معبر غير رسمي في قزانية بديالى.. هل يكون السبب وراء الاضطرابات الأخيرة؟
انفوبلس/..
تشهد محافظة ديالى اضطرابات أمنية، ازدادت حدّتها مؤخراً، وتسببت بوقوع العشرات من الضحايا سواء من المدنيين أو الأمنيين، وسط عجز عن السيطرة على الأوضاع هناك، فما أن تهدأ نيران أزمة ما، حتى تشتعل أخرى أكبر منها.
في المحافظة الواقعة بالقسم الشرقي من وسط العراق، وتحدّها من الشمال محافظة السليمانية وجزء من محافظة صلاح الدين، ومن الغرب محافظتا بغداد وصلاح الدين، ومن الجنوب محافظة واسط، لم تكن الاضطرابات فيها وليدة اليوم، بل هي ممتدة منذ سنوات.
وبقيت ديالى تدفع ثمناً باهظاً مقابل تنوعها العِرقي - الطائفي (عرب وأكراد وشيعة وسُنّة)، إذ تنازعت على "العراق المصغّر" وهي التسمية التي تُطلق على ديالى، التوجهات السياسية السائدة في البلاد منذ ما بعد عام 2003، فنظام المحاصصة الذي كرّسته العملية السياسية ناجم من تنامي الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية، فتفاقمت الأوضاع الأمنية للمحافظات المتنوعة قومياً أو طائفياً كما هي الحال في ديالى. فعلى سبيل المثال، يصرّ الأكراد على تبعية بعض أقضية ديالى مثل خانقين وجلولاء لإقليم كردستان، نظراً لوجود غالبية كردية فيها.
*زيارة السوداني
دفع توتر الأحداث في "محافظة البرتقال"، القائد العام للقوات المسلحة (رئيس مجلس الوزراء) محمد شياع السوداني، للتوجه إلى ديالى، على رأس وفد عسكري وخدمي حكومي، وذلك يوم أمس 8 آذار.
*تعزيزات عسكرية ومُهلة
وفور وصوله المحافظة، ترأس رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً أمنياً للقيادات الأمنية في ديالى، واستمع إلى إيجاز عن أحوال المحافظة وجهود القوات الأمنية لبسط الأمن والاستقرار في عموم أقضيتها ونواحيها، بالإضافة إلى مناقشة الخروقات الأمنية المتكررة التي تشهدها عدد من مناطق المحافظة، وآليات معالجتها.
ووجه السوداني، وفق بيان لمكتبه، بإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى محافظة ديالى، كما أمهل القادة الأمنيين أسبوعين لبسط القانون في جميع مناطق المحافظة، مؤكداً أن الملف الأمني في عموم العراق يحظى باهتمام بالغ من قبل الحكومة، باعتباره أساساً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مشدداً على رفضه النهايات السائبة في الملف الأمني، وأن تأخذ السياقات القانونية مجراها مع المتورطين بتعكير صفو الأمن ومرتكبي الجرائم في ديالى.
وبين أن البعض لا يروق له توجه الحكومة نحو تفعيل النشاط الاقتصادي، ويحاول إشغالها في تفاصيل أخرى بعيدة عن ذلك، مشدداً على مضي الحكومة لتنفيذ برنامجها في الاقتصاد والتنمية، ولا يوجد لديها خطوط حمراء إزاء تعزيز الأمن وإنفاذ القانون.
*دور العشائر
أعقب ذلك، لقاء رئيس مجلس الوزراء، جمعاً من شيوخ العشائر والوجهاء والشخصيات في ديالى، إذ أكد السوداني أهمية الدور الذي تضطلع به الشخصيات الاجتماعية والعشائرية وفق المكانة التي تحوزها، في ترسيخ السلم المجتمعي وإسناد القوات الأمنية في إنفاذ القانون وبسط الأمن وتهيئة المناخ لمواصلة العمل في تنفيذ البرنامج الحكومي وأولوياته.
*إنهاء الخروقات
خلال اليوم الخميس، شدد وزير الداخلية عبد الامير الشمري، على تكثيف الجهود الأمنية لإنهاء الخروقات في محافظة ديالى.
وذكر بيان لقيادة شرطة المحافظة، أن وزير الداخلية زار قيادة الشرطة خلال جولته الميدانية، مبينا أن الوزير عقد اجتماعًا أمنيًا بحضور قائد العمليات اللواء الركن علي فاضل عمران وقائد شرطة ديالى اللواء علاء غريب الزبيـــــــدي، ومدير مرور ديالى وعددًا من ضباط الشرطة.
