بعد أربيل وإدلب.. صواريخ إيران تضرب "جيش الظلم" في باكستان بالباليستي والمسيرات وهذه النتائج
انفوبلس/..
طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إيرانية ضربت الليلة الماضية بعنف جماعة "جيش العدل" المعارضة داخل الأراضي الباكستانية، بعد يوم بالتمام والكمال من قصف طال "موقعين مُعاديين" في أربيل العراقية وإدلب السورية.
*ضربة باكستان
شنّت إيران هجمات، أمس الثلاثاء، استهدفت ما وصفتها بقواعد داخل باكستان لجماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، التي تديرها الدولة، إن صواريخ وطائرات مسيرة استُخدمت في الهجوم.
وحول نتائج الهجوم، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، بـ"تدمير مقرَّين مهمين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية عبر قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة".
*باكستان تندد
وفي وقت لاحق، زعمت الحكومة الباكستانية أن القصف الإيراني أسفر عن مقتل "طفلين بريئين" وإصابة ثلاثة آخرين، ووصفت الهجوم بأنه "انتهاك غير مبرر" للمجال الجوي للبلاد.
وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بياناً أكدت فيه وقوع الهجوم، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة من خلال تقارير وسائل الإعلام الإيرانية.
وورد في بيان وزارة الخارجية أن باكستان تدين بشدة الهجوم على إقليم بلوشستان.
*"جيش العدل"
وتنشط جماعة "جيش العدل" المعارضة المصنفة في إيران على أنها "منظمة إرهابية"، على الحدود الإيرانية - الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر. وزادت عمليات المجموعة خلال السنوات الأخيرة.
وتتكون المحافظة من 7 أقاليم بين سيستان شمالاً وبلوشستان جنوباً، وتعتبر عِرقية البلوش أكبر جماعة تعيش هناك، وهي تطالب بالانفصال وتأسيس الدولة البلوشية.
*جرائمها
وفي العاشر من الشهر الجاري، قُتل ضابط إيراني في هجوم مسلح استهدف مقر الشرطة الإيرانية في قضاء راسك الواقع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة حينها بأنّ جماعة "جيش العدل" قد تبنّت مسؤولية الهجوم على مقر الشرطة في قرية بيدلد في قضاء راسك.
ونفذت المنظمة أيضاً منتصف الشهر الماضي هجوماً على مقر قيادة قوات الشرطة في مدينة راسك، أدى إلى مقتل 12 شرطياً وإصابة 7 آخرين.
ومن أبرز عمليات "جيش العدل" أيضاً، قتل 14 شخصاً من قوات حرس الحدود الإيرانية عام 2013، واختطاف 17 آخرين عامي 2013 و2019، ومهاجمة حافلة كانت تُقلُّ قوات للحرس الثوري، في مارس/ آذار 2019، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى عمليات أخرى.
تقول جماعة "جيش العدل" إنها تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العرقية الرئيسية في المحافظة.
في المقابل تصنف إيران هذا التنظيم الذي تُطلق عليه تسمية "جيش الظلم" جماعة إرهابية، وتقول إنه يتلقى دعماً من الولايات المتحدة وإسرائيل عدوتيها اللدودتين، ومن السعودية والإمارات كذلك.
*قصف أربيل وإدلب
وجاءت العملية الإيرانية ضد جيش العدل في باكستان بعد يوم على عملية مشابه استهدفت مراكز تابعة لجهات تعمل مع الموساد الإسرائيلي، في أربيل (العراقية) وإدلب (السورية) وأن هجماته رداً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة كرمان مسقط رأس القائد قاسم سليماني بالتزامن مع ذكرى استشهاده الرابعة.
*الحرس الثوري يوضح
وفي 3 بيانات منفصلة كشف الحرس الثوري عن تفاصيل عملياته، جاء في أولها: "إلى أمة إيران الإسلامية المتوكلة على الله عز وجل وببركات حضرة مولانا صاحب الزمان عليه السلام وردًا على الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية، نعلن استهداف مقرات الجواسيس والتجمعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة في منتصف الليل بعدد من الصواريخ الباليستية وتم تدمير الأهداف والتفاصيل ستُعلَن لاحقًا".
