سلفيون منتشرون في البيشمركة يقتلون الفنان خواناس وريا علناً والقاتل يتباهى!
التطرف يتفشى في كردستان
سلفيون منتشرون في البيشمركة يقتلون الفنان خواناس وريا علناً والقاتل يتباهى!
انفوبلس/..
عشر رصاصات انتزعت روح الفنان الكردي خواناس وريا كلي، وسط سوق جمجمال في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، لكن الصادم هو أن المتهم بقتله يتباهى في ذلك ويعزو سبب قتله إلى "الخلافات الدينية"، كما أقرّ "بوقوع نقاشات عدة وحدث سوء تفاهم بينهما".
*كيف قُتِل؟
في الساعة 5:50 من مساء أول أمس الخميس، وفي وسط قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، أطلق شخص يقود دراجة نارية 10 رصاصات على (خواناس وريا) الذي كان عائداً من الإمارات منذ يومين وأرداه قتيلاً، حسب ما قال والده، "كان ولدي يعمل في مرائب للسيارات في الإمارات".
ينحدر المجني عليه من عائلة وعشيرة بارزة في جمجمال، ووالد خواناس هو (وريا كلي) أحد أبرز الروائيين وله عشرات الروايات (هذا الجرح لن يلتئم، حافلة جدتي، هذا كان عمي، جيسيكا ابنتي العزيزة).
وُلِد خواناس وريا كلي، في قضاء جمجمال وهو من مواليد عام 2001، متزوج ولديه طفل اسمه رامين، 3 سنوات، وكان شاباً حسن المظهر وفنانا مسرحيا ورساما ومتعلما له أفكاره الخاصة، ولاعب فنون قتالية (كونفو) وكان يطلق على نفسه لقب "ملك الشارع"، كما كانت له خطبه وانتقاداته الخاصة في الندوات والاجتماعات.
وسبق أن قال المجني عليه في مقطع مصور، إنه "ليس هناك أي مبرر يعطي الحق لسلب الروح من إنسان".
*لماذا قُتِل خواناس؟
بعد ساعات قليلة من مقتله، صرّح رمك رمضان، قائمقام جمجمال، لوسائل الإعلام: أن "المجرم الذي أقدم على قتل خواناس معروف، والقاتل صديق المجني عليه وكانت هناك خلافات بينهما، ونؤكد للجميع أنه سيتم اعتقاله في أقرب وقت ممكن". لكن (وريا كلي) والد خواناس نفى أن يكون لنجله أي علاقة بالقاتل، وقال: "مقتله لا علاقة له بخلاف اجتماعي أو شجار، ولدي كان غائباً عن المدينة منذ شهرين وقد عاد من الإمارات قبل يومين فقط".
*القاتل في البيشمركة
يؤكد عدد من أصدقاء المجني عليه الشاب خواناس، أنه كانت لديه طريقة خاصة بالتفكير وكان له رأيه الشخصي في العديد من الأمور وأن قاتل خواناس شخص اسمه (هيرش كريم) وهو أحد عناصر قوات البيشمركة في قوات 70 التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني.
*فكر سلفي
يؤكد أصدقاء خواناس، أن الجاني واقع تحت تأثير أفكار إحدى التيارات الإسلامية، وتحديداً السلفية، وقد نشر على حسابه الشخصي في الفيسبوك بعد ارتكابه الجريمة يقول، "لن أسمح بسبّ رسول الله صل الله عليه وسلم لا لن أسمح بذلك... أي شخص يعادي (ص) هو عدونا إلى يوم القيامة".
*تباهي
ووفقا للناشط في مجال الحريات الدينية ماريوان نقشبندي، "القاتل ينتمي لقوات البيشمركة وقد سلّم نفسه للسلطات في وقت لاحق من تنفيذ الجريمة".
وأضاف نقشبندي، أن "القاتل لم ينكر فعلته، بل تباهى بها على صفحته الشخصية في تيك توك بشكل علني".
*المجرم في "قبضة العدالة"
يوم أمس، أعلنت مديرية أمن غرب السليمانية "الأسايش"، اعتقال قاتل الشاب "خواناس وريا" في ناحية جمجمال.
