها في الداخل، بيد أنه في ذات الوقت كان ممرا في بعض الأحيان وطريقا للمخدرات المتجهة من دول الجوار".
وتابع، "لذا تجد أن العراق كان حينها خاليا تقريبا من التعاطي وحتى من مصحات معالجة المتعاطين أو مراكز التأهيل لقلة أعدادهم آنذاك خوفا من العقوبات الصارمة".
مشيرا الى، أن "ما بعد عام 2003 تغيرت خطوط التهريب وصار عاملا الامن والاقتصاد الحاكمَين في هذا الملف إذ تحول العراق بفعلهما الى مستهلك لها أكثر من كونه مهرّباً لها".