أما البيان الثاني فقد ذكر فيه: "ردًا على الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواطنينا في كرمان، تم استهداف مواقع لقيادة وتجمعات التنظيمات الإرهابية في سوريا بعدد من الصواريخ الباليستية، والتفاصيل ستُعلَن لاحقًا".
وأضاف في البيان الثالث: "ردًا على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي كانت آخرها استشهاد عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية، تم استهداف مقر تجسسي رئيسي للموساد في إقليم كردستان العراق وتم تدميره بالصواريخ الباليستية".
وتابع: "كان هذا المركز الصهيوني الرئيسي مسؤولاً مقرًا لتطوير وإطلاق عمليات التجسس وتخطيط الأنشطة الإرهابية في المنطقة لاسيما ضد بلدنا الحبيب، ونؤكد لامتنا الحبيبة أن العمليات الهجومية لحرس الثورة سوف تستمر حتى الأخذ بالثأر لآخر قطرة دم للشهداء".
*رجل أعمال كردي.. ما علاقته؟
وكشفت معلومات رسمية، بأن رجل الأعمال بيشرو دزيي قد قُتل في القصف الصاروخي الإيراني على مقر للموساد الإسرائيلي في أربيل بكردستان العراق.
وكشفت بأن رئيس شركة فالكون للأمن والحراسة المقتول "بيشرو دزيي" هو غطاء للموساد الإسرائيلي والمسؤول عن حمايتهم في أربيل ومسؤول الدعم اللوجستي لهم.
وتابعت المصادر، بأن الشركة مقرها الرسمي في مصر وهي شريكة مع شركات لتحديد المواقع والأهداف من خلال أرقام السيارات والإمكانيات التكنولوجيّة الكاملة، ومن أهم هذه الشركات، شركة EIA، وهي وكالة رئيسية تابعة للنظام الإحصائي الفيدرالي الأمريكي مسؤولة عن جمع وتحليل ونشر معلومات وهي شريك رئيسي في شركة فالكون التي قُتل مسؤولها في العراق في قصف مقار للموساد الإسرائيلي بأربيل.
فيما كشفت وكالة نور نيوز الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بأن بيشرو دزيي يعتبر مسؤولاً عن تصدير النفط من كردستان العراق إلى إسرائيل، وكان Dizaei مالك مجموعة Falcon Construction Group على علاقة وثيقة بالموساد وقيادة كردستان، وكان أيضًا مالكًا لمجموعة شركات Empire التي كانت تنشط في مجال تجارة النفط، وقد أُنشِئ هذا المجمع عام 2003 بعد أحداث العراق وكان يعمل في إنتاج النفط. ووفقاً للمصادر ذاتها كان لدى مجموعة SB Falcon أيضًا جيش خاص صغير يضم أفرادًا عسكريين أمريكيين سابقين.
مصادر عراقية، قالت إن دزيي صاحب شركة فالكون جروب، والتي تعمل بشكل أساسي في الأمن والإسكان والنفط، وتُقدر ثروته بـ 2.5 مليار دولار، يعتبر من أغنى 10 أشخاص في الإقليم، وهو من المقربين من عائلة بارزاني الحاكمة للإقليم.
واتهمت وسائل إعلام إيرانية، دزيي، بالعمالة للموساد للإسرائيلي، والعمل كشريك تجاري لإسرائيل، وإمداد إسرائيل بالنفط.
كما اتهمت تلك الوسائل مجموعة شركات دزيي بالمسؤولية عن تدريب المشاركين في الهجمات الأخيرة التي وقعت في جنوب إيران، وقالت إنه شركاته تقوم بتشغيل متقاعدين عسكريين أميركيين في مهام أمنية.