وذكر بيان للمديرية: "لقي شاب مصرعه مساء الخميس 2023/6/22 في سوق منطقة جمجمال يدعى (خواناس وريا ناظم كلي) برصاص راكب دراجة نارية ثم هرب مطلق النار". مضيفا، "فور تلقي قرار القاضي باعتقال مطلق النار، تم تكليف جميع قواتنا في مديرية الأمن الغربي وقواتنا في مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن بالبحث عن المشتبه به والقبض عليه".
وتابع البيان، "وأخيراً، وبجهود ومهارات الأجهزة الأمنية، تم اعتقال المشتبه به بعد 24 ساعة من قبل قواتنا في منطقة جمجمال".
وبيّن، أن "المشتبه به (ح ، ك ، ح) من مواليد 1995، من سكان جمجمال". موضحة أنه "بخصوص سبب القتل، عزا المتهم القتل إلى الخلافات الدينية، واعترف بوقوع نقاشات عدة وحدث سوء تفاهم بينهما"، لافتة إلى أنه "تم اعتقال المشتبه به بموجب المادة 406 من قانون العقوبات".
*السلطة تدعم السلفيين!
ولوحظ في الفترة الأخيرة انتشار التيار السلفي والمساجد الخاصة والمدارس التعليمية بين الشباب بصورة لافتة للنظر في السليمانية وعموم مدن إقليم كردستان.
ويقول الأكاديمي والباحث المختص في شؤون الحركات الدينية سالار تاوكوزي، إن "الأسباب تكمن في دعم السلطة الكردية للتيار السلفي، لأن هذا التيار اتفق معها على دعمها الكامل مقابل السماح له بالتحرك بصورة طبيعية".
واكد، أن "التيار السلفي يقف ضد الأحزاب الإسلامية الأخرى المشاركة بالعملية السياسية ويحرّض ضدها ويدعو الناس لعدم المشاركة في الانتخابات، وهذا كله يصب بمصلحة أحزاب السلطة، لذلك يسمحون لهم بالتحرك وحرية التنقل وبناء المساجد وإقامة الدورات التعليمية".
وأضاف، أن "هناك دولاً تدعم التيار السلفي بالمال لبناء المساجد وإقامة الدورات وفتح القنوات والمؤسسات الإعلامية، بهدف تعريب الثقافة الكردية باسم الدين، فضلاً عن وجود خيبة أمل بين المواطنين الكرد، وعندما يشعر المواطن وخاصة الشاب الذي لا تتوفر له سبل الحياة فإنه يتجه صوب التشدد الديني الذي تمثله تلك الحركات السلفية".
*التطرف منتشر في كردستان
تثير قضية التطرف الديني في كردستان العراق كثيرا من الاهتمام والجدل، خاصة أن الإقليم يقدّم نفسه بوصفه المنطقة الأكثر انفتاحا وتعددية في العراق، وملجأ لكل الهاربين من الصراعات الدينية والعِرقية والطائفية.
الصحفي والكاتب الكردي سوران كريم، أرجع انتشار التشدد الديني في الإقليم لعوامل عدة، منها "استغلال المتطرفين للفطرة الدينية".
ويوضح، أن "العامل الأهم للتطرف الديني في كردستان عموما، هو طبيعة الأهالي المسلمين المسالمين، المرتبطين بالطرق الصوفية".
وأشار إلى أن "المتطرفين مارسوا الرعب والإرهاب بحق مَن يخالفهم في تطبيق شريعتهم، الرافضة للتحرر والعقلانية والاعتدال".
*دعوات للتطرف
وخلال السنوات السابقة، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان، ضبط أكثر من 700 عنوان لكتب تدعو للتطرف والغلو.
وأشارت إلى، أنها ومن خلال متابعتها وخططها لمحاربة التطرف والتشدد الديني بمختلف أنواعه منعت استيراد هذه الكتب ودخولها للإقليم.
ولفتت إلى، أنه "ما بين عامي 2017، و2018 تم ضبط أكثر من 700 عنوان لكتب تشجّع على التشدد والعنف تم إدخالها إلى إقليم كردستان". مؤكدة، أن "تلك الكتب تم حظرها وعدم استعمالها داخل الإقليم في خطوة مهمة لمحاربة التطرف والتشدد الديني لكل الأديان والطوائف".