العسكري: قصف الحقل تنافس احتكاري.. استهداف صاروخي لحقل خورمور الغازي في السلمانية يثير جدلاً كبيراً والحكومة تشكّل لجنة لمعرفة الجهة المسؤولة
انفوبلس..
أثار قصف حقل خورمور الغازي في محافظة السليمانية والمُشغَّل من قبل شركة دانة الإماراتية، جدلاً كبيرة وحقق أصداء عالمية كبيرة، لما سبَّبه من إرباك كبير في إقليم كردستان ومحاولة بعض الجهات إلصاق قصفه بالمقاومة العراقية التي نفته بشكل قاطع وأكدت إنه يندرج ضمن صراع الشركات وإن أهدافها واضحة.
وتعرّض حقل خورمور الغازي في ناحية قادر كرم في قضاء جمجمال بالسليمانية، الخميس الماضي، لقصفٍ بصواريخ كاتيوشا، تسبب بإيقاف إنتاج الطاقة الكهربائية بعد اندلاع حريقٍ ضخم.
وعقب الهجوم، أعلنت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان، أن الحريق الذي اندلع في حقل خورمور، تسبب بانخفاض إنتاج الكهرباء إلى أكثر من 2800 ميغاواط.
والجمعة، وجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، بفتح تحقيقٍ بشأن استهدافٍ طال حقل خورمور الغازي في محافظة السليمانية.
وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان: "في الوقت الذي تسعى الحكومة العراقية لتطوير البنى التحتية للبلاد وتوفير العيش الكريم للمواطنين وحفظ الاقتصاد الوطني، أقدمت عناصر تخريبية على استهداف حقل غاز خورمور جنوبي محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، بقصف بطائرة مسيرة، وإصابة أحد خزانات حفظ السوائل (الغاز) ضمن مرافق هذه الشركة مساء الخميس الموافق 25 كانون الثاني 2024 من دون وقوع إصابات بشرية، مما أدى إلى توقف العمليات الإنتاجية بشكل مؤقت للسيطرة على النيران التي تم إطفاؤها لاحقاً بالكامل".
وأضاف البيان: "وعلى إثر هذا الاعتداء الغاشم وجه القائد العام للقوات المسلحة بإجراء تحقيق لمعرفة ملابسات هذا الحادث على أن يُنجز خلال 48 ساعة، كما شدد على اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق الجهة التي أقدمت على هذا الفعل الإجرامي الذي يهدد مشاريع الطاقة في إقليم كردستان العراق والمحافظات الأخرى".
وختم البيان قائلاً: "إن هكذا أعمال تخريبية متعمدة تحاول استهداف اقتصاد الشعب العراقي من قبل هذه الفئة التي ستنال جزاءها العادل".
الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أكد، أن الهجمات المتكررة التي تستهدف حقل غاز "خورمور" في محافظة السليمانية تقوّض الجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الغاز الطبيعي.
وقال المرسومي في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "القصف المتكرر لحقل (خورمور)، وهو أكبر حقول الغاز في البلاد، وإعاقة تطويره يقوّض جهود الحكومة المركزية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في العراق".
الولايات المتحدة الأميركية، أدانت القصف الذي طال الحقل وتسبب بتوقّف محطات الطاقة عن توليد الكهرباء في عدة مناطق بإقليم كردستان.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيانٍ لها "ندين بشدة الهجوم على حقل الغاز الذي أدى إلى توقف توليد الكهرباء"، ودعت الخارجية الأميركية في بيانها الحكومة العراقية إلى فتح تحقيقٍ بالحادث وكشف مرتكبيه لمنع تكرار وقوع حوادث مماثلة.
من جانبها، وصفت السفارة الفرنسية في العراق، الهجوم على حقل خورمور في إقليم كوردستان بأنه يشكل "تصعيداً غير مقبول".
وذكرت السفارة في بيان لها: "تدين السفارة الفرنسية في العراق بشدة الهجوم الذي وقع مساء أمس على حقل خورمور للغاز، والذي أدى الى نشوب حريق وانقطاع إنتاج الكهرباء".
