جماعات مسلحة تتبع الحلبوسي تتسبب بالذعر في الانبار وتخرّب السلم الأهلي هناك.. أين كان هذا السلاح عام 2014؟
لماذا يهاجمون قبيلة جميلة في الگرمة؟
جماعات مسلحة تتبع الحلبوسي تتسبب بالذعر في الانبار وتخرّب السلم الأهلي هناك.. أين كان هذا السلاح عام 2014؟
انفوبلس/..
ليلة ساخنة عاشتها محافظة الأنبار، فنيران الرصاص أضاءت ليل قضاء الكرمة، بعد تحرك أنصار رئيس مجلس النواب المنتهية عضويته محمد الحلبوسي نحو مهاجمة قبيلة الجميلات هناك، وسط تساؤلات طرحها مراقبون عن سبب عدم إخراج هذا السلاح لمواجهة عناصر تنظيم داعش الذين اجتاحوا المحافظة في 2014.
*ليلة ساخنة
وشهدت الليلة الماضية، خروج أنصار الحلبوسي، بأسلحتهم إلى شوارع قضاء الكرمة في محافظة الانبار، وأخذوا يرمون الرصاص بشكل عشوائي ومن أسلحة مختلفة بينها متوسطة، وأوقع ذلك مصابين.
وأظهرت مقاطع مصورة مجموعة أشخاصا يطلقون الرصاص في الهواء ويقولون "هذا على عناد ليث الدليمي".
وتمكن النائب المُقال ليث الدليمي من كسب دعوى قضائية ضد الحلبوسي تسببت بإنهاء عضويته من مجلس النواب من قبل المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية في العراق).
كما كان من بين المقاطع المصورة لأنصار الحلبوسي، مقطعاً يظهر مجموعة أشخاص مسلحين يرمون الرصاص، ويخاطبهم أحدهم بالقول: "وجهه على جميلة" في إشارة إلى توجيه سلاحهم نحو منازل قبيلة الجُميلات في القضاء.
ورداً على ذلك، طالب شيخ قبيل جميلة، ستار عباس الجميلي، رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالتدخل.
وقال الجميلي في منشور له على فيسبوك، خاطب فيه رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقائد شرطة الانبار وقائد عمليات الانبار: "إن أحد الاشخاص الخارجين عن القانون من أتباع المُقال يقومون بإطلاق العيارات النارية وإرهاب العوائل الآمنة ويقولون بالحرف الواحد (وجهوا أسلحتكم على جميلة) وهذا شيء يضر بالسلم المجتمعي".
وأضاف: "عليكم التدخل ضمن القانون الذي نريده دوماً أن يكون هو الفيصل وأن لا ندع المجال بأن تعمّ الفوضى كما يدعو لها الآخرون من ضعاف النفوس".
*لماذا جميلة؟
وقد يتبادر إلى أذهان البعض، أسئلة عن أسباب مهاجمة أنصار الحلبوسي لمنازل أبناء قبيلة جميلة في الانبار، وهذا يعود إلى رفضهم سياسة الديكتاتورية التي كان ينتهجها الأخير.
كما أنه في تموز الماضي، اشتعلت أزمة في محافظة الانبار وتحديداً في قضاء الكرمة، بسبب شقيقة الحلبوسي التي تشاجرت مع طبيب اختصاصي من عشيرة الجميلات، في إحدى مستشفيات الفلوجة.
وقام أنصار الحلبوسي وشقيقته بالاعتداء على الطبيب، الأمر الذي دفع عشيرته للتدخل.
وبدأت القصة قبل أيام عندما حدثت مشاجرة بين الطبيبة المقيمة والطبيب الاختصاصي، قامت على إثرها الطبيبة المقيمة دعاء مهدي في مستشفى الفلوجة العام، برفع دعوى قضائية ضد اختصاصي الباطنية في المستشفى ضياء محمود فرحان الجميلي، مدعيةً قيامه بالتجاوز عليها بالألفاظ ومحاولة ضربها.
إلا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المحلية في محافظة الأنبار، أكدت أنّ ما جرى هو قيام الطبيب المختص بمعاقبة المقيمة دعاء مهدي بسبب تقصيرها في عملها، لتقوم الطبيبة رفقة صديقتها فرح ريكان الحلبوسي شقيقة محمد الحلبوسي بالاعتداء على الطبيب المختص بالاستعانة بحماية شقيقة الحلبوسي، قبل أن يتمّ اعتقال الطبيب المختص ورفض طلبه بالشكوى.
وفي خضم تسارع الأحداث، اتهم ستار عباس، شيخ قبيلة جميلة، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتهديد أبناء قبيلته عبر رسالة شفهية بعثها من خلال قائد شرطة الأنبار، هادي الجليباوي.
*تسريبات
وقبل أحداث الليلة الماضية، انتشر تسجيل صوتي لمدير مكتب الحلبوسي، محمد نوري، يدعو فيه أنصار الرئيس المخلوع بالقيام بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعية عبارات "الأمور طيبة جداً" دون الإفصاح عن أي شيء آخر.
كما دعاهم نوري، إلى "نشر شيلات (أغاني حماسية) مرفقة بصور الحلبوسي، وعبارات "قامت القيامة" و"ما يهزك ريح" و"تلوكلك وحدك صرت خيالهه" و"الراضع من صدر الهيبة"، على أن يقوم جميع الأنصار بذلك.
بعد ذلك، انتشر تسجيل صوتي آخر لعضو مجلس النواب أحمد السلماني، يحشد أنصار وأبناء عشيرته للتظاهر ضد القضاء والمحكمة الاتحادية في القائم بسبب قرارها بطرد بإنهاء عضوية الحلبوسي.
*الأمن يطيح بالمتورطين
لم تكن القوات الأمنية بعيدة عن ليلة الانبار الساخنة، بل تحركت وألقت القبض على 8 متورطين منهم، مع ضبط أسلحة مختلفة.
وبحسب وثيقة رسمية، فإنه تم إلقاء القبض على 8 أشخاص قاموا بإطلاق نار عشوائي في قضاء الكرمة.
وأضافت، أنه ضبط بحوزة المتهمين أسلحة متنوعة (بندقية سمينوف، بندقية كلاشينكوف نصف اخمص، بندقية كلاشينكوف اخمص).
اعقب هذه الوثيقة، بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية أشار إلى "القبض على 18 متهماً بإطلاق العيارات النارية عشوائياً من مسببي الفوضى في الأنبار ليلة أمس".
وجاء في البيان، انه "تابعت الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية والعاملة ضمن شرطة الأنبار حادث إطلاق نار بشكل عشوائي من قبل أشخاص سببوا الفوضى في المحافظة ليلة أمس".
وأضاف "من خلال الجهود الميدانية وتكثيف العمل الاستخباري، تمكنت من إلقاء القبض على 18 متهماً من مطلقي هذه العيارات النارية التي روعت المواطنين، وضبطت 8 بنادق مختلفة ومسدساً. كما شرعت بعملية أمنية واسعة في مناطق متفرقة من المحافظة لتعزيز الأمن والاستقرار فيها".
وأكدت الوزارة، أنها "لن تسمح بأي شكل من أشكال العبث بالأمن وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من تسول له نفسه العبث بالأمن في جميع مناطق البلاد، كما تحث الجميع على الإبلاغ عن أي محاولة تخل بالاستقرار".