ووفقا للبيان، شدد الشمري على تكثيف الجهود الأمنية والاستخبارية من أجل إنهاء الخروقات الأمنية والقاء القبض على المطلوبين ومحاربة عمليات التهريب والجريمة المنظمة، مؤكدا ضرورة حماية أمن وممتلكات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم، وإظهار الصورة الحقيقية لوزارة الداخلية من خلال التعامل الحسن مع المواطنين.
*معبر قزانية
عمليات تهريب عبر معبر قزانية وتم قتل أشخاص بسببه وأكثر من 200 قضية فساد لم تفعل
في رسالة وجهت إلى السوداني من قبل عضو مجلس النواب صلاح زيني التميمي، أكد فيها قيام محافظ ديالى بعمليات تهريب عبر معبر قزانية وتم قتل أشخاص بسبب هذا المعبر، كما كشف عن معلومات مضللة من قبل القيادات الأمنية في المحافظة.
وقال التميمي، إن "القيادات الأمنية في ديالى قامت بتضليل رئيس الوزراء، ولم تنقل له شيئاً من الحقيقة، وتم اخفاء ادلة بالحادث الأخير ومنها (مسطرة تفجير العبوة الناسفة) التي تم ضبطها من قبل قسم المتفجرات ولم يتم ذكرها بالتقرير؟"، متسائلاً أيضاً "فكيف لنا ان نؤمن بهكذا قيادات!".
واتهم النائب عن ديالى، المحافظ الحالي مثنى التميمي بالتورط بالتهريب حيث قال، "هل تعلم ان محافظ ديالى مسؤول عن التهريب حسب تقرير الاستخبارات ذي العدد 22 -753 بتاريخ 10 -1-2022 معنون الى وكالة استخبارات ولدية معبر غير أصولي في ناحية قزانية يعمل على ادخال أكثر من 20 شاحنة غير رسمية يومياً وتم قتل 3 أشخاص بسبب هذا المعبر".
وأشار أيضاً إلى، أن "هناك أكثر من 200 قضية فساد وهدر مال عام على محافظة ديالى لم تفعّل إلى الآن".
*اضطرابات
وتكررت المآسي التي عاشتها ديالى في الأيام الأخيرة، إذ قتل 8 أشخاص، وأصيب اثنان آخرون في حادثة استهداف طالت سيارة شيخ عشائري في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، ليلة الاثنين (6 اذار 2023).
وأظهر مقطع فيديو مصور، تجمع ذوي الضحايا أمام مستشفى شهربان في المقدادية.
وحصلت شبكة انفوبلس، على أسماء المقتولين والجرحى، وهم: ميثم إسماعيل محمود، أحمد عاصم محمود، عبد الأحد محمود، ورود محمد، حياة إسماعيل، إسماعيل جاسم، زينب محمود، علي كريم، أما المصابون فهم: علي حسين علي، وحسين عاصم محمود.
كما أن هجوماً مسلحاً وقع في منطقة البوبالي بقضاء الخالص في محافظة ديالى، (20 شباط 2023) أودى بحياة 7 أشخاص وإصابة 3 آخرين.
خلية الإعلام الأمني أعلنت أن نزاعاً عشائرياً وقع بين قرية الجيايلة والبوبالي في قضاء الخالص محافظة ديالى، أدى إلى قتل وجرح عدد من المواطنين، بينهم امرأتان.
ولفتت إلى أن قطعات من الجيش والشرطة هرعت إلى مكان الحادث و"تم تطويق القريتين والفصل بينهما، كما تم القبض على عدد من المتورطين بالحادث".
فيما أفاد مصدر أمني، بشأن أحداث الجيايلة، انه "تم اصدار أوامر قبض بحق 14 شخصاً، وتم القبض على 4 منهم، فيما يرجي البحث عن العشرة الآخرين".
ولفت الى "احالة الاوراق من قيادة شرطة ديالى الى جهاز مكافحة الارهاب، وتم تحويل المتهمين وأوامر القبض الى الجهاز"، مبينا ان "هنالك لقاءات بين المحافظ وقائد الشرطة وقائد العمليات والعشائر لرأب الصدع بين العشيرتين".
وفي 22 شباط الماضي، أقدم مجهولون على اغتيال اختصاصي الباطنية والقلبية في مستشفى بعقوبة التعليمي بمحافظة ديالى أحمد طلال المدفعي بعد خروجه من عيادته في شارع الطابو وسط بعقوبة، الذي يعد مركزاً للعيادات الطبية والمولات التجارية، ويشهد تواجداً مكثفاً للأجهزة الأمنية.
*ما الذي تحتاجه ديالى؟
يرى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن محافظة ديالى بحاجة إلى جهد أمني ومجتمعي، وتفعيل الجهد الاستخباري، ونصب أبراج مراقبة، وتحليل صور الطائرات المسيرة، وحماية الحدود، فضلاً عن إقامة المتاريس لمنع الخروقات الأمنية المتكررة.