"بارود الهول" يصل العراق.. أجيال التكفيريين تستعد لـ"نشر الدعوة" من أرض نينوى!

انفوبلس/ تقارير
18 دفعة شملت 148 عائلة معظمها تنتمي لمدارس التكفير، حطّت رحالها في مخيم الجدعة بنينوى بعد نقلها من "مخيم الهول" بسوريا، تحذيرات عديدة.. إنها عوائل تابعة لقوى الظلام!، مَن يسمع؟ لا أحد يكترث حتى تفجّر الغضب مصحوباً بجملة من التساؤلات.. كيف يمكن جلب عوائل التكفيريين في ظل الوضع الراهن؟ انفوبلس تُجيب نقلا عن مختصين: هذا ما سيحدث!
عودة 148 أسرة جديدة
في آخر مستجدات مخيم الهول وخطره على العراق، أعلن مصدر أمني قبل أيام، عن وصول وجبة جديدة من أُسر قيادات وعناصر إرهابيّي داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى.
وقال المصدر: إن "الجهات المعنية نقلت وجبة جديدة من أُسر إرهابيّي داعش من مخيم الهول في سوريا الى مخيم الجدعة في محافظة نينوى ومن ثم توزيعهم الى محافظة الانبار والمحافظات الأخرى كُلّاً حسب منطقته ".
وأضاف، إن "الوجبة تضم 148 أُسرة داعشية معظمهم من قيادات إرهابيي داعش المطلوبين للقضاء والعشائر لارتكابهم عمليات قتل وتعذيب وتفجير بحق منتسبي القوات الأمنية والمواطنين ويُعدّون من أبرز المطلوبين للقوات الأمنية هم وأُسرهم "، مشيرا الى أن "هذه الوجبة تكمن بخطورة توطين أُسر قيادات إرهابيي داعش. وأول المعترضين على عودتهم مسؤولون وشيوخ ووجهاء قضاء حديثة غربي الانبار الذين توعدوا بالقصاص من أُسر إرهابيي داعش في حال دخولهم الى القضاء كونهم مطلوبين للعشائر".
وتابع، إن "عودة هذه الأسر تمثل قنبلة موقوتة قد تفجّر الوضع الأمني في أي لحظة في المناطق المحررة "، مؤكدا أن "ملف عودة أُسر قيادات إرهابيي داعش لم يُدرس بشكل صحيح وجرى تحت ضغوطات إقليمية على الحكومة المركزية".
إيواء 18 دفعة
بعد ذلك، أكدت وزارة الهجرة والمهجرين ما أعلنه المصدر أعلاه، وكشفت عن إيواء 18 دفعة من العائدين من مخيم الهول.
وقال وكيل الوزارة، كريم النوري، إن "مخيمات الهول في الحسكة تقع على بُعد نحو 13 كيلومتراً شمال شرق سوريا، وهي موجودة منذ فترة طويلة"، مبيناً أن "الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية دفعت العديد من الأشخاص للهروب إلى المخيم الذي يضم حوالي 60 ألف شخص من العراقيين والأجانب".
وأضاف النوري، إن "العراق أول دولة تتمكن، من خلال لجنة أمنية مختصة، من تدقيق ملفات العائدين وإيواء 18 دفعة منهم في مركز الأمل للتأهيل المجتمعي في (الجدعة) وقد تم تنفيذ إجراءات التأهيل بالتعاون مع 11 منظمة دولية، وبدعم من مستشارية الأمن القومي ووزارة الصحة، فضلاً عن مختصين وعلماء نفس، مما ساعد في إعادة الكثير من النازحين إلى مناطقهم من دون تسجيل أي خروقات أمنية فيها".
تفاصيل العودة وإجراءات التدقيق
أثارت عودة دفعات جديدة من عوائل تنظيم داعش وأخرى عراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق جدلاً واسعاً بين الجهات الرسمية والزعامات العشائرية في محافظة نينوى، وسط مخاوف من تأثير هذه الخطوة على الوضع الأمني في المحافظة.
وأعلنت مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين، عن عودة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا، معظمهم من النساء والأطفال، بعد إتمام عملية التدقيق الأمني والتأكد من عدم تورط العائدين في قضايا إرهابية أو كونهم مطلوبين أمنيًا.
