6 أعوام على النصر الكبير.. تعرف على إحصاءات وآثار الحرب على البنية التحتية وخسائر الاقتصاد
المجد لأرواح الشهداء وتضحيات الجرحى والأرامل والأيتام
6 أعوام على النصر الكبير.. تعرف على إحصاءاتهم وآثار الحرب على البنية التحتية وخسائر الاقتصاد
انفوبلس/...
ستة أعوام مضت على حرب خرج العراق منها منتصراً صامداً كاسراً كل التوقعات، ثابتاً نفسه معلناً قدرته على تخطي الصعاب وحده دون الحاجة لأي يد خارجية، وما دحضه لعصابات داعش الإجرامية والمُشكلة على يد الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبية، إلا خير دليل على ذلك.
*من الاحتلال وحتى النصر
انتشر "داعش" في حزيران/ يونيو 2014 بمحافظات (نينوى وصلاح الدين والأنبار) وأجزاء أخرى مثّلت أكثر من ثلث مساحة العراق.
بدأت عمليات التحرير بفك الحصار عن قضاء آمرلي في صلاح الدين بتاريخ 11 حزيران/ يونيو 2014 واستمر حتى 31 آب/ أغسطس 2014، فتم تحرير المحافظة بالكامل في 22 آب/ أغسطس 2016، تلاها تحرير أجزاء كبيرة من الأنبار بـ 30 حزيران/ يونيو 2016، ثم تحرير الموصل في 10 تموز/ يوليو 2017.
أي إنه بعد ثلاث سنوات (2014-2017) من المعارك الدامية ضد العصابات الإرهابية وبفضل مشاركة الجيش العراقي والحشد الشعبي وجميع مفاصل القوات الأمنية في العراق، تمت استعادة المدن التي استولت عليها عصابات "داعش" آنذاك وأُعلن النصر في 10 كانون الأول من العام 2017.
*إحصائيات بالخسائر
وما إن أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي النصر على التنظيم عام 2017 حتى بدأت الأنباء تتوالى عن عدد الضحايا والخسائر الاقتصادية التي تكبدها العراق، والتي أشار العبادي إلى أنها تجاوزت 100 مليار دولار في مختلف القطاعات.
وتزامناً مع ذكرى "يوم النصر العظيم"، قدمت وزارة الثقافة خلال العام الماضي، إحصائية بعدد المواقع الأثرية ودور العبادة التي دمرتها عصابات "داعش" في العراق.
ونقلت الوزارة في بيان، عن وزير الثقافة أحمد البدراني قوله في كلمته أمام الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي في الرياض، إنّ "المدن التي عاث فيها الإرهاب تُعد من زاهرات المدن تراثًا وعمرانًا وذخيرة علمية وثقافية، لكن الإرهاب لم يترك لها أماكن للتراث أو للعلم أو للعبادة أو للثقافة إلا وتم إمعان التدمير فيها".
وأضاف، إن "الإرهاب الداعشي دمر أكثر من (5000) مبنى تمت إزالتها أو فقدان صلاحيتها للاستخدام، من بينها (108) مساجد، و(15) ضريحًا، و(19) كنيسة، و(37) مدرسة، ومعبدًا واحدًا، و(13) سوقًا، و(13) حمامًا، و(431) بيتًا تراثيًا، فضلاً عن المتاحف والمواقع الأثرية. مثمنًا دور دولة الإمارات العربية في إعادة إعمار الجامع النوري في الموصل الحدباء، وكذلك جهود (اليونسكو) ومبادرتها في (إحياء روح الموصل)".
ودعا البدراني، "الدول والمنظمات المشاركة في أعمال المؤتمر إلى ضرورة احتضان ورعاية أي توجه يعيد إعمار وترميم وصيانة تلك المدن وتأهيلها لاستعادة دورها الحيوي، لتعيش مرة أخرى حياتها الآمنة والمطمئنة بعيدًا عن شر الإرهاب وويلاته".
*الخسائر الاقتصادية
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني أن حصيلة الخسائر الاقتصادية في المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش آنذاك "صادمة".
وقال المشهداني، إن "الخسائر توزعت في المناطق التي سيطرت عليها "داعش" في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى وبابل وبغداد"، مشيرا الى أن "الخسائر الحكومية وحدها من مباني وخزائن البنك المركزي والأسلحة في تلك المحافظات تُقدر بـ 36 مليار دولار".
وفيما يتعلق بأعداد المنازل فيعتقد الخبير الاقتصادي، أن "الحرب تسببت بتدمير ما يقرب من 250 ألف منزل في القطاع الخاص، بما يعادل 7.5 مليار دولار، على اعتبار أن أقل تكلفة لإعادة الإعمار تُقدر بـ 30 ألف دولار للمنزل الواحد"، في حين أشارت تقارير حكومية إلى أن أعداد المنازل المدمرة لم تتجاوز 150 ألفاً.
*الكهرباء
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، إن "الخسائر في قطاع الكهرباء بالمناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش كانت باهظة للغاية، وتُقدر بـ 12 مليار دولار".
ولفت موسى الى، أن "قطاع الكهرباء نالَ الجزء الأكبر من الخسائر ليشمل محطات الإنتاج وشبكات النقل والتوزيع، مما أدى بالعراق إلى أن يفقد جزءا كبيرا من البنى التحتية وقتها".
*الخزينة العراقية
بدوره، قال المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء مظهر محمد صالح، إن "الحرب على الارهاب في سنوات 2014 الى 2017 كلفت الخزينة العراقية نحو 30 مليار دولار"، مبينا أن "الإرهاب سلب قرابة خُمس الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للعراق".
