الأمن المفقود في الأنبار.. موكب المحافظ علي الدليمي يشتبك بالسلاح مع موكب شيخ عام عشيرة آل شبل في الفلوجة ووزير الداخلية يتدخل لفضّ النزاع
انفوبلس..
أفاد مصدر أمني، مساء أمس الأحد، باندلاع اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين موكب محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي، وحماية شيخ عام آل شبل عامر الشبلي، في مدينة الفلوجة.
وأبلغ المصدر، بأن "اشتباكات بالرصاص الحي حدثت في مدينة الفلوجة، بين موكب محافظ الأنبار وموكب شيخ عام آل شبل، عامر الشبلي".
وأضاف المصدر، أن "إطلاق الرصاص الحي جرى بشكل مباشر على إحدى عجلات عامر الشبلي، من قبل قوة الحماية التابعة للمحافظ، ما أدى لتطور الأوضاع وقطع مدخل الفلوجة على موكب المحافظ من قبل الشيخ الشبلي".
المكتب الإعلامي لمحافظة الأنبار، كشف في بيان مقتضب، أن وزير الداخلية تدخل لفضّ النزاع بين المحافظ علي فرحان وعشيرة البو عامر في الفلوجة.
أوضاع الأنبار المتوترة
وتعاني محافظة الأنبار من أوضاع متوترة يتحول قسم كبير منها إلى نزاعات مسلحة، فبين الخلافات السياسية والخلافات العشائرية وخلافات النفوذ والسلطة، تقبع المحافظة وسكانها تحت رحمة حَمَلَة السلاح وأصاحب النفوذ فيها.
وقبيل الانتخابات المحلية الأخيرة، تزايدت المخاوف من تحول الصراعات السياسية بين الأحزاب المتنفذة في محافظة الأنبار العراقية إلى صراعات مسلحة نتيجة استمرار الخلافات داخل المكون الواحد، فكثيراً ما كانت تلك المحافظة صانعةً لقرار المكون السُني خلال الأعوام الأخيرة.
وشهدت الأنبار، لا سيما بعد انتهاء عمليات تحرير المحافظة الغربية، حملة إعمار وبناء لم تشهدها المدينة منذ 2003 وتحولت بعض الأماكن فيها إلى مواقع سياحية جذبت أهالي المحافظات الأخرى.
ورأى السياسي المستقل من محافظة الأنبار أحمد الفهداوي أن "الشارع الأنباري يعيش حال تخوف من تحول الصراع والتنافس بين الأحزاب السياسية داخل المحافظة إلى توتر ينعكس على الوضع الداخلي والأمني، خصوصاً أن الفترات السابقة شهدت كوارث أمنية نتيجة الصراع السياسي".
إلى ذلك أشار المتخصص السياسي والأمني عقيل الطائي إلى أن معظم الصراعات الحزبية إن لم تكن جميعها ليست بسبب الأيديولوجيات أو البرامج الانتخابية أو السباق إلى من يقدم خدمات أفضل، بل هو صراع مصلحي من أجل التفرد بالسلطة أو النفوذ، إلا فيما ندر.
وأوضح أن الأنبار محافظة قبلية وعشائرية واحتدم الصراع بين الأحزاب ووصل إلى شيوخ العشائر بسبب محاولة بعضهم التفرد بالسلطة والهيمنة على المناصب والأموال.
وذكر، أن هناك صراعات قائمة لدرجة استخدام الألفاظ النابية ووسائل الإعلام والمؤتمرات والتشهير، لكنه استبعد "أن تصل إلى التصادم المسلح لأنه لا يخدم الجميع وسيكون الجميع خاسراً"، مرجحاً حدوث بعض المشكلات وزيادة حدة التوتر لكن مع ذلك هناك من سيحاول ضبط الإيقاع نظراً إلى وجود عقلاء أيضاً.
ونبّه الطائي إلى أن السلطة والمال والتفرد وغياب الرقابة والمحاسبة والمجاملات والصفقات تجعل بعضهم يستفز بقية الأطراف.
