واشنطن تسعى لحفظ ماء الوجه.. عدوان أمريكي بمساعدة أردنية يستهدف العراق وسوريا ويستمر لـ4 ساعات دون نتائج تُذكر.. المقاومة ردت وستستمر بالرد
انفوبلس..
بمساعدة طائرات أردنية، نفذت قوات الاحتلال الأمريكي عدواناً انتقامياً استهدف العراق وسوريا واستمر لمدة 4 ساعات فجر اليوم السبت رداً على مقتل وإصابة أكثر من 40 جندياً أمريكياً في قاعدة "البرج 22" على الحدود الأردنية السورية يوم الأحد الماضي، في عدوان وصفه محللون بأنه محاولة لحفظ ماء وجه واشنطن ولإقناع شعبها بإنها تستطيع حماية جنودها والرد على الضربات التي تستهدف قواعدها.
وفجر اليوم، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية شن ضربات على العراق وسوريا، وقالت في بيان إنه "في الساعة 4:00 مساءً (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) 02 فبراير، شنت قوات القيادة المركزية (CENTCOM) غارات جوية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له".
وبينت، أنه "ضربت القوات العسكرية الأمريكية أكثر من 85 هدفا، مع العديد من الطائرات التي تشمل قاذفات قنابل بعيدة المدى من الولايات المتحدة. استخدمت الضربات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة".
وأشارت إلى، أنه "شملت المرافق التي تم ضربها عمليات القيادة والسيطرة والمراكز ومراكز الاستخبارات والصواريخ ومخازن المركبات التي تعمل بدون طيار ومرافق سلسلة الإمداد اللوجستية والذخائر لجماعات الميليشيات ورعاتها في الحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا الهجمات ضد قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف".
ومع بدء العدوان الأمريكي، أفاد التلفزيون السوري نقلاً عن شهود عيان في دير الزور باندلاع النيران داخل قاعدة أمريكية في حقل "كونيكو" للغاز شمال شرق المدينة إثر هجوم صاروخي جاء رداً على العدوان الأمريكي.
مصادر مطلعة، كشفت عن تفاصيل الضربات الأمريكية التي نفذتها في العراق، وطبيعة الأضرار والخسائر الناجمة عن تلك الضربات.
وقالت، إن "الولايات المتحدة، شنت ضربات على 4 مواقع داخل الحدود العراقية، اثنان منهما في موقع واحد"، لافتةً إلى أن "الضربات نُفذت بعد منتصف ليل السبت".
وأضافت المصادر، إن "الضربات تسببت باستشهاد شخصين وإصابة 5 آخرين معظمهم مدنيون"، وكانت الأماكن التي تم استهدافها من قبل الولايات المتحدة، في منطقة السكك على الحدود العراقية السورية".
واستهدفت هذه الضربات، مقرات متخذة كمشجب للعتاد وأخرى لصناعة الطائرات المسيرة، واثنين للتجمعات، وكانت جميعها فارغة أو شبه فارغة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن "الطائرات الحربية الأمريكية نفذت 4 جولات من الغارات على مواقع بدير الزور، 3 منها على الميادين وجولة واحدة على البوكمال، مع استمرار طائرات الاستطلاع بالتحليق بشكل مكثف في أجواء المنطقة".
خبير عسكري عراقي كشف أن "الاستهداف الأمريكي استعراضي ولن يُفضي إلى شيء مهم من الناحية الاستراتيجية"، لافتاً إلى أن "جنوب الفرات في سوريا ستبقى منطقة عصية على محوري قسد من الشمال والتنف من جانب حدود الأردن ولن يلتقيا أبدا".
وتابع، إن "المقاومة الإسلامية في العراق استعدت جيدا لكل الاحتمالات والرد ممكن جدا في وقت قريب على العدوان الأمريكي"، مشيراً إلى أن "الكيان الإسرائيلي مشارك في القصف وتخبط الإعلام الأمريكي في بداية العدوان دليل على ذلك".