وصرّح خالد عبد الكريم، مدير فرع مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، بأن العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي داخل مخيم الجدعة جنوبي الموصل، حيث سيخضعون لبرنامج خاص بإعادة التأهيل قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وأضاف عبد الكريم، إن البرنامج يهدف إلى إعادة دمج العوائل في المجتمع العراقي عبر جلسات دعم نفسي وتوعية فكرية، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية لتخفيف معاناتهم.
قسد هي من سلّمت وتفاوضت مع العراق
إلى ذلك، يكشف مصدر أمني رفيع المستوى، أن “قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على الشمال السوري، هي مَن سلمت هذه العوائل إلى السلطات العراقية، والأخيرة لا ترغب بكشف الجهة القائمة بالتسليم حفاظاً على ديمومة الاتفاق لحين الانتهاء من ملف مخيم الهول”.
ويضيف المصدر، أن “الاتفاق بين بغداد وقسد منسّق بشكل كبير، ويضمن استمرار تسليم العوائل على شكل وجبات جديدة لحين انتهاء التدقيق الكلي لهم”، لافتا إلى أن “الفترة القادمة ستتضمن إعادة 50 إلى 250 فردا ضمن كل وجبة خلال الأيام القادمة”.
وغادر 578 شخصا من 148 عائلة عراقية يوم السبت الماضي، مخيم الهول في الحسكة السورية باتجاه مخيم الجدعة في محافظة نينوى، لأول مرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، والثاني منذ بداية العام الحالي، والـ20 منذ بدء التنسيق بين الحكومة العراقية وقوات قسد لإخراج العائلات العراقية من المخيم.
تحذيرات من التسرع في الإعادة
في المقابل، عبّر عضو مجلس عشائر جنوب الموصل، خالد الجبوري، عن قلقه من إعادة هذه العوائل دون دراسة شاملة لجميع المخاطر المحتملة.
وقال الجبوري في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن “تلك العوائل لا تزال تؤمن بفكر داعش، وبالتالي يجب التأني وعدم إعادة الآلاف دفعة واحدة، خشية على الوضع الأمني في نينوى.”
وأضاف، إنه “يجب حصر هذه العوائل في مخيم الجدعة جنوبي الموصل، وعدم السماح بعودتهم إلى مناطقهم الأصلية دون التحقق من استعدادهم للاندماج مجددًا في المجتمع، داعياً إلى توزيعهم على محافظات أخرى بدلًا من تركيزهم في نينوى، مع تعزيز إجراءات التدقيق الأمني لضمان عدم تشكيلهم خطرًا مستقبليًا.
خطورة العودة وتبعاتها
بدوره، حذر عضو تحالف الفتح، سلام حسين، أمس الاربعاء، من خطورة إعادة العوائل من مخيم الهول دون إجراء دراسة شاملة لجميع المخاطر المحتملة.
وقال حسين في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "هذه العوائل لا تزال تُؤمن بفكر داعش، مما يستدعي الحذر والتأني في عملية العودة"، مشيرًا إلى "ضرورة عدم إعادة الآلاف دفعة واحدة خشية على الوضع الأمني في البلاد".
وأشار إلى "أهمية التأكد من استعداد هذه العوائل للاندماج في المجتمع قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، لضمان استقرار الأمن في المناطق المختلفة".
وحذر حسين، من "المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن إعادة العوائل من مخيم الهول دون إجراء دراسة شاملة لجميع الاحتمالات الأمنية".
ملف صعب
في النهاية، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، النائب عامر الفايز، أن “ملف عوائل الإرهابيين في مخيم الهول السوري، من الملفات الصعبة بالنسبة للعراق وعلاقته بدول العالم، وأن الحكومة العراقية تسعى لحسمه سريعا”.
ويؤكد الفايز، إن “الحكومة تقدمت بطلب منذ فترة طويلة للمجتمع الدولي من أجل حسم تواجد عوائل الإرهابيين العراقيين في مخيم الهول السوري، لأن هذا الأمر له أهمية كبيرة في ظل انتقال السلطة في سوريا ووجود حكومة انتقالية، خاصة أن خطورة استمرار المخيم لا يمكن توقعها”.
ويشير عضو لجنة العلاقات الخارجية، إلى أن “مخيم الهول يضم أكثر من 30 ألف شخص من مختلف دول العالم وهذا رقم كبير يجب الانتباه له”، مضيفا أن “المخيم يضم أيضا إرهابيين من مختلف الجنسيات كانوا بصفوف داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.