تصاعد الاغتيالات في ميسان.. مقتل حر مجيد العلياوي يعيد إشعال فتيل الصراع وحرب الثأر المتبادلة

انفوبلس/..
في حادثة جديدة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في جنوب العراق، شهدت محافظة ميسان عملية اغتيال مروعة استهدفت (حر مجيد العلياوي)، ابن عم القيادي فيس عصائب اهل الحق، الشهيد وسام جاسم العلياوي (أبو جعفر العلياوي).
ووقع الهجوم الذي قُتل فيه (حر العلياوي) في منطقة الحي الصناعي، إحدى المناطق الحيوية التي تضم منشآت اقتصادية وتجارية، ما يثير تساؤلات حول مدى الانفلات الأمني واستمرار عمليات الاستهداف السياسي والمسلح.
وتعرض الضحية لهجوم مسلح مفاجئ، أثناء تواجده في المنطقة، ما أسفر عن مقتله على الفور، وسارعت الجهات الأمنية إلى فتح تحقيق مكثف للكشف عن ملابسات الحادث، حيث تم تعزيز التدابير الأمنية في المناطق الصناعية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
اغتيال في سياق التوترات السياسية
حر مجيد العلياوي أحد الناشطين البارزين في المحافظة، وتربطه صلة قرابة قوية بـ "وسام العلياوي"، الذي قُتل في العام 2019 في ظروف مشابهة خلال أحداث احتجاجات تشرين
يعد حر مجيد العلياوي أحد الناشطين البارزين في المحافظة، وتربطه صلة قرابة قوية بـ "وسام العلياوي"، الذي قُتل في العام 2019 في ظروف مشابهة خلال أحداث احتجاجات تشرين.
وشهدت ميسان في الأعوام الأخيرة، موجة من الاغتيالات التي طالت شخصيات محسوبة على جهات سياسية مختلفة، ما يعكس استمرار النزاع المسلح بين بعض الفصائل.
انتقام وتصفية حسابات
تُتهم عناصر من "سرايا السلام" بالوقوف وراء الحادث، وذلك رداً على مقتل القيادي في السرايا (مسلم أبو الريش)، الذي تم العثور على جثته في يناير 2022
تشير مصادر مطلعة، إلى أن عملية اغتيال العلياوي، قد تكون مرتبطة بعملية تصفية متبادلة، حيث تُتهم عناصر من "سرايا السلام" بالوقوف وراء الحادث، وذلك رداً على مقتل القيادي في السرايا (مسلم أبو الريش)، الذي تم العثور على جثته في يناير 2022، وعليها آثار 11 طلقة نارية.
وبحسب مصادر محلية، كان (أبو الريش) متهماً في قضية اغتيال وسام العلياوي، ما يعزز فرضية أن الجريمة الأخيرة قد تكون جزءاً من سلسلة أعمال انتقامية متبادلة.
ردود الفعل والتحقيقات الجارية
دعوات الى ضبط الأوضاع الأمنية واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه العمليات التي تهدد السلم المجتمعي في ميسان
أثارت الحادثة موجة من القلق بين سكان محافظة ميسان، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني.
ودعا مراقبون إلى ضرورة ضبط الأوضاع الأمنية واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه العمليات التي تهدد السلم المجتمعي في المحافظة.
من جهتها، أكدت الأجهزة الأمنية أنها تواصل تحقيقاتها لتحديد هوية المنفذين ودوافع العملية، مشددة على ضرورة تعزيز الأمن في المناطق التي تشهد تصاعداً في وتيرة العنف المسلح.
وفي ظل تكرار حوادث الاغتيال في ميسان، يتزايد القلق بشأن مستقبل الأوضاع الأمنية في المحافظة، خاصة مع استمرار حالة الانفلات وانتشار السلاح خارج إطار الدولة.
ويبقى التساؤل مفتوحاً: هل سيؤدي هذا الحادث إلى موجة جديدة من العنف، أم ستتمكن السلطات من فرض الأمن والحد من الاغتيالات السياسية؟
واستُشهد القيادي في الحشد الشعبي وسام العلياوي وشقيقه في هجوم مسلح استهدف مقر عصائب أهل الحق في مدينة العمارة بمحافظة ميسان، تزامناً مع تظاهرات تشرين 2019.
وخلال محاصرة المقر، أطلق الشهيد وسام العلياوي نداءً للمتظاهرين قبل أن يتم استهداف المقر بالقنابل وإضرام النيران فيه، ومع تفاقم الأحداث، هاجم مجهولون سيارة الإسعاف التي كانت تقل الشهيدين بعد إصابتهما.
وأظهرت مشاهد مصورة وسام العلياوي مستلقياً داخل سيارة الإسعاف، بينما حاول شقيقه التصدي للمهاجمين، إلا أن المهاجمين أجهزوا عليهما بدم بارد ونكّلوا بجثمانيهما.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة، حيث طالبت والدة الشهيدين بالثأر، فيما توعد الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، بالقصاص.
من جانبه، حذر الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، من تداعيات هذه الفتنة، داعياً إلى التهدئة وتجنب الانجرار إلى مزيد من التصعيد.
كان وسام العلياوي من أوائل الذين واجهوا الاحتلال الأميركي في العراق عام 2003، وعمل مهندساً في وزارة النفط قبل أن ينضم إلى الحشد الشعبي عام 2014.
شغل منصب آمر فوج العمارة في الحشد الشعبي، وشارك في جميع العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، حيث كان له دور بارز في معارك تحرير الكرمة، آمرلي، الحضر، ونينوى، كما كان أحد قادة محور بيجي في معارك التحرير.
يبقى مقتل العلياوي وشقيقه من المحطات البارزة في الصراع السياسي والأمني في العراق، حيث تحول اغتيالهما إلى شرارة لمزيد من المواجهات التي لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الأمني في ميسان.