إنجاز استخباري واسع النطاق.. العراق يعلن إحباط عمليات إرهابية بأوروبا وآسيا وإفريقيا ويلاحق البعث والقربانيين

انفوبلس/..
في تصريح لافت يعكس مدى التطور الذي بلغه العمل الاستخباري العراقي، كشف رئيس جهاز الأمن الوطني، أبو علي البصري، عن سلسلة من العمليات النوعية التي نفذها الجهاز داخل وخارج البلاد، مشيراً إلى إحباط عمليات إرهابية في أوروبا وآسيا وإفريقيا وروسيا، وملاحقة تنظيمات إرهابية وجماعات متطرفة مثل داعش والقربانيين، فضلاً عن توقيف عشرات المطلوبين من بقايا حزب البعث المنحل.
*اختراقات خارج الحدود وشلل استراتيجي لداعش
كشف رئيس جهاز الامن الوطني، أبو علي البصري، اليوم الاثنين، خلاصة النشاطات المهمة والاستخبارية التي قام بها الجهاز والملاحقات التي طالت عناصر من حزب البعث وجماعة القربانيين وداعش، مشيرا الى أن الجهاز منع عمليات إرهابية في أوروبا وآسيا وإفريقيا وروسيا.
وقال البصري،إن "فلول تنظيم داعش الإرهابي تتعرض لنكسات مالية وبشرية متتالية، وتفتقر إلى الحواضن، وتحاول إثبات وجودها بتهديد مناطق خارج سيطرتها"، مشيرا الى أن "التنظيم يتجه تدريجياً نحو إفريقيا وغرب آسيا بعد فقدان زعامته السابقة، نتيجة الضربات الدقيقة والملاحقات المستمرة".
وأكد،إن "جهاز الأمن الوطني يُدرك كل ما يتعلق بالتنظيم ضمن إطار المراقبة والمتابعة، ويملك القدرة على الوصول لأي هدف حتى خارج البلاد"، مشيرا الى أن "التنظيم الإرهابي فقد قدرته على المناورة داخل سوريا، بفضل التنسيق العالي مع قوات سوريا الديمقراطية، مما وضعه في حالة شلل استراتيجي".
*ضرورة تسلّم السجناء وتعزيز الرقابة الرقمي
وأوضح، "ضرورة تسلّم نحو 1900 سجين عراقي من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتقليل التهديدات الأمنية مستقبلاً"، مشيرا الى أن "زعامة داعش باتت مبنية على خطاب مذهبي عابر للحدود بدلاً من قيادة فردية، بهدف التحريض والتجنيد وتأمين التمويل".
وشدد على أن "70% من نشاط التنظيم حالياً يتركز في سوريا، الكونغو، أفغانستان، وباكستان"، مبينا ان "التصفيات النوعية لقيادات التنظيم تمت عبر جهود عراقية خالصة بعد اختراق طويل الأمد لصفوفه وتحديد تحركاته".
وأكد أن "العراق منع عمليات إرهابية ليس فقط داخلياً، بل أيضاً في أوروبا وآسيا وإفريقيا وروسيا"، لافتا الى ان "التنظيم يفعّل أدواته عبر الإنترنت وشبكات التواصل الموازي، ما يستلزم تعميق التعاون الاستخباري الدولي لمواجهة “داعش الرقمي".
*القربانيون والبعث.. ملفات لا تزال مفتوحة
وأوضح، إن "حزب البعث المنحل والجهات المعادية لا تملك اليوم أدوات التأثير، وتكتفي بالتحريض الإعلامي عبر منصات فوضوية بلا صدى واقعي"، لافتا الى ان "تلك الجهات تروّج لمخاوف مصطنعة من تهديدات عسكرية، لكنها تفتقر لأي دليل ميداني وتُقابل برفض شعبي واضح".
*أرقام ثقيلة لحرب طويلة
وكشف عن "اعتقال 505 إرهابيين خلال عام واحد بموجب قانون مكافحة الإرهاب، فضلا عن إلقاء القبض على 828 متهماً بجرائم المخدرات، و1298 متهماً بالتهديد والابتزاز، واعتقال أكثر من 145 من عناصر حزب البعث المنحل وأجهزته القمعية، ضبط كميات من الأسلحة والمواد شديدة الانفجار وأجهزة مراقبة ليلية".