وأضافت السفارة الفرنسية في بيانها، أن "هذا الهجوم على البنية التحتية المدنية التي يستفيد منها جميع العراقيين يشكل هجوماً إضافيا على استقرار العراق، وخاصة استقرار إقليم كردستان"، مردفة أنه "يشكل تصعيداً غير مقبول للعنف"، وأعربت عن وقوفها "الى جانب الشعب العراقي وسلطاته وكذلك سلطات إقليم كردستان وسكانه".
وتعرض أحد خزانات حفظ السوائل التابع لشركة دانة غاز وضمن مرافق خورمور بإقليم كردستان العراق إلى الاستهداف من قبل ما يعتقد أنه طائرة مسيرة أو صواريخ كاتيوشا وذلك يوم الخميس الماضي.
وأوضحت الشركة، أنه تم إيقاف العمليات الإنتاجية بصورة مؤقتة للسيطرة على النيران التي تم إطفاؤها بالكامل، فيما يقوم فريق التشغيل باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لاستئناف العمليات التشغيلية في أسرع وقت ممكن، متوقعة أن يتم ذلك في موعد قريب.
وبحسب موقع الشركة، شهدت منشأة الغاز في خورمور العديد من التحسينات التي شملت، مشروع التحويلة الذي تم الانتهاء منه في عام 2020 بالإضافة إلى مشروعين لإزالة الاختناقات تم تنفيذهما في عامي 2018 و2022، وهو ما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بأكثر من 60% ليرتفع الإنتاج اليومي من 305 ملايين قدم مكعب قياسي في عام 2018 ليصل إلى 500 مليون قدم مكعب قياسي في نهاية عام 2022.
وفي عام 2019، تم توقيع اتفاقية مدتها 20 عاماً مع حكومة إقليم كردستان العراق وتُمكن هذه الاتفاقية شركة دانة غاز وشركاءها من تطوير مشروع لإنتاج ومعالجة 250 مليون قدم مكعب إضافي من الغاز يوميًا وبيعها لحكومة الإقليم وهو مشروع خورمور250، والذي من المتوقع اكتماله خلال الربع الثاني من عام 2024 استثمارًا إجماليًا قدره 806 ملايين دولار.
وتفاعل السهم مع تلك التطورات، إذ تراجع السهم المدرج في سوق أبو ظبي بأكثر من 1.5% إلى 0.73 فلساً.
ويهدد توقف إنتاج الغاز في حقل خورمور جنوبي محافظة السليمانية بحدوث أزمة في "غاز الطبخ" في إقليم كردستان.
وينتج العراق 6800 طن يوميا من الغاز السائل "غاز الطبخ" ما يعني إن إنتاج كردستان في حقل خورمور الذي توقف والبالغ 1050 طن يوميا يعادل 15% من إنتاج العراق الكلي، وما يعادل أكثر من 70 ألف أسطوانة غاز الطبخ يوميا، في الوقت الذي ينتج العراق بالكامل 430 ألف أسطوانة يوميا، وفق بيانات حكومية رسمية وتحليل رقمي اقتصادي.
يشار إلى أن الحقل يعد من أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان، ويزود محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي، فضلاً عن تأمين حاجة الأهالي من الغاز للخدمات المنزلية، وتستثمر فيه شركة "دانة" الإماراتية.
وخورمور هي قرية تابعة لناحية قادر كرم في قضاء جمجمال في محافظة السليمانية، ويعتبر الحقل من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية وخاصة الغاز.
وتأسس مشروع غاز كردستان في عام 2007، عندما وقعت شركة دانة غاز ونفط الهلال عقداً مع حكومة إقليم كردستان للحصول على حقوق استكشاف وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع المنتجات النفطية في محطتي خورمور وجمجمال في الإقليم.
ومن الجدير بالذكر أن المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، نفى في منشور له، أمس الجمعة، إقدام المقاومة العراقية على قصف الحقل، وقال: الهجوم على حقل (خورمور) في السليمانية يندرج ضمن تنافس شركات الطاقة الاحتكارية في المنطقة. ولا يجب أن يُلصق بالمقاومة في أي حال من الأحوال، فأهدافها واضحة ومعلومة.