بصمات انتقامية إسرائيلية بالعدوان على كالسو.. قصف جوي يستهدف قاعدة عراقية شمالي بابل بعد يوم واحد من إسقاط صاروخ إسرائيلي كان متجهاً لإيران.. تعرّف على التفاصيل
انفوبلس..
بعد منتصف ليل أمس الجمعة بقليل، سمع أهالي قضاء المسيّب والمناطق المجاورة بين بغداد وبابل دويَّ أصوات انفجارات كبيرة ناتجة عن عدوان يحمل بصمات "إسرائيلية" بصواريخ استهدف قاعدة للحشد الشعبي في القضاء خلّف وراءه ارتقاء شهيد واحد وعددا من الجرحى.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية استشهاد عنصر من الحشد الشعبي وإصابة ثمانية آخرين بينهم منتسب من الجيش في انفجار وحريق داخل معسكر كالسو بشمالي بابل، فيما قال مصدران أمنيان إن الانفجار ناجم عن قصف جوي.
وأضافت خلية الإعلام الأمني في بيان، إنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة من الدفاع المدني والجهات الأخرى ذات الصلة لمعرفة أسباب الانفجار والحريق في المعسكر.
وأشار البيان إلى تقرير أصدرته قيادة الدفاع الجوي وأكدت فيه عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبيل الانفجار وفي أثنائه.
مصادر مطلعة أكدت تورط الكيان الإسرائيلي بالعدوان على الرغم من تهرّب مسؤوليه من الاعتراف بتنفيذه خوفاً من رد المقاومة الإسلامية في العراق.
وأضافت، إن العدوان جاء انتقاماً من العراق بعد تصديه وإسقاطه لصواريخ إسرائيلية أطلقها الكيان المحتل لاستهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في رده على الهجوم الإيراني الكبير الذي استهدف عدة مناطق في الأراضي المحتلة وأدخل الصهاينة في حالة رعب وإنذار كبيرة.
وبعد منتصف الليل بقليل، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر أمنية عراقية، وقوع انفجار ضخم هزّ قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي بغداد.
وأوضحت المصادر، إن الانفجار جاء نتيجة غارة جوية مجهولة المصدر وقعت في منتصف ليل الجمعة.
ونقلت الوكالة عن مصدرين بالحشد الشعبي، أن الضربات استهدفت مقرا للحشد في قاعدة كالسو العسكرية قرب بلدة الإسكندرية على بعد 50 كيلومترا تقريبا جنوبي بغداد. وأشارت الوكالة إلى أنها طلبت تعليقا من مسؤولين بالحكومة العراقية لكنها لم تتلق ردا.
في وقت لاحق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية عراقية سقوط شهيد وعدد من الجرحى جراء الانفجار، ثم تحدثت مصادر أمنية عراقية للمرة الأولى عن سقوط 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي بمحافظة بابل.
من جانبها نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر أمني عراقي أن الانفجارات الضخمة وقعت في مستودع ذخيرة في قاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي.
ثم توالت البيانات العراقية، حيث تحدث رئيس اللجنة الأمنية بمحافظة بابل عن 5 انفجارات بقاعدة كالسو ناجمة عن قصف طيران مسير لمواقع تابعة لهيئة الحشد الشعبي.
وبعد نحو ساعة خرج الحشد الشعبي العراقي ببيانه الأول تعليقا على ما جرى حيث تحدث عن انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل، مضيفا أن الانفجار تسبب في خسائر مادية وإصابات وأن فريق تحقيق وصل إلى مكان الانفجار.
وفي نبأ عاجل نقلت شبكة "بي بي إس" عن مسؤول أميركي قوله إنه "ليس للجيش الأميركي أي نشاط في المنطقة التي وقع فيها انفجار في بابل بالعراق".
وأعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) من جهتها، أنّ الولايات المتحدة لم تُنفّذ ضربات في العراق الجمعة.
وقالت "سنتكوم" عبر منصّة "X": "نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق اليوم (أمس). هذه المعلومات خاطئة".
وردّاً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّه "لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة".
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بوزارة الداخلية العراقية أن الهجوم أسفر عن "مقتل شخص وإصابة 8" في صفوف القوات الموجودة في القاعدة، مشيرا إلى أن الانفجار استهدف "مقر الدروع التابعة للحشد الشعبي"، وأن "الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرعات".
ونقلت الوكالة ذاتها عن مسؤول عسكري اشترط عدم كشف اسمه أن "هناك مخازن للعتاد حاليا تنفجر بسبب القصف"، مضيفا "ما زالت النار تلتهم بعض الأماكن، والبحث جارٍ عن أي إصابات".
فيما قالت القيادة الوسطى الأميركية، إن التقارير عن تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية في العراق غير صحيحة.
كما قال "التحالف الدولي" إن قواته لم تضرب ولم تشارك في ضرب مواقع في العراق.
لاحقاً، كشف رئيس اللجنة الأمنية بمحافظة بابل عن استشهاد عنصر من كتيبة الدبابات و6 جرحى في الهجوم على موقع الحشد في بابل، مشيرا إلى أن الهجوم تم بقصف صاروخي وليس بمسيرات.
كما توعد الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، بأنه "سيتم الرد على من يقف خلف الاعتداء على مقر الحشد في بابل".
وقال في منشور له على منصة "X": باختصار شديد وبوضوح تام، سيتم الرد على من يقف خلف هذا الاعتداء الآثم على موقع للحشد الشعبي كائنا من يكون، ومن يثبت تورطه بهذه الجريمة النكراء بعد اكمال التحقيقات اللازمة فسيدفع الثمن، واذا كان العدو يراهن على ان الحشد الشعبي مكبلة يداه بالأوامر الرسمية فلا يتوقع منه رداً،
فالمقاومة ليست كذلك.
وفي الساعة الخامسة من فجر اليوم، قالت المقاومة الإسلامية في العراق إنها استهدفت بالطيران المسير هدفا حيويا في إيلات جنوب إسرائيل، مضيفة أن هذا الهجوم هو "رد على انتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية واستهدافه لمقرات الحشد".
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس بابل إن الانطباع الأولي بأن الضربات ببابل نتيجة لسقوط صواريخ وليست مسيرات، مضيفا أن قصف مواقع الحشد كان عشوائيا واستهدف أكثر من موقع.
جدير بالذكر، أن هذه الانفجارات تأتي بينما يقوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بزيارة للولايات المتحدة.
ويأتي ذلك بعد يوم من انفجارات شهدتها مدينة أصفهان الإيرانية، وأرجعتها مصادر أميركية إلى هجوم "إسرائيلي"، بينما قالت إيران إن الانفجارات كانت نتيجة التصدي لهجوم بطائرات مسيرة صغيرة على المدينة، في حين قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إنه كان هجوما صاروخيا استهدف مطارا عسكريا في أصفهان.
وعبّرت الخارجيّة العراقيّة مساء الجمعة عن قلقها الشديد حيال الهجوم الذي استهدف أصفهان، محذّرة من مخاطر التصعيد العسكري الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت: هذا التصعيد يجب ألّا يصرف الانتباه عمّا يجري في قطاع غزّة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة.
وقبل أسبوع، تعرض الكيان الإسرائيلي لهجوم إيراني بعدد كبير من الطائرات المسيرة إضافة إلى الصواريخ، وقال إنه نجح في التصدي لجزء منها بمساعدة حلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.
ومن جهتها قالت إيران، إن ذلك الهجوم كان ردا على غارة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الجاري، وأدت إلى استشهاد اثنين من قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى 5 من المستشارين العسكريين.