سطو مسلح يطيح بالجاني والمجني عليها.. ماذا حدث في منزل الطريحي بالنجف؟
انفو بلس/ تقارير
دخل هو وصاحبه ذو العشرين عاماً إلى إحدى منازل منطقة حي المثنى في محافظة النجف بداعي السرقة، كان أصحاب المنزل ذوي شأن رفيع في المنطقة ومن المعروفين على مستوى المحافظة، حيث الابن قسور الطريحي الطبيب الشهير، والابنة أزهار الطريحي ذات المهنة أيضا، دخول سرعان ما تطور إلى عملية إجرامية، فوقعت المسنّة والدة "قسور وأزهار" ضحية برصاصتين في ظهرها، لتبدأ هنا القصة.
*ماذا حدث؟
أمس الأحد، وقبل أن تجفّ دماء طبيب ديالى البارز أحمد المدفعي، فجّرت حادثة جديدة على منزل أحد أطباء محافظة النجف، غضب العراقيين وسط دهشة مما يحدث، حيث أعلنت قيادة شرطة المحافظة عن مقتل والدة طبيب إثر سطو مسلح نفّذه لصّان على منزله وسط النجف.
تسكن هذه العائلة في مجموعة دور متلاصقة ومفتوحة فيما بينهم، وخلال تواجدهم في الدوام دخل لصّان على البيت، حيث صرخت المرأة القتيلة (78 سنة) فقام أحد اللصّين بإطلاق النار عليها بمنطقة الظهر، ما أرداها على الفور، وفق مدير إعلام صحة النجف ماهر ياسر العبودي.
*مقتل أحد اللصَّين
وبحسب العبودي، فإن صبياً يبلغ من العمر 13 عاماً كان يتواجد داخل البيت، فسمع صوت الرصاص ليخرج الى الشارع صارخاً، لذا قام زوج ابنة القتيلة الذي يسكن بجوارهم بإطلاق النار من بندقيته ليردي أحد اللصّين قتيلاً بإطلاقتين في منطقة الصدر"، منوّها إلى أن "اللص المقتول يبلغ من العمر 20 سنة، بينما لاذ الآخر بالفرار".
*ملابسات الحادثة
قيادة شرطة النجف أعلنت عقب الحادثة، شروعها بتشكيل فريق عمل مختص لمعرفة ملابسات حادث مقتل والدة الدكتور قسور الطريحي والدكتورة أزهار الطريحي داخل منزلها في حي المثنى.
ووفق بيان للشرطة، فإنه "وبحسب المعلومات الأولية ومراجعة كاميرات المراقبة فإن الحادث كان محاولة سرقة من قبل أحد الاشخاص الذي أقدم على قتل المجني عليها بعد أن حاولت إيقافه".
ويوضح البيان، "أثناء ذلك قام أحد أقرباء المجني عليها والذي يسكن بجوارها وبعد سماعه أصواتاً بالدخول إلى الدار، وقتل الشخص الذي أقدم على قتل المرأة، بعد أن قام بتوجيه السلاح نحوه، وأن التحقيقات مستمرة إلى الآن".
ودعت شرطة النجف المواطنين إلى “عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة التي تزيف الحقائق وضرورة معرفة الأخبار من مصادرها الرسمية”.
*نقابة أطباء النجف تعلّق
نقيب أطباء النجف حيدر الشبلي أرجع أسباب تكرار استهداف الأطباء إلى التجييش الإعلامي قائلاً: "القتل والتجييش الإعلامي المقصود وغير المقصود أصبح سبباً لقتل الأطباء".
ويضيف الشبلي، "بعد محافظة ديالى، اليوم النجف شهدت الساعة العاشرة صباحاً سطواً مسلحاً في حي المثنى لبيت الزميل والأخ الدكتور قسور الطريحي، وانتهى السطو بقتل والدته المسنّة".
*إحصائيات رسمية
وتكشف إحصائيات عراقية رسمية أن 224 من الكوادر الطبية العراقية قُتلوا وجرح 150 آخرين، بينما جرى نزوح أكثر من ألف طبيب من التخصصات النادرة منذ 2003.
وتشير الإحصائيات إلى أن هذه النسب موزّعة بواقع مقتل 61 طبيبا وجرح 30 آخرين وكذلك مقتل 163 من العاملين في المهن الطبية وجرح 120 آخرين فضلاً عن مقتل نحو 150 أستاذاً جامعياً وهجرة آخرين.
ووفقاً لتحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، ففي بغداد لوحدها، يقول 87 بالمئة من الأطباء أنهم تعرضوا للعنف في العمل، في حوادث بعضها ينطوي على أسلحة، ومعظمهم على أيدي أقارب المرضى.
*هجرة جماعية
ودفع العنف الأطباء إلى مغادرة البلاد بأعداد كبيرة، ووجدت دراسة أُجريت عام 2017 أن 77 بالمائة من الأطباء المبتدئين كانوا يفكرون في الهجرة.
وفي عام 2019، قال متحدث باسم وزارة الصحة العراقية إن 20 ألف شخص فعلوا ذلك بالفعل، وكان العنف سببا رئيسيا.
كما تدفع العقوبات والتهديدات القبلية الأطباء إلى تجنب العمليات الجراحية المعقدة، ويتجنب خريجو الطب الجُدد المسارات الوظيفية عالية الخطورة مثل جراحة الأعصاب وطب الطوارئ.