تصفية أحمد طاهر في كركوك.. هل كان ذلك رداً من "البي كا كا" على اغتيال "سعد علي"؟

إنفو بلس/ تقرير

اُغتيل يوم أمس الجمعة (2023/3/3) مسؤول دائرة الحماية السابق بالجبهة التركمانية العراقية في محافظة كركوك بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة أسفل سيارته وسط المدينة، في وقت دعت تركيا السلطات العراقية إلى محاسبة مرتكبي عملية اغتياله. 

وقالت مصادر أمنية لـ"إنفو بلس"، إن "العقيد أحمد طاهر مسؤول دائرة الحماية السابق بالجبهة التركمانية العراقية في مدينة كركوك اُغتيل بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة أسفل سيارته وسط المدينة". 

وأضافت المصادر، إن "طاهر والذي كان ضابطا برتبة عقيد في الجيش العراقي السابق اُغتيل ظهر أمس الجمعة قرب منزله في شارع غرفة التجارة الذي يقع وسط مدينة كركوك، مركز المحافظة". مشيرة، إلى أن "قوة أمنية حضرت إلى مكان الحادث وفتحت تحقيقا لكشف ملابساته فيما أخلت الجثة إلى الطب العدلي". 

ولم تعلن المصادر الجهات التي استهدفت الضحية، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الجريمة. 

*دعوة تركيا للتحقيق

وفي سياق متصل، دعت تركيا السلطات العراقية إلى تحديد ومحاسبة مرتكبي عملية اغتيال الضابط التركماني أحمد طاهر، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش في بيان، إن أنقرة تلقت ببالغ الحزن نبأ وفاة طاهر، ووصف عملية الاغتيال بأنها "هجوم إرهابي غادر". وقال، إن تركيا تدينه.

وأشار إلى أن هذا الهجوم "الإرهابي" يستهدف استقرار العراق وسلام وأمن التركمان الذين يعتبرون عنصرا أساسيا في العراق، وشدّد على أن تركيا تنتظر أن تحدد السلطات العراقية مرتكبي الهجوم بسرعة وتسلمهم إلى القضاء. 

*اتهام حزب العمال الكردستاني بالقتل 

اتهم رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران، حزب العمال الكردستاني بقتل مسؤول حمايتها السابق في كركوك. وذكرت الجبهة في بيان، أن "توران حضر مراسيم تشييع استشهاد مسؤول دائرة الحماية السابق في الجبهة التركمانية العراقية الضابط المتقاعد (أحمد طاهر) إثر استهدافه بعملية اغتيال جبانة وغادرة بعبوة لاصقة وضعها الإرهابيون أسفل عجلته في منزله الكائن وسط مدينة كركوك يوم الجمعة الموافق ٣ آذار ٢٠٢٣".

وقال توران عقب المراسيم، "ندين استهداف أحد الكوادر القيادية في الجبهة التركمانية العراقية (الشهيد أحمد طاهر) الذي شغل منصب مسؤول دائرة الحماية السابق للجبهة التركمانية لسنوات عديدة.

وأضاف، "نحن نتهم منظمة حزب العمال الكردستاني بإنها تقف وراء هذه العملية الإرهابية والتي حذرنا مراراً الحكومية العراقية من خطورة تواجدها في كركوك بعد ورود العديد من البرقيات الاستخبارية التي أكدت على وجود خطط لاستهداف قيادات الجبهة التركمانية العراقية في كركوك والمحافظات الأخرى". 

ودعا رئيس الجبهة التركمانية العراقية في حديثه القائد العام للقوات المسلحة، إلى "إرسال فريق تحقيق عالي المستوى لكشف ملابسات الحادث وإنهاء وجود منظمة حزب العمال في كركوك". مشيراً، إلى أنها "تمتلك معسكرات تدريبية بين طريق كركوك والسليمانية وتعمل تحت يافطة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وبعلم ودراية الأجهزة الاستخبارية".

وشدد رئيس الجبهة التركمانية العراقية على، أن "كركوك تنعم بالأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين مكوناتها منذ عمليات فرض القانون، وجميع المكونات من العرب والكرد حضروا مراسيم التشييع"، مشيداً بـ"العلاقة بين المكونات المتعايشة".

وحذر توران، من "تواجد منظمة العمال الكردستاني التي تهدف إلى تخريب أمن كركوك وتخريب التعايش السلمي والعلاقات الاجتماعية بين مكوناتها"، داعياً القوى السياسية إلى إدانة هذا الخرق الإرهابي"، بحسب البيان.

وطالب رئيس الجبهة التركمانية العراقية القائد العام للقوات المسلحة، بـ"كشف ملابسات الحادث الإرهابي الجبان وتقديم الجُناة للعدالة لينالوا جزاءهم العادل، وتكثيف جهودها في فرض الأمن في محافظة كركوك". داعياً الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى "التعامل المهني مع برقيات التهديد لقطع الطريق على الإرهاب الذي يتربّص بأمن كركوك والتعايش بين مكوناتها".

* تشكيل لجنة للتحقيق 

وجه محافظ كركوك رئيس اللجنة الأمنية العليا راكان سعيد الجبوري، الأجهزة الأمنية بتشكيل لجنة عليا والتحقيق العاجل بحادث استهداف ضابط متقاعد في المحافظة بعبوة لاصقة وضعت تحت مركبته.

وقال الجبوري، "وجّهنا قواتنا الأمنية بالتحقيق العاجل وكشف ملابسات الحادث"، مؤكدا، أنه" واثق أن اللجنة قادرة للوصول لمنفذي الحادث الإرهابي". وشدد الجبوري على، أنه "لن يتم التساهل بهذا الخرق"، لافتا إلى، أنه "يدعم جهود لجنة التحقيق".

*تركيا تنفذ عملية اغتيال في سنجار

كشفت السلطات التركية، يوم أمس الجمعة، عن تنفيذها عملية اغتيال استهدفت أحد مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار داخل العراق. 

وقالت صحيفة الدايلي صباح التركية، إن "وكالة الاستخبارات الوطنية التركية تتبعت شخصاً باسم (سعد علي) داخل العراق وتمكنت من اغتياله عبر عملية استخباراتية نفذتها داخل الأراضي العراقية". مؤكدة، إن "سعد تم قتله داخل سنجار، رافضة الكشف عن تفاصيل العملية".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "الاستخبارات الوطنية التركية تنفذ عمليات استخباراتية مستمرة داخل الأراضي العراقية". دون ذكر أي تنسيق مع الحكومة العراقية أو القوات الأمنية المسؤولة عن حماية سنجار.

مَن هو "سعد علي"؟ 

وبحسب مصادر محلية فإن "سعد علي بدل" كان يشغل منصب المسؤول العسكري لحزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار العراقية، كما شارك شخصيا في عمليات ضد قواعد تابعة للقوات المسلحة التركية، وقاد أنشطة التنظيم ضد جهاز الاستخبارات التركي في منطقة سنجار.

*اغتيالات متبادلة بين "البي كا كا" وتركيا

كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، العلاقة بين عملية اغتيال مسؤول دائرة الحماية السابق بالجبهة التركمانية العراقية في محافظة كركوك وعمليات الاغتيال التي تنفذها تركيا داخل العراق.

وقالت المصادر لـ"إنفو بلس"، إن "ما يجري بين "البي كا كا" وتركيا هي عمليات اغتيال متبادلة داخل العراق". مبينة، إن "ما حدث يوم أمس الجمعة باغتيال "أحمد طاهر" و"سعد علي" خير دليل على ذلك".