الاعتداءات الإسرائيلية - الامريكية على إيران تكشف "ضعف" الدفاعات الجوية العراقية

انفوبلس/..
فتحت الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ملف الدفاعات الجوية العراقية من جديد، بعدما أعادت إلى الأذهان تساؤلات حول قدرة حكومة بغداد على حماية أجوائها وسط تصاعد التهديدات في المنطقة.
وتحولت الأجواء العراقية خلال الأسابيع الماضية إلى ميدان تحليق حر للصواريخ والطائرات المسيرة، مع تكرار تقارير استخباراتية عن استخدام أراض عراقية كممر عبور لهجمات إسرائيلية على العمق الإيراني.
وعلى وقع هذا المشهد الميداني، تصاعدت الدعوات النيابية والسياسية لتطوير منظومات الدفاع الجوي العراقية بما يضمن تأمين السيادة الوطنية، ووقف مسلسل الانتهاكات الجوية الذي يتكرر منذ عام 2003 مع غياب منظومات رادارية وإنذار مبكر متكاملة.
بدوره، قال النائب مختار الموسوي إن "لا يمكنه تعزيز قدراته الدفاعية الجوية في الوقت الحالي بسبب ضغوط سياسية يفرضها (المعسكر الغربي) وعلى رأسه الولايات المتحدة، إلى جانب ملفات فساد كبرى في عقود التسليح".
وأضاف الموسوي أن "ملف الدفاع الجوي كان من الملفات السيادية التي جرى تعطيلها لسنوات طويلة، وهناك محاولات حالية لكنها تصطدم بعقبات مالية وفنية، وأخرى متعلقة بالقرارات السيادية الداخلية والخارجية".
تحركات لوزارة الدفاع
ويمتلك العراق اليوم قدرات دفاعية جوية محدودة جدًّا، إذ يعتمد على منظومات قصيرة ومتوسطة المدى، مثل Pantsir-S1 الروسي وبعض مدافع الشيلكا القديمة، إلى جانب رادارات من طراز AN/TPS-77 الأمريكية وGiraffe السويدية، لكنها تغطي نطاقًا جغرافيًّا محدودًا ولا ترتبط بشبكة قيادة وتحكم موحدة.
ومؤخرًا أعلنت وزارة الدفاع العراقية قرب تسلم الدفعة الأولى من منظومة دفاع جوي متوسطة المدى تم التعاقد عليها مع شركة "LIG Nex1" الكورية الجنوبية، ضمن خطة أوسع لتحديث القدرات الدفاعية وتأمين الأجواء العراقية.
وأضافت الوزارة في بيان، أن "العقد مع الشركة الكورية يشكل خطوة استراتيجية غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن "الوجبة الأولى ستصل خلال الأشهر المقبلة وفق جدول زمني مدروس، إلى جانب تسلّم دفعات جديدة من الطائرات الفرنسية متعددة المهام من نوع "كاركال".
ويرى مختصون، أن هناك جملة أسباب حالت دون امتلاك العراق منظومة دفاع جوي متكاملة، في مقدمتها إرث الحروب والتفكك المؤسسي بعد 2003، فضلًا عن عدم وجود قيادة وسيطرة موحدة ونقص الخبرات الفنية والتدريبية، إضافة إلى القيود المفروضة على بغداد ضمن اتفاقات عسكرية مع واشنطن.
إهمال وفساد
من جانبه، قال الخبير الأمني والمستشار العسكري عماد علو، إن "الدفاع الجوي العراقي اليوم لا يمكن اعتباره منظومة حقيقية مكتملة، بل هو خليط من معدات قديمة وأنظمة متفرقة تفتقر إلى الرصد الموحد وغرفة عمليات إنذار مبكر قادرة على اتخاذ قرار سريع".
وأضاف علو أن "أسباب الضعف متعددة، منها إهمال ملف الدفاع الجوي لعقود، والاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية، وغياب الإرادة السياسية الواضحة لتأمين سيادة الأجواء بما يتناسب مع التحديات الأمنية المعقدة التي يواجهها العراق".
وتشير بيانات رسمية إلى أن قدرات الرصد العراقي تعتمد حاليًّا على رادارات منفصلة جغرافيًّا دون ربط تكاملي؛ ما يجعل المجال الجوي مكشوفًا أمام خروقات طائرات استطلاع أجنبية وصواريخ بالستية محتملة، في ظل غياب نظام اعتراض بعيد المدى من طراز Patriot أو S-300.
وبينما تراهن الحكومة العراقية على الصفقات الجديدة مع كوريا الجنوبية وفرنسا لسد الثغرات الحالية، يؤكد مختصون أن الطريق أمام بغداد لا يزال طويلًا لضمان سيادة جوية حقيقية، في ظل الانقسامات السياسية وتحديات تمويل مثل هذه الصفقات، فضلًا عن الفساد الذي شاب الكثير من الصفقات التسليحية السابقة.