إحصائية دولية بشأن الإنفاق العسكري للعراق خلال 2025.. أكثر من 6 مليارات دولار والأجواء لا تزال مستباحة!

انفوبلس/ تقارير
رغم إعلان مجلة ceoworld الأميركية تجاوز الإنفاق العسكري للعراق الـ6 مليارات دولار، إلا أن التوغلات المتكررة، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو تركيا، تثير تساؤلات ملحة حول جدوى تلك التخصيصات، وفعالية الاستراتيجيات العسكرية المتبعة، ومصير منظومات الدفاع التي أنفقت عليها الدولة مبالغ طائلة في السنوات الأخيرة. انفوبلس استعرضت الإحصائية بالتفصيل وردود الفعل بشأن الاختراقات المتكررة للسيادة العراقية وذلك في سياق التقرير الآتي.
إحصائية المجلة الأميركية
يوم أمس، كشفت إحصائية لمجلة “ceoworld” الأمريكية، عن بلوغ الإنفاق العسكري للعراق خلال العام 2025، أكثر من 6 مليارات دولار، وسط دعوات نيابية إلى مضاعفة الاستثمار في العنصر البشري عبر برامج تدريب متخصصة، داخل العراق وخارجه لمواكبة التحديات الأمنية الراهنة.
وذكرت المجلة في الإحصائية الخاصة بها، أن “الميزانية العسكرية للولايات المتحدة تبلغ 997 مليار دولار، خلال عام 2025 التي احتلت المرتبة الأولى من حيث الانفاق، تليها الصين، التي تبلغ حوالي 314 مليار دولار، ومن ثم روسيا ثالثا 149 مليار دولار، وجاءت ألمانيا رابعا 88 مليار دولار، والهند خامسا 86 مليار دولار”.
وأضافت المجلة، أن “الانفاق العسكري للعراق للعام الحالي يبلغ 6.2 مليار دولار، وهو يمثل 1.9% من إجمالي الناتج الإجمالي، وتمثل 0.2% من الإنفاق العسكري في العالم”.
أجواء مستباحة رغم التخصيصات المليارية
رغم تخصيص العراق مليارات الدولارات من موازنته السنوية لتعزيز قدراته الدفاعية وتحديث ترسانته العسكرية في عام 2025، لا تزال أجواؤه مستباحة من قبل طائرات مسيّرة ومقاتلات أجنبية، في مشهد يعكس فجوة مؤلمة بين حجم الإنفاق العسكري وواقع السيادة الجوية.
وبهذا الصدد، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب مهدي تقي آمرلي، إن لجنته “تتابع بقلق تكرار الانتهاكات التي تطول الأجواء العراقية، مما يحتم على الدولة التحرك العاجل في اتجاه تعزيز قدرات الدفاع الجوي، وامتلاك منظومات رادارية وصاروخية قادرة على الرصد والردع الفوري لأي تهديد خارجي”.
وأضاف، أن “التحديات الأمنية الراهنة تستوجب مضاعفة الاستثمار في العنصر البشري، عبر برامج تدريب متخصصة، داخل العراق وخارجه، بإشراف خبراء ومراكز تدريب عسكرية عالمية”، مشيرا إلى أن “القدرات التكنولوجية وحدها لا تكفي ما لم تقترن بكفاءة بشرية قادرة على إدارتها باحترافية ودقة عالية”.
ونبه إلى أن “هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة منظومة التدريب في وزارتي الدفاع والداخلية، وتحديث المناهج بما يواكب الحروب الحديثة غير التقليدية، ومنها حرب الطائرات المسيرة والتهديدات السيبرانية والحرب النفسية”، معتبرا أن “الحروب لم تعد تدار فقط بالبندقية، بل بالمعرفة والتقنية والسرعة في اتخاذ القرار”.
ودعا آمرلي إلى “تفعيل الاتفاقيات الثنائية مع الدول المتقدمة عسكريا، خصوصا تلك التي تتضمن تبادل الخبرات والدورات المتخصصة، ونقل التكنولوجيا الدفاعية الحديثة”، معربا عن أمله بأن “يشهد العام الجاري قفزة نوعية في مسار التعاقدات الدفاعية، والتطوير المؤسسي للقوات العراقية”.
وأكد أن “الدفاع عن السيادة هو التزام وطني يتطلب عملا مستداما لتحديث الجيش وتأهيله، وتمكينه من أداء دوره الطبيعي في حماية العراق من أي تهديد خارجي أو داخلي”.
ماذا يمتلك العراق من منظومات ورادارات؟
يمتلك العراق اليوم، منظومة دفاع جوي توصف بأنها “مجزأة ومحدودة الفاعلية”، إذ يعتمد الجيش العراقي على مجموعة من المنظومات القصيرة والمتوسطة المدى، أبرزها منظومة Pantsir-S1 الروسية، المعروفة بقدرتها على اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ منخفضة الارتفاع، ومدافع الشيلكاالسوفيتية القديمة التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وهي فعالة جزئيا ضد أهداف قريبة لكن صلاحيتها محدودة في الحروب الحديثة.
كما يمتلك العراق رادارات من طراز AN/TPS-77 الأميركية، وهي منظومة رصد جوية متنقلة متوسطة المدى، إضافة إلى رادارات Giraffe السويدية، التي تستخدم لرصد الطائرات على ارتفاعات منخفضة.
ورغم توفر هذه التجهيزات، إلا أن الخبراء يشيرون إلى غياب الربط الشبكي بين هذه الرادارات، ما يجعلها غير قادرة على تغطية المجال الجوي بشكل متكامل أو العمل ضمن غرفة عمليات موحدة.
ويفتقر العراق إلى منظومة دفاع بعيدة المدى من طراز Patriot الأميركية أو S-300 الروسية، القادرة على التعامل مع تهديدات استراتيجية مثل الصواريخ الباليستية والطائرات النفاثة الحديثة، ما يجعل مجاله الجوي عرضة للاختراق في حالات التصعيد العسكري أو العمليات عالية التقنية.
وينتظر العراق خلال الأشهر المقبلة تسلم أولى الدفعات من منظومة دفاع جوي متوسطة المدى تعاقد عليها مع شركة “LIG Nex1” الكورية الجنوبية، في إطار خطة حكومية لتحديث القدرات الدفاعية الجوية، وتقليص الثغرات التي يعاني منها هذا الملف الحيوي منذ سنوات.
آلية تطوير المنظومات الدفاعية في العراق
من جانبه، أكد النائب محما خليل، أن “تطوير المنظومة الدفاعية والأمنية في العراق لا يرتبط فقط بتعداد الأسلحة أو صيانتها، بل يبدأ من ترسيخ مفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان والإيمان بالديمقراطية”.
وأشار خليل في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إلى أن “العراق اليوم بات لاعبا دبلوماسيا هادئا وفعالا في المنطقة، واستطاع بسياساته المتوازنة أن ينقذ نفسه وعددا من الدول الأخرى من الدخول في صراعات مدمرة”، مشيرا إلى أن “التجربة السويسرية تمثل مثالا يحتذى به، كونها لم تبن على التسليح فقط، بل على احترام الحقوق والحريات، وبناء مؤسسات قوية”.
وتابع أن “العراق خلال العقود السابقة عانى من ديكتاتورية جعلت كل موارد الدولة موجهة نحو المنظومة التسليحية، ما أدى إلى ويلات الحرب والدمار”،موضحا أن “العراق اليوم يمتلك اتفاقيات استراتيجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتحالفات دولية يمكن استثمارها في ملفات السيادة، والمياه، والأمن”.