وأضاف صالح في مقال نشره على موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، إن "تكاليف العمليات العسكرية اليومية ارتفعت من 5 ملايين دولار يوميا الى قرابة 30 مليون دولار يوميا وهي نفقات تطلبتها ميادين الحرب ضد الإرهاب".
وأشار الى، أن "الإرهاب أدى الى نزوح حوالي 6 ملايين مواطن من سكان المحافظات المحتلة، الأمر الذي رفع من معدلات الفقر الى 30% بسبب فقدان العائلات الى مصادر دخل ونشاطها الاقتصادي فضلا عن تزايد معدلات البطالة".
ولفت الى، أن "الجو الاقتصادي في ذلك الوقت ظل محبطا بتحديات الركود المتمثلة بأركانه الثلاثة، وهي ركود الأسعار وهبوط النمو في الناتج المحلي والإجمالي وارتفاع مستويات البطالة".
*البنى التحتية
وفي العام 2018 نشرت وزارة التخطيط تقريرا مفصلا عن خسائر العراق خلال الحرب مع عصابات داعش، إذ كشفت عن أن عدد الوحدات الاقتصادية الحكومية المتضررة من الحرب تُقدر بـ 8457 وحدة، لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية الحكومية في قطاعات النفط والكهرباء والتعليم والصحة والنقل والمستشفيات وغيرها.
وشمل تقرير وزارة التخطيط 7 محافظات عراقية، فيما بين أن محافظة صلاح الدين (شمالا) كانت الأكثر تضررا على صعيد البنى التحتية الاقتصادية بسبب الدمار الذي لحق بالمنشآت النفطية والكهربائية والمصافي التي كانت ترفد مختلف محافظات البلاد.
وبحسب تقرير آخر صادر عن مجموعة البنك الدولي ووزارة التخطيط في 2018، فإن تكلفة إعادة الإعمار في جميع المدن التي شهدتها الحرب مع داعش تفوق الـ 88 مليار دولار، وأن إعادة إعمار قطاع الإسكان الخاص بحاجة إلى 17.2 مليار دولار.
إلا أن تلك الإحصائيات لا ُتعد نهائية، خاصة أن الفترة الزمنية التي أُعِدّت خلالها كانت ضيقة لضرورة معرفة متطلبات العراق والبدء بالإعمار ودخول المنظمات الدولية.
فيما كشفت تقارير أممية نُشرت في العام 2016 عن حصيلة الضحايا لعامي 2014 و2015، وأشارت الى أن أعداد القتلى في المناطق التي سيطرت عليها العصابات الإرهابية بلغت نحو 18 ألفا و802، إضافة إلى 37 ألف جريح، فضلا عن 3.2 ملايين نازح وذلك قبل أن تبدأ معركة الموصل في تشرين الأول 2016.
*مآسي النازحين
وفي ما يخص النازحين، فقد كشف تقرير سابق لصحيفة (بي أم سي سايكولوجي) الأوروبية: "ما يزال لحد الآن يعيش 1.2 مليون شخص عراقي حالة نزوح في ملاجئ رسمية وغير رسمية في مناطق مختلفة من العراق".
وأضاف التقرير، أن "الايزيديين كانوا من بين أكثر النازحين تعرضاً للإبادة والقتل والتهجير على يد عصابات داعش الإرهابية".
وبين، أن "هجوم داعش تسبب بنزوح 400 ألف ايزيدي وتم خطف واستعباد 6 آلاف امرأة وفتاة حيث تعرضن لمعاملة غير إنسانية على يد داعش اشتملت على اغتصاب وتعذيب وبيع في سوق الرقيق، وقد تمكن بعض منهن من الهروب، ويعيشون في مخيمات للنازحين".
جهود كبيرة بذلتها الحكومة العراقية في مجال الإعمار وإعادة النازحين، ففي الوقت الذي كانت فيه أعداد مخيمات النازحين عام 2017 تبلغ 116 وبقرابة 5 ملايين نازح، يؤكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري أن الحكومة استطاعت إغلاق غالبية المخيمات.
*عدد الضحايا
موقعIraqi body count البريطاني المختص بحساب عدد القتلى المدنيين في العراق، كشف أن عدد المدنيين الذين استُشهدوا عام 2016 بلغ 16 ألفا و393 عراقيا، بينما سجل العام الذي سبقه استشهاد 17 ألفا و578 مدنيا، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن عام 2014 سجل العدد الأقل من الشهداء المدنيين بواقع 2018 قتيلاً.
فيما كشف وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري أن أعداد المدنيين الذين استُشهدوا في الموصل فقط يقارب 40 ألف مدني.
من جهة أخرى، فإن تقريرا أمميا كشف عن حصيلة الجرحى لعام 2014 وحتى 2017، وبين أن أعداد الجرحى بلغت أكثر من 55 ألف جريح، فضلا عن أكثر من 5 ملايين نازح وذلك حتى انتهاء معركة تحرير الموصل.
وارتكب داعش إبّان سيطرته على الموصل مجموعة من الانتهاكات الخطيرة والممنهجة التي ترقى إلى مستوى "الجرائم الدولية"، فأعدم آلاف المواطنين، واكتُشفت مقابر جماعية عديدة، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
بينما شهدت عمليات تحرير الموصل استشهاد ما لا يقل عن ألفين و521 مدنياً، ووقع العدد الأكبر من الضحايا في أكثر الأحيان نتيجة الهجمات التي نفذها داعش والقصف الجوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وأفادت وحدات الدفاع المدني أنها انتشلت بقايا جثث ألف و642 مدنياً من تحت الأنقاض.
وبهذا التضارب الرقمي، تظل الأرقام غير واضحة ومتناقضة في بعض الأحيان، بعد أن أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، أنها لا تملك إحصائيات بعدد الضحايا خلال فترة سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من البلاد.