وبعد انتهاء الغارة كشفت مصادر خاصة أن "انحسار الغارات الأمريكية وحركة الطيران الحالية هدفها الرصد خشية الرد على قواعد الاحتلال"، ولفتت إلى أن "الإنذار في قواعد الاحتلال سيستمر لوقت طويل من الآن ترقباً لردود أفعال محتملة من جانب بعض فصائل المقاومة والطيران المسيّر النشط منذ أيام لن يتوقف".
وأضافت، أن "الموجة الأولى من الغارات لم تتعمق في الأجواء العراقية تبعاً لتفاهمات بين الحكومة والاحتلال ومن المرجح استمرار هذه التفاهمات، وأن التقديرات الأولية لموجة القصف تشير إلى أنها كانت ضمن المتوقع والذي تم الاستعداد له وقصف قاعدة كونيكو في ذروة الغارات أفرغ الهجمة من محتواها"، مبيناً أن "حصر الأضرار بيد الأجهزة الحكومية لكون المواقع المستهدفة سواء في العراق أو سوريا هي مواقع عسكرية رسمية لكن التقديرات الأولية لا ترتفع عن المحتمل والوارد حدوثه بناءً على التحصينات وإعادة الانتشار التي جرى استباق العمليات بها".
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أكد، فجر اليوم السبت، تعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية الى ضربات جوية أمريكية، مضيفاً أن تلك الضربات تُعد خرقاً للسيادة العراقية.
وقال اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بيان له، "تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأتي هذه الضربات في وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة".
وأضاف، إن "هذه الضربات تُعد خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية، وتهديداً يجرُّ العراق والمنطقة إلى ما لا يُحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".
وفي بيان له، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ القوات الأميركية ضربت وفق توجيهاته "أهدافًا في منشآت بالعراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له لمهاجمة قواتنا".
وقال بايدن، الذي شارك في مراسيم استقبال جثامين الجنود الثلاثة، أن بلاده "لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو بأي مكان آخر في العالم".
وتابع بايدن بأن الردّ الأميركي في الشرق الأوسط قد بدأ "وسوف يستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها، ليعلم كل من قد يسعى لإلحاق الأذى بنا أننا سنرد".
وجاء في البيان: "الأحد الماضي، قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بطائرة بدون طيار أطلقتها الميلشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وفي وقت سابق من هذا اليوم حضرت مراسيم العودة لرفات الأمريكيين في قاعدة دوفر الجوية، وتحدثت مع عائلاتهم".
تقارير صحفية أشارت إلى أن طائرات F-16 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني كانت قد شاركت في الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة الليلة الماضية.
وافترضت أن هذا الاشتراك يأتي كرد فعل على هجوم بدون طيار استهدف قاعدة أمريكية على الحدود الأردنية في يناير الماضي. وذكرت المصادر أن الطائرات الأردنية انضمت بعد تحديد الأهداف.
ولفتت التقارير، إلى أن هذا الدور الأردني يعكس التضامن مع الولايات المتحدة بعد الهجوم على البرج 22، وهو موقع عسكري في الأردن قرب الحدود السورية.
وحول أنباء بداية حرب شاملة بين واشنطن وطهران، كشف البيت الأبيض الأمريكي، أنه أبلغ مسبقاً الحكومة العراقية بأنه سينفذ ضربات ضد فصائل مسلحة يرى أنها المسؤولة عن مقتل وإصابة نحو 40 عسكرياً أمريكياً في قاعدة أردنية الأسبوع الماضي، إلى جانب استهدافات مسبقة منذ الأشهر الماضية، ما ينذر بأن الحرب التي يجري الحديث عنها مؤخراً قد تكون على وشك الاندلاع.
وبحسب تصريحات لمحللين سياسيين وأمنيين، رأوا أن "الهجمة الأمريكية العنيفة" تشير وفق معطياتها إلى أن واشنطن بدأت "حرباً متوقعة" في منطقة الشرق الأوسط سبق وأن تم التحذير منها.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الرئيس الأمريكي كان قد أكد في مناسبتين سابقتين آخرها فجر اليوم أن "أمريكا لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر ولا تريد أن تدخل الحرب مع إيران".