وأكد "تفكيك تنظيم “القربانيين” واعتقال 148 عنصراً في محافظات البصرة، المثنى، واسط، ميسان، وذي قار، بينهم منظّر التنظيم الملقب بـ”العارف"، محذرا من خطر الحركات المنحرفة التي تستدرج الشباب فكرياً وتدفعهم نحو الانتحار والانحراف العقائدي".
وشدد على "أهمية مراجعة المناهج التعليمية ومراقبة المنصات الرقمية التي تروج لأفكار متطرفة وطائفية"، كاشفا عن "تقديم أكثر من 8000 معلومة استباقية خلال عام كامل، أسهمت في منع جرائم إرهابية وسيبرانية وعمليات تهريب مخدرات".
*أعلى مستويات الجاهزية
في 17 شباط 2025، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، أن هناك اهتماماً كبيراً بالتعاقد مع كبريات الشركات للوصول الى أعلى مستويات الجاهزية، فيما أشار الى أن العراق له جزء كبير وأساسي بحل المشكلات الإقليمية.
وقال النعمان: إن "جهود الحكومة العراقية بشخص القائد العام للقوات المسلحة، تصب في تعزيز القدرات الفنية واللوجستية لكل الأجهزة الأمنية بما يتلاءم مع المهام الموكلة لهذه الأجهزة"، لافتا إلى ان "هناك اهتماماً كبيراً وواضحاً بالتعاقد مع الشركات الكبرى للوصول الى مستويات عالية جدا من الجهوزية في ظل الاستقرار الأمني والإنجازات التي حققتها القوات الأمنية في القضاء على ما تبقى من فلول داعش الإرهابية".
وأضاف، إن "التحديات الأمنية واضحة لكل القيادات الأمنية وكل الخطط وضعت لتجاوز وتلافي هذه التحديات وإيجاد الحلول المناسبة"، مبيناً أن "هناك منجزاً أمنياً يومياً على مستوى ملاحقة عصابات داعش الإرهابية وعلى مستوى ملف المخدرات وغيرها من التحديات الأمنية، والمحصلة النهائية هو الاستقرار الأمني والسلم المجتمعي".
*العراق واجهة للعالم
وأوضح النعمان، إن "العراق اليوم أصبح واجهة للعالم ومراقباً من قبل الدول الإقليمية وأغلب دول العالم، حيث كان العراق في فترة من الفترات مشكلة لما مر به من عدم الاستقرار الأمني، وانعكس هذا الأمر على المحيط الإقليمي"، مشيراً إلى أن "العراق اليوم بفضل تضحيات قواته الأمنية وبفضل الجهود التي بذلت من قبل الحكومة والدبلوماسية أصبح ليس جزءاً من الحل وإنما أساسي".
وتابع: إن "العراق أصبح اليوم جزءاً كبيراً جداً في حل المشكلات الإقليمية وهذا الانعكاس والتصنيف والتغيير في النظرة الى العراق من الناحية الأمنية وتطلعها الى الاستفادة من هذا الوضع الأمني في مجالات الاستثمارات وغيرها"، موضحاً أن "العراق بلد غني بالاستثمارات وأرض خصبة للجانب الاقتصادي الذي يتطلع له العراق والدول الأخرى".
وأكد النعمان، "نحن مطمئنون على الوضع الأمني العراقي وعلى قدرات القوات الأمنية وعلى متانة وحاكمية حدودنا مع الدول المجاورة"، لافتاً إلى أن "المنجزات العراقية والاستقرار الأمني غيرا نظرة الدول ومعاييرها وتصنيفاتها".
*مرحلة استقرار
ووسط سلسلة من العمليات الاستباقية والجهود الأمنية المتواصلة، أشاد عدد من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي بتحسن الوضع الأمني في مختلف المحافظات، مؤكدين أن العراق يمرّ بمرحلة استقرار نسبي غير مسبوق منذ سنوات، نتيجة تطور الأداء الاستخباري وتراجع نشاط الجماعات الإرهابية بشكل كبير.
ويرى الخبراء أن الانخفاض الملحوظ في عدد العمليات الإرهابية، يُعد مؤشراً مهماً على قدرة الدولة على فرض سيطرتها وتعزيز حضورها في المناطق التي كانت توصف سابقاً بـ”الهشة أمنياً”.
من جانبه، قال الخبير الأمني أحمد الشريفي إن “العراق انتقل من مرحلة رد الفعل إلى الفعل الاستباقي، وهو ما مكّنه من كسر العديد من المخططات التي كانت تستهدف الأمن الداخلي وحتى الأمن الإقليمي”.