في هذا السياق، استبعد المتخصص الأمني عماد علو، توجه الصراع السياسي في محافظة الأنبار نحو مسارات عنيفة، خصوصاً بعد المتغيرات على صعيد البناء والإعمار التي شهدتها، مبيناً أن هناك تنافساً سياسياً لكن لا توجد مؤشرات واقعية تدل على مثل هذه المسارات العنيفة.
وأردف، أنه من المستبعد أن يحصل هذا الأمر في المستقبل، لا سيما أن هناك حضوراً وبصمة حكومية أمنية قوية وتحالفات سياسية في المحافظة مع العمق السياسي من المكون الآخر في أنحاء العراق.
في المقابل، أوضح الباحث السياسي رافد العطواني أن الأمور في محافظة الأنبار ستجر نحو اقتتال داخلي في طبيعة الحال، شارحاً أن المناطق الغربية بصورة عامة، أي المحافظات ذات الغالبية السُنية، عانت ويلات التنظيم المتطرف، إضافة إلى دفعها ثمن ضريبة الإرهاب قبل انطلاق عمليات التحرير، وسكانها يتذكرون جيداً تلك الأيام العصيبة التي عاشوها ومن ثم لا رغبة لديهم في فقدان حال الاستقرار القائمة.
وقال، "من الممكن أن تحصل بعض المشاكسات في ظل وجود بعض المغذيات ذات الأيديولوجية الخارجية وليس الوطنية الراغبة في جر المحافظات الغربية إلى الاقتتال الطائفي أو المناطقي من أجل إضعافها والسيطرة عليها، لكن هناك ضوابط من الممكن أن تتحكم في كثير من سلوكيات القائمين على تلك المناطق لإرساء حال من التراضي والتوافق داخل المحافظات السنية ومنها الأنبار".
حوادث الآونة الأخيرة
في الخامس عشر من نيسان الماضي، أفاد مصدر أمني في حشد محافظة الأنبار، مقتل وإصابة 5 مدنيين بنزاع عشائري غربي المحافظة.
وقال المصدر، إن "مشاجرة بين مدنيين اثنين تطورت الى استخدام السلاح الخفيف بين أفراد عشرتي المتشاجرين في قضاء القائم غربي الأنبار، ما أدى الى مقتل مدني وإصابة 4 آخرين بجروح مختلفة تم نقلهم الى احدى المستشفيات القريبة من مكان الحادث لتلقي العلاج اللازم".
وأضاف المصدر، إن "التحقيقات الأولية تشير الى أن الحادث جاء على خلفية نزاع عشائري نشب بين الطرفين وتطور الى استخدام السلاح"، مبينا إن "القوات الأمنية طوقت مكان الحادث ونفذت حملة دهم وتفتيش بحثا عن المتورطين باستخدام السلاح ومصادرته وإحالتهم الى القضاء"، موضحا إن "الوضع الأمني في عموم مناطق قضاء القائم آمن ومستقر وما حصل حادث عرضي غير إرهابي"، مشيرا الى أن "القوات الأمنية نقلت الجثة الى دائرة الطب العدلي".
يشار الى أن مدن الأنبار شهدت تسجيل العديد من حوادث النزاعات العشائرية بعد عودة الأُسر النازحة الى مناطق سكناها المحررة.
وفي الرابع من حزيران الماضي، أفاد مصدر أمني باندلاع نزاع عشائري في قضاء حديثة غربي محافظة الأنبار.
وقال المصدر، إن "نزاعا مسلحا اندلع، بين عشيرتين في قضاء حديثة غربي محافظة الأنبار، أسفر عن مقتل شخص كحصيلة أولية"، مشيراً الى أن "النزاع العشائري استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
وفي الرابع من تموز الماضي، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، بإصابة 4 أشخاص إثر نزاع عشائري غرب المحافظة.
وقال المصدر، إن "مشاجرة تطورت الى نزاع عشائري بين أفراد قبيلة الجغايفة وسط قضاء حديثة غرب محافظة الأنبار"، مضيفاً إن "4 أشخاص أُصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة لاستخدام السلاح الناري".
ولم يذكر المصدر أسباب النزاع، فيما لم تصدر السلطات المحلية أي بيانات عن ملابسات الحادث.